1200275
1200275
العرب والعالم

القمة التشاورية تدعو إلى «انتقال سلمي» للحكم في الخرطوم خلال 3 أشهر

23 أبريل 2019
23 أبريل 2019

السيسي: مصر تدعم خيارات الشعب السوداني في صياغة مستقبله -

القاهرة - عمان - نظيمة سعد الدين - وكالات -

أقرت الدول المشاركة في قمة تشاورية بالقاهرة دعا لها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي هذا العام، بمنح السلطات السودانية الممثلة في المجلس العسكري، مهلة ثلاثة أشهر للانتقال السلمي للسلطة.

وأوصى بيان مشترك للقمة التشاورية للشركاء الاقليميين للسودان «حيال مرحلة الانتقال السلمي» للسلطة، مجلس الأمن التابع للاتحاد الافريقي «أن يمدد الجدول الزمني الممنوح للسلطة السودانية مدة ثلاثة أشهر».

وأفاد مجلس السلم والأمن الإفريقي في بيان أنه إذا لم يسلم المجلس العسكري السلطة للمدنيين ضمن المهلة المحددة، فسيعلق الاتحاد الإفريقي «مشاركة السودان في كافة أنشطته إلى حين عودة النظام الدستوري».

وتابع البيان إنه في «ضوء الاحاطة التي قدمها موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي حول زيارته الاخيرة للسودان ، أقرت الدول المشاركة بالحاجة إلى منح المزيد من الوقت للسلطات السودانية والاطراف السودانية لتنفيذ تلك الاجراءات (تسليم السلطة)».

وكان الاتحاد الإفريقي هدد في 15 الشهر الجاري بتعليق عضوية السودان إذا لم يسلم المجلس العسكري الانتقالي السلطة للمدنيين ضمن مهلة 15 يوما.

وشددت الدول المشاركة على أن «هناك حاجة عاجلة لقيام السلطات السودانية والقوى السياسية والسودانية بالعمل معا بحسن نية لمعالجة الأوضاع الحالية في السودان وسرعة استعادة النظام الدستوري».

وافتتح السيسي ظهر أمس، في قصر الاتحادية، القمة التشاورية بمشاركة رؤساء بعض الدول الافريقية.

و أكد دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق عليه في هذه المرحلة المهمة والفارقة في تاريخه.

وشدد السيسي على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، من أجل الحيلولة دون الانزلاق إلى الفوضى، وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبها الشقيق، وعلى المنطقة برمتها.

وأكد أن «ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الإفريقية، لهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التي تواجهنا، فالدول الإفريقية أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها، ومن ثم فهي الأقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية، تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي في شئونها، أو فرض حلول خارجية لا تلائم واقعها، فلكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها».

كما أكد أن الحل سيكون «من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة في السودان، يؤدى إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي، يحقق تطلعات الشعب السوداني في التغيير والتنمية والاستقرار.»

وطالب السيسي المجتمع الدولي بإبداء التفهم وتقديم الدعم والمساندة، للمساهمة في تهيئة المناخ المناسب للتحول الديمقراطي السلمي الذي ينشده الشعب السوداني.»

وعلى صعيد متصل أعرب السيسي، عن اعتزاز مصر بعلاقاتها الوثيقة بجنوب إفريقيا، مؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين الدولتين، فضلاً عن التشاور إزاء مختلف القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي، الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن رئيس جنوب إفريقيا أكد حرص بلاده على تدعيم العلاقات المتميزة التي تربطها بمصر، وتعزيز أطر التعاون بين البلدين في شتى المجالات.

وعلى صعيد متصل أكد الرئيس المصري ، موقف مصر الثابت الداعم لوحدة الصومال، وحرصها على دعم استقرار الأوضاع به. وأعرب السيسي- خلال استقباله الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة- عن حرص مصر على مواصلة تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وتقديم كل أوجه الدعم لأبناء الصومال ومساندته في جهود بناء مؤسسات دولته وترسيخ الأمن والاستقرار به.

وقال السفير بسام راضي ، إن الرئيس الصومالي أعرب عن تقديره للعلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وبلاده، مشيداً بدور مصر التاريخي في مساندة الصومال ودعمها لجهود تحقيق الأمن والاستقرار فيه.

كما أكد الرئيس الصومالي حرص بلاده على استمرار التنسيق والتشاور مع مصر إزاء مختلف القضايا، مشيداً باستضافة مصر لاجتماعي القمة حول الشأنين السوداني والليبي، وبدور مصر الفاعل على الساحة الأفريقية خاصة في ضوء رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي.

وبالنسبة للقمة المتعلقة بليبيا، قالت الرئاسة المصرية في بيان أمس الأول إنها ستناقش «آخر التطورات على الساحة الليبية وسُبل احتواء الأزمة الحالية وإحياء العملية السياسية والقضاء على الإرهاب».

ويتصاعد التوتر في السودان بعد تعليق التفاوض بين حركة الاحتجاج والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم الذي يطالب برفع الحواجز التي تغلق الطرق المؤدية إلى مقر قيادته والذي يتجمع آلاف المتظاهرين أمامه منذ أسبوعين. ويتجمع المحتجون على مدار الساعة في هذا الموقع منذ أكثر من أسبوعين وتوعدوا بتصعيد تحركهم للمطالبة بحكومة مدنية في حين يطالب المجلس بعودة الوضع إلى طبيعته في الخرطوم أمام مقره العام.

ويتولى المجلس العسكري الانتقالي زمام الأمور في السودان منذ إطاحة الجيش الرئيس عمر البشير في 11 الجاري تحت ضغط الشارع.

وإضافة إلى الرئيسين الصومالي والجنوب إفريقي، شارك في القمة التشادي ادريس ديبي، والجيبوتي اسماعيل عمر غله، والرواندي بول كاغامي، والكونغولي دنيس ساسو نغيسو.