1196387
1196387
الرياضية

صور .. قصة خروج الهم .. ودخول السرور !

20 أبريل 2019
20 أبريل 2019

السناني: هذه هي اللحظة التي غيرت الأوضاع وشكلت بداية الانطلاقة بعد قرار الاستقالة -

أجرى الحوار : ياسر المنا

قفز فريق صور فوق حواجز الهواجس والعقبات والإحباط ليتوج بطلا للكأس الغالية للمرة الرابعة في إنجاز كروي رائع كان يعد أشبه بالحلم البعيد المنال في الموسم الحالي للفريق الأزرق الذي عانى من ظروف الزمان وظلم الأيام ليتحول لفريق يبحث عن البقاء ضمن دوري الكبار بعد أن كان في السابق نجما في سماء الكرة العمانية وأحد علاماتها المشرقة والمضيئة وقدرة على تحقيق الإنجازات الكبيرة.

توالت المواسم الصعبة على صور في السنوات الأخيرة لتفرض عليه الهبوط لدوري الدرجة الأولى وتجعله يكابد ويعاني بحثا عن العودة من جديد ولكنها دائما ما تكون على الورق عودة تفتقد لفرص النجاح في ظل التعقيدات الكبيرة التي يعيشها النادي وتعيشها غالبية الأندية اليوم نسبة لغياب التنوع في مصادر الدخل.

جاءت عودة صور من جديد لدوري «عمانتل» تعني الكثير لجماهيره التي لم تكن راضية عن تدهور فريقها والوضعية الفنية المتواضعة التي يعيشها وتحول دونه وتحقيق أحلامها الكبيرة وفي وسط هذه الأحلام حدثت هزة قوية داخل النادي بدأت بإعلان رئيس النادي هلال السناني عن الترجل وفسح المجال لغيره وقبل أن يجف مداد اعتذاره عن مواصلة العمل جاءت الخسارة الثقيلة بالسبعة أمام الجار العروبة في الدوري. تلك الخسارة القاسية التي أوجعت كل جماهير صور وجعلتهم يفتحون باب التساؤل عن الأوضاع التي يمر بها ناديهم وإذا كان بلغ السوء الفني مبلغه لدرجة ان يخسر بالسبعة وأمام الفريق الند التقليدي.

رب ضارة نافعة هكذا مضت الأمور داخل النادي فتحولت الخسارة الكبيرة لمكاسب كبيرة بدأت بالالتفاف الجماهيري وسعي أقطاب النادي لمعالجة الخلاف الإداري وإثناء السناني عن الاستقالة ثم كانت الانطلاقة المختلفة.

لم تبلغ الأماني عند جماهير صور في الموسم الحالي حتى بعد أن استقر الوضع الإداري أكثر من البقاء في الدوري وعدم تذوق حسرة الهبوط مرة أخرى قياسا بالمستوى الفني لفريقها ومعرفتها بقدراته المتاحة.

لكنها المستديرة التي لا تعترف بالمقاييس ولا الواقعية في بعض الأحيان فكانت تضرب موعدا سعيدا مع صور وتفتح الأبواب أمامه ليعود من جديد لمنصات التتويج ويعيد ذكرى أيام مضت لم تنسها جماهيره وظلت دوما في حالة حنين وشوق لمثل تلك اللحظات. ابتسمت المستديرة في وجه صور في بطولة الكأس على عكس الدوري وظلت تحمله على عاتقها من دور إلى دور إلى أن بلغ المباراة النهائية في مواجهة فريق فنجاء ورغم التقلبات الفنية التي حدثت في المباراة وتقدم فنجاء بالهدف الأول لم تتخل عنه ومضت معه لتهتز الشباك الصفراء مرتين كفلتا لصور الفوز باللقب الغالي بعد غياب امتد إلى 12 عاما عن معانقة ذهب الكأس الغالية.

كثيرون الذين يعيشون السعادة اليوم بإنجاز الكأس في مقدمتهم رئيس النادي هلال السناني الذي سيحفظ له التاريخ استعادة المجد لناديه وفتح باب الأمل في عمق الإحباط والمخاوف من تكرار المواسم الحزينة.

استضاف « » رئيس نادي صور هلال السناني ليحكي قصة الفوز باللقب في موسم صعب وكلمة السر في الإنجاز الذي جاء من رحم العدم وفي وقت يعاني فيه النادي ويقبع في نهاية جدول ترتيب الدوري.

• لنبدأ من إعلانك الترجل والاستقالة وأسبابها وكذلك التراجع والعودة لمواصلة العمل في مجلس الإدارة؟

- لم أود أن أعود إلى ما مضى ولكن للتوضيح فقط أقول إن أبرز الأسباب التي دفعتني لإعلام مجلسي بالاستقالة يعود لخلاف في وجهات النظر حول التعاقدات مع الجهاز الفني واللاعبين الأجانب، وأثناء فترة توقفي لعب الفريق مباراته أمام العروبة وخسر بالسبعة فهذا الأمر أوجعني مثل ما أوجع كل مشجع لصور ومن هنا بدأت التحركات للم شمل الإدارة من قبل كبار النادي ولم أجد خيارا غير الاستجابة وعدنا على وعد بالتكاتف والدعم حتى يتجاوز النادي كبوته ويكون قادرا على المنافسة في الدوري.

