1199257
1199257
العرب والعالم

سريلانكا تلاحق متطرفين محليين متهمين بارتكاب اعتداءات «الفصح»

22 أبريل 2019
22 أبريل 2019

الحصيلة ترتفع إلى 290 قتيلا بينهم 37 أجنبيا تم تحديد هوياتهم -

كولومبو - واشنطن - (أ ف ب) - لاحقت سريلانكا أمس متطرفين متهمين بارتكاب موجة اعتداءات خلفت 290 قتيلا أمس الأول في سلسلة أعمال عنف نسبتها السلطات إلى حركة محلية.

ومع استمرار عدم تبني اي جهة الاعتداءات، أعلنت رئاسة البلاد التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة حال الطوارئ اعتبارا من منتصف ليل أمس (18,30 ت غ) لحماية «الأمن العام». ويهدف هذا الإجراء إلى تسهيل عمل الشرطة والجيش.

وخلال بضع ساعات من يوم الفصح، زرعت اعتداءات الموت في فنادق وكنائس في أمكنة عدة من سريلانكا التي لم يسبق أن شهدت عنفا مماثلا منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشرة أعوام.

«جماعة التوحيد الوطنية»

وأعلنت الحكومة السريلانكية أن مجموعة مسلحة محلية هي «جماعة التوحيد الوطنية» تقف وراء الاعتداءات، وفق المتحدث الحكومي راجيثا سياراتني أمس.

وبحسب وثائق اطلعت عليها وكالة فرانس برس فإن قائد الشرطة السريلانكية أصدر في 11 أبريل الجاري تحذيرا يؤكد أن «وكالة استخبارات أجنبية» أفادت بأن جماعة التوحيد الوطنية تخطط لشن هجمات على كنائس وعلى مفوضية الهند العليا في كولومبو.

ولا يعرف الكثير عن هذه الجماعة المتشددة المتهمة بتخريب تماثيل بوذية.

وأعلنت السلطات توقيف 24 شخصا موضحة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (اف بي آي) يساعدها في التحقيق. ويتوقع أيضا وصول عناصر من الشرطة الدولية (انتربول) اليوم إلى البلاد.

وأفادت الشرطة السريلانكية أمس أنها عثرت على 87 صاعق قنابل في محطة للحافلات في العاصمة كولومبو.

وقالت في بيان إنها عثرت على الصواعق في محطة «باستيان ماهاواتا برايفت»، بينها 12 على الأرض و75 في سلة للمهملات قريبة من المكان.

وارتفعت الحصيلة الرسمية للاعتداءات أمس إلى 290 قتيلا على الأقل و500 جريح.

وأوضحت السلطات انه يصعب تحديد عدد الضحايا الأجانب، لافتة إلى مقتل نحو 37 أجنبيا تم تحديد هويات 11 منهم.

وبين هؤلاء القتلى هنود وبرتغاليون وأتراك وبريطانيون وأمريكيون ويابانيون.

وضع مأسوي

وصباح أمس كان المشهد في مشرحة كولومبو مأسويا. وقال مسؤول لم يشأ كشف هويته «الوضع غير مسبوق، نطلب من العائلات إجراء فحوص الحمض النووي للمساعدة في التعرف على بعض الجثث».

وفي مدينة نيغومبو التي تبعد حوالي 30 كلم شمال كولومبو عاد ديليب فرناندو إلى أمام كنيسة سان سيباستيان حيث نجا مع عائلته من المجزرة.

وقال لفرانس برس «لو فتحت الكنيسة أبوابها هذا الصباح لكنت دخلتها. لسنا خائفين ولن ندع الإرهابيين ينتصرون».

وأمام الكنيسة، جمعت عشرات من الأحذية العائدة إلى ضحايا، فيما عم الخراب داخلها.

ووقعت ستة انفجارات متتالية صباح الأحد، ثم انفجاران آخران بعد ساعتين.

واستهدفت في العاصمة ثلاثة فنادق فخمة إضافة إلى كنيسة سانت انتوني.

كما انفجرت قنابل في كنيسة سان سيباستيان في نيغومبو وكنيسة أخرى في مدينة باتيكالوا الواقعة على الساحل الشرقي لسريلانكا.

وبعد بضع ساعات، وقع انفجاران إضافيان، الأول في فندق في الضاحية الجنوبية لكولومبو والثاني شمال المدينة حيث فجر انتحاري نفسه خلال عملية للشرطة.

ومساء أمس الأول تم تعطيل «قنبلة محلية الصنع» على طريق تؤدي إلى المبنى الرئيسي في مطار كولومبو الذي اتخذت فيه تدابير أمنية مشددة ولم تتوقف فيه الملاحة.

وسجل إجماع على التنديد بالاعتداءات من الفاتيكان إلى الولايات المتحدة.

وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1,2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون سبعين بالمائة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12 بالمائة من الهندوس و10 بالمائة من المسلمين 8 بالمائة من المسيحيين.

وأوصت السفارات الأجنبية في سريلانكا رعاياها بتفادي السفر إلى هذا البلد. وقالت الولايات المتحدة ان «جماعات إرهابية لا تزال تعد لهجمات محتملة» في سريلانكا.

«هذه معركة أمريكا كذلك»

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس إن الولايات المتحدة ستواصل حربها على «الإرهاب المتطرف» بعد الاعتداءات الدامية في سريلانكا التي استهدفت كنائس وفنادق في عيد الفصح.

وصرح للصحفيين «الإرهاب المتطرف يظل تهديدا. ونواصل العمل الحقيقي ضد هؤلاء البشر الأشرار».

وأكد بومبيو «هذه معركة أمريكا كذلك»، مشيرا إلى أنه أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكريميسينغي.

وردا على سؤال عما إذا كان التهديد يظهر استمرار تهديد تنظيم داعش قال بومبيو إن الولايات المتحدة نجحت في تدمير «الخلافة» التي أعلنها التنظيم في سوريا، ولكن «علينا أن نبقى يقظين» في أنحاء العالم.

وأضاف «للأسف الشر موجود في العالم».