1200247
1200247
العرب والعالم

قمة كيم وبوتين تركز على الحل الدبلوماسي للمشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية

23 أبريل 2019
23 أبريل 2019

تعقد غدا في أقصى الشرق الروسي -

موسكو - سول - ( أ ف ب - د ب أ) - أكد الكرملين أمس أن اللقاء بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد غدا في فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي، في وقت تبحث بيونج يانج عن دعم جديد في مواجهتها مع واشنطن.

وأعلن مستشار الكرملين يوري أوشاكوف أن «رئيسنا سيجري محادثات الخميس(غدا) مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون»، مضيفا أن هذا اللقاء، الأول بين الرجلين، «هو حدث رئيسي في العلاقات الثنائية» بين موسكو وبيونج يانج.

وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أعلنت أمس أن كيم «سيقوم قريبا بزيارة لروسيا بناء على دعوة» بوتين.

وأوضح أوشاكوف أن «اللقاء سيركز على الحل السياسي والدبلوماسي للمشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفا أن «روسيا عازمة على أن تدعم بكل الأشكال الممكنة التوجهات الإيجابية» على هذا الصعيد.

والاجتماع مرتقب الى حدّ بعيد منذ أن أعلن الكرملين الأسبوع الفائت أن الرئيسين سيلتقيان في روسيا «في النصف الثاني من شهر أبريل».

وفي ميناء فلاديفوستوك على المحيط الهادىء على بعد بضع مئات من الكيلومترات من كوريا الشمالية، رُفعت أعلام روسية وكورية شمالية استعدادا للقمة.

وأوضح أوشاكوف أن القمة الثنائية ستبدأ بلقاء بين رئيسي الدولتين، قبل أن ينتقلا الى «اجتماع موسع». ولم يعط تفاصيل إضافية.

وذكرت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية نقلا عن مصدر في شركة سكك الحديد الروسية، أن القطار المصفح الذي يستخدمه كيم جونج أون في معظم تنقلاته الدولية سيصل الى محطة القطارات في فلاديفوستوك الساعة 18.00 بالتوقيت المحلي (8.00 ت غ) اليوم.

علاقات ودية

وهي القمة الاولى بين كيم وبوتين منذ التقى كيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي، ديمتري مدفيديف حين كان رئيسا لروسيا قبل ثمانية أعوام.

وتقيم موسكو علاقات ودية منذ فترة طويلة مع بيونج يانج وتقدم إليها مساعدات غذائية. ويوجد حوالى عشرة آلاف عامل كوري شمالي في روسيا تعول عليهم موسكو كيد عاملة متدنية الأجر، وهم يشكلون في المقابل مصدر دخل ثمينا بالعملات الأجنبية لبيونج يانج.

وتعود العلاقات بين البلدين الى المرحلة السوفياتية. ووصل كيم إيل سونغ، جد الزعيم الحالي ومؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية الى الحكم في 1948 بدعم من الاتحاد السوفييتي.

وأبدى بوتين منذ وقت طويل استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي.

ويأتي لقاؤهما بعد أقلّ من شهرين من القمة الثانية التي جمعت كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي وأخفقت في التوصل الى اتفاق حول مصير الترسانة النووية الكورية الشمالية.

وفي حين شهد عام 2018 تقاربا كبيرا بين الكوريتين وقمة أولى تاريخية بين دونالد ترامب وكيم جونج أون، تبدو الهدنة السياسية هشة، بعد الطريق المسدود الذي وصل اليه لقاء هانوي.

والتقى كيم جونغ أون الرئيس الصيني شي جينبينج أربع مرات خلال سنة، وهو يبحث حاليا عن دعم دولي في مواجهة واشنطن.

والتقى كيم جونغ أون أيضا ثلاث مرات الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، ورئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ، منذ مارس 2018.

وتدعو موسكو الى حوار مع بيونج يانج على أساس خارطة طريق تحددها روسيا والصين. وسبق لموسكو أن طلبت رفع العقوبات الدولية عن كوريا الشمالية، فيما تتهمها الولايات المتحدة بمساعدة بيونج يانج على الالتفاف على العقوبات.

ويبدو ان قمة فلاديفوستوك قد نوقشت أيضا مع واشنطن : فقد التقى أوشاكوف الأسبوع الماضي فيونا هيل، مستشارة دونالد ترامب لشؤون المفاوضات مع كوريا الشمالية. في الوقت نفسه، كان الموفد الأمريكي الى كوريا الشمالية ستيفن بيغون في روسيا لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس.

وكان يفترض أن يقوم كيم جونج أون بزيارة الى موسكو في مايو 2015، لمناسبة الذكرى السبعين لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، لكنه عدل عن ذلك قبل بضعة أيام من الحدث.

سول ترحب

من جهتها رحبت كوريا الجنوبية بزيارة زعيم كوريا الشمالية إلى روسيا، معتبرة ذلك خطوة يمكن أن تساعد في الدفع بجهود نزع سلاح بيونج يانج النووي، حسبما نقلت وكالة أنباء يونهاب أمس عن مسؤول بالمكتب الرئاسي في سول.

وقال المسؤول للصحفيين طالبا عدم الكشف عن هويته: «أدرك أن زيارة الرئيس كيم جونج أون إلى روسيا ستكون أمرا جيدا لكوريا الجنوبية، لأنها جزء من عملية نزع السلاح النووي (في شبه الجزيرة الكورية)، وربما يؤدي ذلك إلى نتائج جيدة».

يشار إلى أن المسؤول يرافق حاليا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، الذي وصل الأحد الماضي إلى كازاخستان في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام.

وأكد المسؤول جزئيا أيضا تقارير ترددت في وقت سابق بأن مون يمكن أن ينقل رسالة شخصية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كيم.

وقال: «لا يمكنني الكشف عن محتويات (الرسالة) لكني أعتقد أنها سيتم توصيلها... عندما تعقد قمة بين الكوريتين».

والتقى مون وترامب في واشنطن في وقت سابق من الشهر الجاري.