1198059
1198059
العرب والعالم

207 قتلى في هجمات ارهابية استهدفت كنائس وفنادق في سيريلانكا في عيد الفصح

21 أبريل 2019
21 أبريل 2019

العالم يندد والحكومة تمنع التجوال وتقطع وسائل التواصل الاجتماعي -

كولومبو - باريس - (أ ف ب - رويترز) - قتل 207 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 450 آخرين بينهم 35 أجنبيا أمس في ثمانية اعتداءات استهدفت فنادق فخمة وكنائس حيث اقيمت قداسات بمناسبة عيد الفصح في سيريلانكا، ما أثار إدانات شتى في العالم.

وقال الناطق باسم الشرطة إن هذه الحصيلة تأخذ في الاعتبار ضحايا الانفجارات الثمانية التي وقعت في الجزيرة. واضاف «لا يمكن أن نؤكد أنها هجمات انتحارية»، موضحا أن ثمانية أشخاص أوقفوا.

وأعلنت السلطات السيريلانكية منعا للتجول فورا وتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي لمنع نشر «أنباء غير صحيحة وكاذبة» بعد التفجيرات.

وهذه الاعتداءات التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى الآن، هي الأعنف في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشر سنوات.

وفي كولومبو استهدفت التفجيرات ثلاثة فنادق فخمة مطلة على البحر وكنيسة، ما أدى إلى مقتل 64 شخصا على الأقل، كما كان ذكر مصدر في الشرطة في وقت سابق.

وفي بلدة نيغومبو الواقعة في شمال كولومبو، قتل 67 شخصا في كنيسة سان سيباستيان و25 آخرون في كنيسة باتيكالوا المدينة الواقع بشرق البلاد، بسحب المصدر.

وبعد ساعات، وقع انفجاران آخران في ضاحيتي ديهيوالا، حيث قتل شخصان على الاقل في انفجار في فندق رابع، وفي أوروغوداواتا، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه ما أدى إلى مقتل ثلاثة شرطيين، خلال عملية بحث في منزل.

وبين القتلى 35 أجنبيا على الاقل أحدهم برتغالي.

وفي تسجيل فيديو في واحدة من الكنائس التي استهدفت، يظهر العديد من الجثث بينما يغطي الأرض حطام وبقع دماء. وأدى الانفجار إلى انهيار أجزاء من السقف.

ووقعت ثمانية انفجارات في هذه الجزيرة التي تعد وجهة مهمة للسياح الأجانب، ستة منها في الصباح وانفجاران بعد الظهر.

من جهته دعا رئيس وزراء سيريلانكا رانيل ويكرمسينغ إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني في مقره في وقت لاحق اليوم. وقال في تغريدة «أدين بشدة الهجمات الجبانة على شعبنا. أدعو كل المواطنين في سيريلانكا إلى البقاء موحدين وأقوياء خلال هذه المحنة المأساوية».

وأضاف رئيس الوزراء «أرجوكم تجنبوا نشر التقارير غير المؤكدة والتكهنات. الحكومة تتخذ خطوات فورية لاحتواء الموقف». وقال الرئيس مايثريبالا سيريسينا إنه أمر قوة المهام الخاصة بالشرطة والجيش بالتحقيق لمعرفة المسؤولين عن الهجمات ومخططاتهم.

وذكر متحدث عسكري أن الجيش انتشر وأن الإجراءات الأمنية جرى تعزيزها في مطار كولومبو الدولي.

وطلب مالكولم رانيث كبير أساقفة كولومبو في قناة تلفزيونية محلية من المواطنين التحلي بالهدوء وطلب من السلطات تقديم المسؤولين عن الهجمات للعدالة. وطلب من الناس أيضا التبرع بالدم. وأعلن وزير التعليم أكيلا فيراج كارياواسام أن جميع المدارس ستغلق اليوم وغدا. ومن إجمالي سكان سريلانكا البالغ عددهم نحو 22 مليونا، 70 بالمائة من البوذيين و12.6 بالمائة من الهندوس و9.7 بالمائة من المسلمين و7.6 بالمائة من المسيحيين وفقا للتعداد السكاني الذي أجري في البلاد عام 2012.

