صحافة

القدس: يوم الأسير الفلسطيني 17 أبريل... لا تفاوض على نسبة الكرامة

18 أبريل 2019
18 أبريل 2019

في زاوية أقلام وآراء كتب عيسى قراقع مقالا بعنوان : يوم الأسير الفلسطيني 17 أبريل... لا تفاوض على نسبة الكرامة، جاء فيه:

17 أبريل يوم الأسير الفلسطيني، هذا التاريخ الذي اعتمده وتبناه المجلس الوطني عام 1974 ليكون يوما وطنيا وعالميا لمساندة ونصرة الأسرى وحقوقهم العادلة في الكرامة والحرية والانعتاق من قيود الاحتلال. 17 أبريل ارتبط على ما اعتقد تاريخيا بانطلاق وتفجر الثورة الفلسطينية في 17 أبريل عام 1936 والإضراب والعصيان الشامل الذي نفذه الشعب الفلسطيني لمدة 6 أشهر ضد سياسة الانتداب البريطاني الداعمة للعصابات الصهيونية واعتداءاتها على فلسطين والداعمة للهجرة الصهيونية لفلسطين تجسيدا لوعد بلفور المشؤوم.

17 أبريل هو يوم مشهود لأطول إضراب وتمرد وعصيان مدني في التاريخ الحديث ضد السياسة الاستعمارية البريطانية والحركة الصهيونية ، بعد أن طفح الكيل من فظائع وممارسات ومخاطر تهدد الوجود الفلسطيني من مذابح وهدم بيوت واعتقالات وإعدامات وسلب للأراضي لصالح اليهود ومشروعهم الاستعماري

17 أبريل هو رجع الصدى لنداء الأسرى المشنوقين في سجن عكا في عهد الانتداب البريطاني ، والصوت التاريخي لإنسان الحرية في الدفاع عن إنسانيته وأرضه وفاء لمن استشهدوا وقاتلوا في سهول وجبال فلسطين ، ولمن تحملوا العذابات والآلام في سجون الانتداب وزنازينه الموحشة.

17 أبريل هذا العام يذكر العالم أن مليون فلسطيني زجوا في السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي، وان كفاح الشعب الفلسطيني لا زال متواصلا من اجل الاستقلال والحرية ، وان الأسرى لا زالوا يسقطون في المعسكرات والزنازين قهرا وتعذيبا ومرضا وقتلا، وان الإرادات الفلسطينية مهما اشتدت الصعاب لا زالت تقرع على جدران السجون وتهتف للحرية وكسر القيود.

17 أبريل هو التاريخ الذي لم يتوقف ، هو الزمن الذي لم يتجمد ، هو المناضل المشتبك بلحمه وجوعه ولم يأخذ إجازة ، هو المواجهات المستمرة، الإضرابات الجماعية والفردية التي شهدتها ساحات السجون ولا زالت جذوتها مشتعلة ، هو الشعب الفلسطيني الذي يسعى للخلاص من براثن الاحتلال ، هو كل أم وطفل وفتاة وشاب وعجوز، هو كل بيت وحارة وصرخة ووجع، هو الأغنية ونافورة الدم، هو الحقيقة التي تكشف الوجه البشع لدولة الاحتلال وجرائمها المنظمة ضد شعبنا الفلسطيني.

17 أبريل هو التجلي الأعلى لإنسانية الإنسان الفلسطيني الذي يتصدى لسياسة تجريده من إنسانيته ولسياسة التعامل معه كأنه ليس من بني البشر، وهو القيمة المقدسة للإنسان وللإنسانية وللقيم الأخلاقية والعدالة الكونية ، لهذا فهو صوت كل حر في كل مكان ، صوت كل شعب يسعى لحق تقرير مصيره ورفع الظلم والاضطهاد عن كاهله.

17 أبريل هذا العام يأتي في ظل إضراب الحرية والكرامة الثانية في السجون تحت شعار لا تفاوض على نسبة الكرامة ، لأن الكرامة لا تعطى على جرعات ، فإما كرامة كاملة وإما المواجهة ، إما الحرية أو الموت، لا مساومة على كرامة الإنسان وحقوقه المشروعة ، لا شيء يعوض عن خسارة الكرامة ، لا الأكل ولا وفرة العيش ولا الطعام ولا التحسينات الشكلية ، فالسجن هو السجن ، والجلاد هو الجلاد ، فألف يوم من الجوع بكرامة أفضل من يوم واحد في السجن تحت السياط والإهانة.