1201484
1201484
العرب والعالم

عشرات القتلى والمصابين في انفجار جسر الشغور بإدلب

24 أبريل 2019
24 أبريل 2019

روسيا تأمل بدء اللجنة الدستورية السورية عملها قبل فصل الصيف -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قال رجال الإنقاذ وسكان إن 17 شخصا على الأقل قتلوا أمس في انفجار بوسط مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا بعد يوم من ضربات جوية روسية عنيفة.

وانهار عدد من المباني جراء الانفجار الذي هز المدينة الواقعة في محافظة إدلب قرب طريق بين مدينة اللاذقية الساحلية ومدينة حلب.

وقال أحمد يازجي رئيس الدفاع المدني في المدينة «متوقع ارتفاع الضحايا، (الانفجار) مجهول المصدر إلى الآن» مضيفا أن 27 شخصا على الأقل أصيبوا ومعظمهم من المدنيين. وقال رجل إنقاذ آخر إنه لا يزال يجري انتشال الجثث من تحت الأنقاض.

وقال أبو عمار وهو أحد سكان الحي المستهدف وأب لطفلين : «هزّ انفجار ضخم المدينة على بعد 50 متراً عن منزلي، ركضنا إلى موقع الانفجار، ثم حضرت فرق الدفاع المدني التي حاولت انتشال المصابين».

وأضاف «صوت الانفجار كان ضخماً للغاية ولم نقدر أن نميز ما إذا كان ناتجاً عن صاروخ أو (سيارة) مفخخة» مشيراً إلى رؤيته «أشلاء كثيرة على الأرض».

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تظهر سيارات أسعاف وهي تهرع إلى موقع الانفجار. وتظهر آلية تعمل على رفع الركام من شارع تضررت أبنيته وانهار أحدها. وفي مشاهد أخرى، تتصاعد سحابة رمادية من الدخان في سماء المدينة، قال ناشطون إنها من موقع الانفجار.

وينضوي بضعة آلاف من الأويغور قدموا قبل سنوات من إقليم شينجيانغ في فصيل «الحزب الإسلامي التركستاني»، ويتمركزون بشكل أساسي في منطقة جسر الشغور ويُعد هذا الفصيل مرتبطاً بتنظيم القاعدة، كما أنه مقرب من هيئة تحرير الشام.

وشهدت محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في شمال سوريا، آخر معقل لمقاتلي المعارضة، تصعيدا في الهجمات من جانب الطائرات الروسية والجيش السوري على الرغم من أنها تخضع للحماية بموجب اتفاقية «منطقة عدم التصعيد» التي توصلت إليها روسيا وإيران وتركيا العام الماضي.

وأدى القصف إلى فرار الناس من البلدات التي تسيطر عليها المعارضة في المنطقة العازلة التي تمتد عبر أجزاء من إدلب إلى شمال حماة وأجزاء من محافظة اللاذقية.

وكانت تركيا، التي دعمت مقاتلي المعارضة ولديها قوات لمراقبة الهدنة، تتفاوض مع موسكو لوقف الضربات الروسية لكن دون نجاح يذكر.

وقال سكان إن طائرات روسية حلقت بينما وردت أنباء عن هجمات صاروخية في عدة قرى حول جسر الشغور.

وخلال الليل، قصفت الطائرات الروسية الأجزاء الغربية من مدينة إدلب وقال سكان إن صواريخ طويلة المدى أصابت عدة قرى تحيط بجسر الشغور من مواقع للجيش السوري في محافظة اللاذقية.

وكانت جسر الشغور هدفا لقصف عنيف من جانب سلاح الجو الروسي والجيش السوري في الأسابيع الماضية. يقول سكان ومسؤولون محليون إن معظم سكان المدينة فروا إلى مناطق آمنة قرب الحدود التركية.

ولقي شخص مصرعه وأصيب 5 آخرين بجروح يوم أمس الأربعاء بانفجار في نهر عيشة بدمشق.

وقالت وكالة سانا ان «التحقيقات أظهرت أن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة مزروعة بسيارة (بيجو) وأسفر عن مصرع سائق السيارة وإصابة خمسة آخرين كانوا قرب المكان تم إسعافهم إلى مشفى دمشق لتلقي العلاج».

سياسيا، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين أمس ، إن «روسيا تفعل ما بوسعها كي تبدأ اللجنة الدستورية السورية عملها قبل فصل الصيف».

ونقلت وكالة سبوتينك عن فيرشينين قوله للصحفيين ردا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع بدء عمل اللجنة قبل فصل الصيف «نحن نفعل كل ما بوسعنا».

وتأتي تصريحات فيرشينين قبل يوم من انطلاق الجولة 12 من محادثات استانا في العاصمة الكازاخية (نور سلطان) وذلك بمشاركة الدول الضامنة الثلاث روسيا وتركيا وإيران ومشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون ووفدي الحكومة والمعارضة.