وأثارت الاعتداءات موجة استنكار في العالم. حيث عبر البابا فرنسيس عن «حزنه» بعد هذه «الاعتداءات الخطيرة» التي «سببت الحزن والألم لكثير من الكنائس وأماكن التجمعات في سريلانكا»، مؤكدا «قربه وتعاطفه مع المسيحيين الذين اصيبوا بينما كانوا يتأملون ويصلون، وكل ضحايا مثل هذا العنف الوحشي».

وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتداءات «الارهابية المروعة على الكنائس والفنادق». وأعرب عن «تعازيه القلبية الحارة» لشعب سيريلانكا، مؤكدا «نحن على استعداد للمساعدة».

وذكر الامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش بـ«الطابع المقدس لكل امكنة العبادة، وآمل باحالة مرتكبي هذه الافعال سريعا على القضاء».

وعبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن شعوره بـ«الحزن» بعد الاعتداءات التي «كلفت هذا العدد من الناس حياتهم»، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي «مستعد لتقديم دعمه» لكولومبو.

وأدانت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي استعمرت سريلانكا من 1796 إلى 1948، الاعتداءات التي وصفتها بأنها «أعمال عنف .. مروعة». وقالت «علينا أن نتوحد للعمل على ألا يمارس أي شخص عقيدته بخوف»، معبرة عن «تعازيها الحارة» لـ«كل الأشخاص المتضررين».

وقبل ساعات من الانفجارات، أكدت ماي في رسالتها بمناسبة عيد الفصح دعمها للمسيحيين الذين يعرضهم إيمانهم «لخطر هائل».

من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أنه شعر «بصدمة عميقة وبالحزن من هذه الهجمات الرهيبة التي ارتكبت اليوم ضد كنائس وفنادق في سريلانكا». وفي ألمانيا قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن «الكراهية الدينية والتعصب اللذين ظهرا بطريقة فظيعة اليوم يجب ألا ينتصرا». وأعربت عن أسفها لأن «الناس الذين تجمعوا للاحتفال بعيد الفصح كانوا مستهدفين عمداً».

وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «بشدة» «الأعمال الشنيعة» و»الهجمات الإرهابية» في سريلانكا. وكتب على تويتر «حزن عميق بعد الهجمات الإرهابية على الكنائس والفنادق في سريلانكا، ندين بشدة هذه الأعمال الشنيعة.تضامننا مع الشعب السريلانكي وأفكارنا مع جميع أقارب الضحايا في يوم عيد الفصح».

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يتوقع أن «يعاقب» المسؤولون عن «جريمة بهذه الوحشية والكراهية ارتكبت في أوج احتفالات بعيد الفصح، بما يستحقونه» وإنه «يؤكد مجددا أن روسيا كانت وستبقى شريكا موثوقا لسريلانكا لمكافحة تهديد الإرهاب الدولي».

وأعرب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عن تعازيه بعد سلسلة الاعتداءات الدامية، وقال: ان «الارهاب تهديد عالمي لا دين له». وأدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الهجمات «الإجرامية والإرهابية»، وعبر عن تعازيه لأسر الضحايا. وقال إن «الإرهاب ينتشر انتشار الوباء في العالم، داعيا دول العالم للتعاون مع بعضها لاجتثاثه من جذوره، وعدم التساهل مع الجماعات العنصرية التي تحرض على العنف والكراهية». وأدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذه «الاعمال الارهابية» التي «تستهدف الانسانية كلها». وشددت الرياض على «ضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار في كل أنحاء العالم دون استثناء». وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن «إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها لسلسلة التفجيرات الإرهابية»، وقدّم «العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب سيريلانكا الصديق، مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل». كما دانت الاعتداءات الامارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر.

وتضم سيريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70 بالمائة من سكان سيريلانكا، إلى جانب 12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين.