1193610
1193610
مرايا

«وايتير» قرية يعيش سكانها في عمارة واحدة

24 أبريل 2019
24 أبريل 2019

تضم أيضا مدرسة وعيادة ومركزا للشرطة!

وايتير هي بلدة صغيرة في ألاسكا، يعيش فيها 200 شخص في عمارة واحدة، من 14 طابقاً تعرف باسم “أبراج بيجيتش”، كما يطلق عليها اسم المدينة العمودية، وهي ثكنة سابقة للجيش بنيت بجدران رقيقة تكشف أسرار البيوت.

تقع بناية وايتير على حافة المدينة، وتضم إضافة للمرافق السكنية، مركزا للشرطة، وعيادة صحية، ومتجرا، ومغسلة وكنيسة في الطابق السفلي، ومن الغريب أن هذه البناية يتقاسمها رجال الدين، وأعضاء مجلس المدينة، ورجال الشرطة، وحتى تجار المخدرات إذ يستخدمون المرافق والمصاعد نفسها.

ورغم غرابة الأمر إلا أن سكان المدينة العمودية مسرورون لوضعهم، وذلك أساسا بسبب الظروف الجوية القاسية، وموقع المدينة المعزول، إذ لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق البحر، أو بعبور نفق طويل ذي حارة واحدة عبر الجبال، يتم غلقه يوميا خلال الليل.

تمتد المدينة على مساحة 3 أميال من الساحل إلى الجبال، وتشهد ظروفا جوية قاسية، إذ تصل سرعة الرياح فيها إلى 60 ميلا في الساعة، ويصل تساقط الثلوج إلى 250 بوصة، ولذلك يحرص السكان على توفير جميع حاجياتهم في مكان واحد.

ما يميز هذه المدينة هو أن معظم سكانها والعاملين فيها يتجولون بملابس النوم، كما أن بعض الطلبة يتلقون دروسهم على طاولة في مطبخ أساتذتهم.

كما أن هذه البناية تضم أيضا غرفا لاستقبال السياح، إذ يمتلك أحد السكان ويدعى جيون ميلر آخر طابقين من البناية يستأجرهما للسياح، وتطل الغرف على مناظر خلابة للساحل والجبال، حيث يتمكن السياح من مشاهدة الحيتان وهي تقفز وكأنها تؤدي استعراضا مسرحيا، فضلا عن الاستمتاع بمشاهدة رعاة الماعز على الجبال الخلابة وغيرها من المناظر الطبيعية الساحرة.

تأسست مدينة وايتير في عام 1969، بعد 9 سنوات من مغادرة الجيش، بنيت من الصفر من قبل بضع المئات من المدنيين الذين اختاروا البقاء فيها لمواصلة عملهم في مجال الشحن، والسكك الحديدية ومرافق تخزين النفط، فأنشأوا مدينة جديدة لأنفسهم لتكون أول مدينة في أمريكا بدون سيارات.

ومع مرور الزمن غادر العديد من السكان هذه المدينة، ويعيش السكان الذين فضلوا البقاء في عزلة رغم الظروف الصعبة.

ونقلت مجلة “كاليفورنيا سانداي عن بريندا تولمان، وهي مقيمة في وايتير منذ عام 1982، قولها: إن سكان البناية رغم أنهم لا يحبون بعضهم البعض، تجدهم متعاونين فيما بينهم حتى تستمر الحياة بشكل طبيعي.