• ماذا نتج عن تصحيح للخلاف في وجهات النظر بشأن الوضع الفني والإداري داخل النادي؟

- لم يكن بالطبع ثمة خيار بشأن التعاقدات مع اللاعبين الأجانب وصعوبة التخلي عنهم في منتصف الموسم ولذلك قمنا ببعض التعديلات في الجهاز الفني ثم اتفقنا على العمل الجماعي واستنفار طاقات الجماهير وأن يستمر دعم كبار النادي معنويا وماليا لتجاوز الظروف الصعبة ومن هنا يمكن القول بدأت الانطلاقة نحو لقب الكأس فإن كانت كلمة سر فهي تكمن في الالتفاف.

• المشاركة في الكأس لم تكن بكل تأكيد تحمل طموح اللقب في البدايات في ظل وضعية الفريق في الدوري فكيف كانت المسيرة.؟

- صحيح البدايات دائما في الكأس تكون خارج دائرة الطموحات الكبيرة ولكن يبقى الحلم موجودا في كل مشاركة ليس لصور فقط بل جميع الأندية ولا أخفي سر بأنا بدأنا نعيش الحلم منذ عبورنا لفريق السيب في دور الـ16 ومن هنا تبلورت الطموحات الكبيرة عند الجماهير وبدأ مجلس الإدارة يخطط للفوز باللقب بعد أن خدمتنا الظروف والقرعة ولعبنا في مواجهة فرق مستواها قريب من مستوى فريقنا وكانت المسيرة الظافرة حتى مباراة النهائي وبالرغم من أن فنجاء من الفرق العريقة وصاحبة الخبرات إلا أن فريقنا كانت له كلمته الأخيرة ونجح في قلب الطاولة على منافسه خلال المباراة الحاسمة وتحقق الحلم بعد غياب طويل ولذلك كانت الفرحة لا توصف.

• الفرح لا يزال مستمرا حسب ما نتابع وهذا ينعكس سلبا على تحضيرات الفريق والتحديات التي تنتظره في الدوري فهو لا يزال في خطر؟

- صحيح الفرح مستمرا وهذا يعود إلى أن صور كان متعطشا للقب وفي حالة ظمأ استمرت لعدة سنوات وجاء اللقب الغالي في توقيت صعب ومهم في تاريخ النادي ليعيد الأيام الجميلة والذكريات التي لم يعشها الجيل الجديد في النادي لذلك تحول الحدث إلى عيد واحتفالات لا تزال مستمرة ومن حق الجمهور أن يفرح وعلينا في مجلس الإدارة أن ننتبه لما ينتظر الفريق من تحديات في الدوري.

• عاد الفريق للدوري بعد فرحة الكأس ولم يستثمر المعنويات العالية وخسر وهذا مؤشر مخيف يعني استمراره الهبوط مبكرا، فماذا أنتم فاعلون لمعالجة الوضع.؟

- واجهتنا بعض الظروف في العودة للدوري فكان الإرهاق حاضرا بعد الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون في مباراة الكأس وكذلك كانت هناك إصابات وتغيب أحد اللاعبين بعد أن رفضت جهة عمله منحه إذن بالمشاركة ولا أخفي حزني عن تلك الخسارة ولكن علينا أن نجتهد ونضاعف الجهود حتى نعود أمام مرباط في المباراة المقبلة ونستعيد توازن الفريق ونمضي في مشوار البقاء بالدوري.

• هل تخشون مما يسمى بالتلاعب في الأسابيع الأخيرة من الدوري والذي كثيرا ما يتم الحديث عنه في نهاية كل موسم.؟

- لا أحد يستطيع أن ينكر وجود التلاعب في الدوري خلال أسابيعه الأخيرة وللأسف هذه الظاهرة لم تجد العلاج ولا سبل محاربتها ولكن بالنسبة لنا الأمر الجيد هو أن فريقنا سيلعب الجولات الأخيرة الحاسمة مع الفرق التي تتشارك معه هم البقاء وبالتالي فإن الكرة في ملعبنا والفرصة بيدنا ولن نعاني من ظاهرة التلاعب وثقتنا كبيرة في تحقيق النتائج الإيجابية التي تساعد فريقنا في البقاء وتجاوز مخاطر الهبوط من جديد للدرجة الأولى.

• حقق النادي مكاسب مالية كبيرة بفوزه بلقب الكأس فما تأثير هذا الأمر على مسيرة الفريق وفي أي بنود سيصرف الحافز؟

- صحيح حافز الكأس مبلغ يشجع كل فريق للقتال من أجل الفوز باللقب في ظل ظروف الأندية الحالية ومبلغ المائة ألف ريال عماني يدعم الخزينة ويساعد في مواجهة التحديات ومن جانبنا سنصرفه في تخصيص بعضه حوافز للاعبين والجهاز الفني والتي لم تحدد بعد لأننا ننتظر حوافز الداعمين وكذلك سيساعدنا في حل بعض المشاكل والوفاء بكل الالتزامات المالية للنادي حتى نسلم الجمعية العمومية التي ستنتخب مجلس الإدارة بعد شهرين ميزانية خالية من الديون ومع ذلك عوائد استثمارية تصل إلى 30 ألف ريال عماني شهريا بداية من العام 2020 وعندها سينطلق صور ليستعيد مكانته وتقفز طموحاته من المحلية إلى الإقليمية والقارية.