humdah
humdah
أعمدة

حلم وأمنية

21 أبريل 2019
21 أبريل 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

يحدث أن نتعلق بحلم أو أمنية تسيطر على تفكيرنا برهة من الزمن، نتضرع لله ليلا ونهارا من أجلها، لكن لا نرى بوادر استجابة للدعاء، فنتقهقر للوراء يأسا وقنوطا من رحمة الله، ونحدث أنفسنا بأن الله لم يستجب لدعائنا، افتراء عليه وكذبا لأنه سبحانه وعد باستجابة الدعاء.

والحقيقة أن الكريم المنان كثيرا ما يستجيب لنا لكن بسبب غفلتنا لا نستوعب، بسبب انشغال أذهاننا على الدوام لا نلتقط الإلهامات التي تصلنا، ولا نرى أدعيتنا وهي تتحقق أمام أعيننا، بأشكال عدة لأننا نغفل عن حقيقة أن الله يرزقنا من حيث لا نحتسب، فالإجابة قد تأتي بشكل مخالف لما توقعناه، وفي وقت لم نتوقعه ومن مكان ما تخيلناه، لكن لأننا ننتظر صورة بعينها تعبر من أمامنا الفرصة فلا نقتنصها.

وأحيانا أخرى نصد الاستجابة بوعي أو بدون وعي منا، بسبب عدم استعدادنا ليس إلا، ذلك أن ما طلبناه من رب العالمين قد يتطلب منا التغيير، ونحن مخلوقات جبلت على الخوف من التغيير، والتعود على منطقة الراحة، نخاف بأن تحقيق الحلم يعني تغيير المكان الذي ألفناه، والمهام الوظيفية التي حفظناها، والأشخاص الذين تعلقنا بهم، هذا الخوف يجعلنا نرفض استقبال نعم الله سبحانه وتعالى علينا، راضين بأوضاعنا التي ألفناها.

نرفض عطايا الرحمن أحيانا في أعماقنا لأن الأنا أو (الايغو) مستمتعة بلعب دور الضحية، لأن لعب دور الضحية المسكينة أسهل لا يتطلب منها جهدا، نستسهل الأقنعة التي نتخفى وراءها سنوات طويلة لأننا أقنعنا أنفسنا بأننا في مأمن طالما نحن نختفي خلفها.

نردد بألسنتنا أدعية مأثورة ألفناها، ولسان حالنا يقول العكس فمن العمق نحن نرفض التغيير، الذي سيأتي معه بمسؤوليات قد لا نستطيع تحملها.

لعلنا نحتاج للإصغاء إلى قلوبنا المغيبة في زحمة الحياة هذه، فقلب المؤمن دليله، ونمنح أنفسنا دقائق من الصمت للدخول إلى أعماقنا بين حين وآخر، لمعرفة ما إذا كانت الأهداف التي وضعناها نابعة من القلب، وهي حقا ما نريد، ونسمح لأنفسنا بطرق الأبواب التي تفتح لنا بين حين وآخر، لعل ما تضرعت لله من أجله يختبئ لك خلفها.