وعقدت سابقاً عدة جولات في كازاخستان بشأن سوريا، آخرها يومي 28 و29 نوفمبر الماضي، حيث اكد المشاركون آنذاك على بذل المزيد من الجهود المشتركة لإطلاق اللجنة الدستورية السورية.

ولم تسفر حتى الآن الجهود الدولية والأمم المتحدة في إنهاء ملف تشكيل اللجنة الدستورية السورية، بسبب خلافات، لاسيما حول القائمة الثالثة للجنة ، والتي يفترض أن تضم ممثلين عن «المجتمع المدني».

إلى ذلك قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس ان «تهريب النفط مستمر في الأراضي الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.

وقال شويغو في كلمة له بمؤتمر الأمن بموسكو نقلتها وكالات أنباء أن «الصور تظهر قوافل نفطية ممتدة لكيلومترات لتبيعه بشكل غير قانوني... وهنا السؤال: إلى أين تذهب الأموال العائدة من النفط؟».

وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة أمريكيا على آبار غنية في النفط في شمال شرق سوريا منها حقل العمر.

وتعاني العديد من المحافظات من اختناق وازدحام شديد في محطات البنزين، ترافق ذلك مع أزمة نقص في مادة المازوت وقبلها مادة الغاز المنزلي، فيما اعتمدت الحكومة مبدأ إصدار «بطاقات ذكية» تخصص من خلالها الكميات المحددة لكل مواطن، ولا يمكن الحصول على المحروقات (غاز- بنزين- مازوت) إلا من خلال هذه البطاقة الإلكترونية.

من جهة أخرى، وعن الجدل الذي يدور حول تأجير مرفأ طرطوس للجانب الروسي، أوضح وزير النقل علي حمود انه «تم اللجوء إلى شركة روسية لتوسيع مرفأ طرطوس حيث كان لابد من تأمين أرصفة جديدة بأعماق كبيرة تستوعب حمولات سفن تصل إلى ١٠٠ طن، مضيفا أن هذا الأمر سيؤدي إلى زيادة الإيرادات بعشرات الأضعاف.

وقال حمود في حديث للتلفزيون السوري أن «الحكومة السورية عملت على عرض العديد من المشاريع الإستراتيجية والهامة على الشركات العالمية للاستثمار ومنها إنشاء مرافئ جديدة كي تستوعب الطلب المتزايد على البضائع والاستفادة من موقع سوريا الجغرافي...».

وأضاف حمود أن «مرفأ طرطوس قديم بأرصفة أعماقها تتراوح بين 4 و13 متراً ولا يستوعب أكثر من 30 لـ35 ألف طن كوزن سفينة واحدة وبالتالي كان لابد من السعي لتأمين أرصفة جديدة بأعماق كبيرة تستوعب حمولات سفن تصل إلى 100 ألف طن وهذا يتطلب مبالغ كبيرة».

وتابع وزير النقل إنه تم اللجوء إلى شركة روسية لتوسيع مرفأ طرطوس وضخ أكثر من 500 مليون دولار في هذه العملية لافتاً إلى الاتفاق معها على ألا يتم الاستغناء عن أي عامل من العاملين في المرفأ.

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، قال في ختام مباحثات مع الرئيس بشار الأسد بدمشق السبت الماضي، انه «يأمل» في توقيع عقد بين روسيا وسوريا خلال الأسبوع القادم، يتضمن استئجار روسيا هذا الميناء لمدة 49 عاما «من أجل استخدامه من قبل قطاع الأعمال الروسي.

وحول السماح للطيران القطري باستخدام الأجواء السورية وانعكاسه على قطاع النقل قال حمود إن الشركات العالمية خسرت الكثير نتيجة عبورها خارج الأجواء السورية، والآن تسعى دول إلى العودة للعبور عبر هذه الأجواء بعد الانتصار السوري»، لافتا إلى أن «عودة الخطوط القطرية للعبور في الأجواء السورية سيعيد ملايين الدولارات كنا نخسرها سنويا».

ووافقت السلطات السورية ، على طلب الخطوط الجوية القطرية، بعبور الطائرات التابعة لها، فوق الأجواء السورية، انطلاقاً من «مبدأ المعاملة بالمثل»، عقب أعوام من توقف الرحلات القطرية عن المرور فوق سوريا.

وتأتي هذه التطورات مع رغبة عدة شركات طيران نيتها استئناف رحلاتها مجدداً إلى سوريا ، حيث أعلنت وزارة النقل تلقيها طلبات من شركات طيران أوروبية وعربية بهدف استعادة رحلاتها المتوقفة إلى دمشق.