قدس: لماذا يعشق الإيرانيون السياسة؟

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «قدس» تحليلًا جاء فيه:

من الملفت للنظر أن الشعب الإيراني يعد من بين أبرز الشعوب التي تولي اهتمامًا لمناقشة الشؤون السياسية الداخلية والخارجية بسبب الأوضاع التي تعيشها بلادهم سواء فيما يتعلق بالتطورات الناجمة عن الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية أو الأحداث التي تتعلق بالمنطقة والعالم، وكذلك الأوضاع الاقتصادية المرتبطة بشكل مباشر بالتطورات السياسية الإقليمية والدولية.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الإيرانيين يكرّسون الكثير من أوقاتهم للتباحث بالشؤون السياسية التي تتعلق ببلادهم أو بقضايا المنطقة والعالم، معتبرة ذلك بأنه ناجم بدرجة كبيرة عن طبيعة التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها إيران منذ عقود من الزمن والتي انعكست بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين رغم تباين مستوياتهم الفكرية وتنوع اهتماماتهم الثقافية والاجتماعية.

واعتبرت الصحيفة تسارع الأحداث التي شهدتها وتشهدها إيران خلال العقود الأربعة الماضية في مختلف المجالات بشكل لم تعهده من قبل بأنه ساهم بشكل كبير في رغبة الشعب الإيراني في الخوض بالأحاديث السياسية على نحو بارز رغم انشغال الكثير منهم بمزاولة أعمال لا علاقة لها بالعمل أو النشاط السياسي، ما يثير جملة من التساؤلات حول جدوى هذا النوع من التعاطي مع الشؤون السياسية في وقت يضطر فيه الكثيرون لمتابعة شؤونهم اليومية والشخصية التي تفرضها عليهم طبيعة حياتهم التي لا علاقة لها بالسياسة لا من بعيد ولا من قريب في معظم الأحيان.

وألمحت الصحيفة إلى أن معظم الأحاديث التي يتداولها الإيرانيون فيما بينهم خلال ممارسة نشاطاتهم المختلفة والمتنوعة تنتهي في الأغلب إلى نقاشات سياسية حتى وإن كانت بداياتها لا علاقة لها بالسياسة، وهذا الأمر - والقول للصحيفة - يمكن مشاهدته بوضوح لدى مختلف الشرائح الاجتماعية مهما تنوعت مشاربها وتوجهاتها وأهدافها.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن الشعب الإيراني يرغب في الخوض بالسياسة ليس شغفًا بها بقدر ما يجد الكثير منه بأن هذا الأمر بات جزءًا لا يمكن فصله بسهولة عن حياته باعتباره يمثل حلقات وخيوط متصلة مع بعضها البعض تبدأ بالأمور الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفكرية أو الثقافية وغيرها وتنتهي في آخر المطاف بالشأن السياسي.