Ali
Ali
أعمدة

أوراق :أبناؤكم أمانة

24 أبريل 2019
24 أبريل 2019

علي بن خلفان الحبسي -

الأبناء ذكورا كانوا أم إناثا هم جيل المستقبل، عليهم تعتمد الأمم والأوطان مستقبلا، فكما كنا سيكونون، فهم الآباء والمربون والأمهات مستقبلا، وسوف يكونون هم القدوة في يوم من الأيام كما كان سلفهم، وعليهم بأنفسهم أن يغرسوا في المجتمع بسلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم الأخلاق والصفات الحميدة، ولا ينتظروا من يربيهم ويعلمهم الأخلاق والسلوك القويم الحسن، لأنهم في مرحلة أكثر نضجا وعليهم تحمل المسؤولية، وقد تعلموا ذلك في مدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم وفي مجالسهم، وعليهم أن يتحلوا بالصفات أينما كانوا ورحلوا، وأن يكونوا سفراء لبلدانهم في الخارج.

اليوم وفي عصرنا الحديث ورغم زخم التقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي، عليهم أن يكونوا أكثر ثباتا في عالم متغير مليء بالتحديات للطفل والأسرة والمجتمع معا، عليهم أن تكون قدوتهم تعاليم الدين الإسلامي وقيمه الحكيمة بعيدا عن الموضة والتحضر والتطور الذي للأسف نأخذ منه جوانبه السلبية وترك الإيجابي والمفيد.

اليوم في مجتمعاتنا عصفت بأبنائنا ألعاب شتى يصول ويجول فيها بهاتفه وغيرها الوسائل ليل نهار، في ظل غياب رقابة أبوية شبه مفقودة، وتجد في هذه الألعاب شتى صنوف البشر تغوي الفتي والفتاة إلى طرق الرذيلة وسوء الخلق، وفتحت عليهم أبواب الغواية من خلال هذه الألعاب التي لا تسمن ولا تغني من جوع سوى هدر الوقت وضياع الفكر والسهر وقلة التركيز وتراجع في المستوى التحصيلي ودمار للعقل والعين وسهر حتى آخر ساعات الليالي في مجموعات تتشكل بين حين وآخر.

اليوم على الأسر أن لا تفتح الباب على مصراعيه للأبناء في اقتناء الهاتف وغيره من الأجهزة التي يمكن أن تكون طريقا بما فيه من ألعاب وتسلية وسهر خارج المنزل وساعات القيلولة، وعليها أن تكون لها كلمة الفصل قبل فوات الأوان ويوم لا ينفع الندم، لأن هذا الجيل سوف يكون على عاتقه حمل أمانة ثقيلة سيعجز عن حملها سواء في أسرته التي سيعليها أو مجتمعه ووطنه، وسيبقى عالة على والديه لأنه لا يستحق أن يطلق عليه حتى كلمة قدوة.

اليوم نشاهد على صفحات التواصل أطفالا بعمر الزهور وطلابا وطالبات في المراحل الدراسية الأولى يتملكون صفحات في الإنستجرام والفيسبوك والتويتر والسناب شات وغيرها وهم لا يعون ما يفعلون، ينشرون مئات الصور ومقاطع المشاهد المرئية من داخل محيط أسرهم ومجتمعهم دون أن يدركوا ما يفعلون لأنهم لم يجدوا من ينصحهم بعواقب ما ينشرون.

على الجهات المعنية في شركات الاتصالات وأصحاب القرار أن تكون لهم الكلمة في هذا الانفتاح الذي فتحت فيه أبواب الألعاب المباشرة على الأبناء خطرها، وأصبح ولي الأمر اليوم أكثر حيرة مما يتخذه من إجراء في ظل هذا الانفتاح بسبب وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة وغيرها والتي تفرض نفسها بكل سهولة ويسر.