العرب والعالم

الكاثوليك يحيون «الجمعة العظيمة» بالقدس ومنع مسيحيي غزة

19 أبريل 2019
19 أبريل 2019

وسط انتشار أمني كثيف وإغلاق للأراضي الفلسطينية -

القدس - (أ ف ب): أحيا آلاف المسيحيين الكاثوليك من كافة أنحاء العالم الجمعة العظيمة، ذكرى صلب السيد المسيح، عبر السير على درب الآلام في شوارع القدس القديمة وسط حضور أمني كثيف وإغلاق شامل للأراضي الفلسطينية وإغلاق معابر مع قطاع غزة.

وانتشر أفراد الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود بكثافة في طرقات القدس القديمة وعلى مداخل مدينة القدس، مدججين بالسلاح وقنابل الغاز المسيلة للدموع ونصبوا المتاريس الحديدية على الطرقات المؤدية إلى كنيسة القيامة، كما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس.

وحمل الحجاج المسيحيون الذين توجهوا إلى الأراضي المقدسة لإحياء ذكرى صلب السيد المسيح صلبانا مختلفة الأشكال والأحجام وأعلاما ورايات تمثل دولهم.

وسار موكب الكاثوليك صباح أمس من محكمة بطليموس المكان الذي حكم فيه على المسيح بالصلب، متتبعين خطاه على درب الآلام ومتوقفين عند المراحل الـ14 قبل الوصول إلى مكان صلبه حيث توجد كنيسة القيامة في القدس الشرقية المحتلة.

وعند وصول الموكب إلى كنيسة القيامة التي تعتبر أقدس الأماكن لدى المسيحيين الذين يؤمنون بأنها شيدت في موقع دفن المسيح ثم قيامته، سارع الحجاج للوصول إلى المغسل التي يتوسط صدر الكنيسة.

وركعوا أمام بلاطة المغسل ومنهم من لمس البلاطة بيديه ومسح وجهه، ومنهم من رش الماء ومسحها بمنديله ليتقدس بها ومنهم بكى متأثرا بهذه المناسبة، بحسب مراسلة فرانس برس.

وتزامن ذلك مع عيد الفصح اليهودي وصلاة الجمعة لدى المسلمين وازدحمت البلدة القديمة القديمة بالمصلين عند مفترق طريق الآلام التي تقاطعت مع طريق المسلمين إلى المسجد الأقصى وطريق اليهود إلى حائط البراق، وبالرغم من ذلك سار الحجاج المسيحيون في مسيراتهم.

وفرضت إسرائيل الإغلاق الشامل على منطقة الضفة الغربية منذ منتصف ليلة أمس الأول كما أغلقت المعابر مع قطاع غزة خلال عيد الفصح اليهودي الذي صادف يوم أمس.

وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن «الإغلاق فرض بناء على تقييم الوضع الأمني وموافقة المستوى السياسي»، مضيفا «سيتم إعادة فتح المعابر ورفع الإغلاق عند منتصف ليل السبت-الأحد وفق تقييم الوضع».

وأوضح «خلال فترة الإغلاق سيسمح بعبور الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية وفقا لموافقة منسق أعمال الحكومة الاسرائيلية» في المناطق الفلسطينية.

من جهته، قال وديع أبو نصار مستشار رؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة إن القدس «يجب أن تكون مفتوحة للجميع» وذلك بعد قرار السلطات الإسرائيلية «عدم السماح للمسيحيين المقيمين في غزة بالقدوم إلى القدس الشرقية للمشاركة باحتفالات عيد الفصح فيها»، وتابع «بينما سمحت لنحو 200 من هؤلاء التوجه لزيارة الأردن».

وتقول بعض الأوساط الإسرائيلية إن عدم السماح للمسيحيين الغزيين بالقدوم إلى القدس ناتج من وجود بعض «المخالفين» بمعنى إن هناك عددا منهم يقيم في الضفة الغربية بصورة «غير قانونية».

وتابع أبو نصار «بغض النظر عن صحة هذا الادعاء، فإننا نشدد بأن حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة يجب أن تكون مكفولة للجميع ومن دون أي قيود، ولا يجوز أن تطغى الاعتبارات الأمنية على الحريات الأساسية للإنسان».

وقال أيضا «إنه يوم الجمعة العظيمة، فلنذكر الإحياء أيضا»، مضيفا «من التقاليد الجميلة لدى المسيحيين العرب زيارة موتاهم يوم -الجمعة العظيمة- الذي نعيشه اليوم مستذكرين موت السيد المسيح على الصليب».