1194143
1194143
المنوعات

4 أوراق عمل استعرضت نتاجات ابن الذهبي وآثاره ورحلاته في ندوة ببركاء

17 أبريل 2019
17 أبريل 2019

بركاء: سيف بن خلف السيابي -

أقيمت صباح أمس بولاية بركاء ندوة (ابن الذهبي) أبو محمد الأزدي، برعاية سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج وبحضور والي بركاء سعادة الشيخ عبد الله بن محمد البريكي وحمد بن عبدالله الراشدي مدير عام التربية بمحافظة جنوب الباطنة وأعضاء المجلس البلدي وعدد كبير من الباحثين والأعيان والمهتمين بدراسة الشخصيات العمانية.

نظمت الندوة مدرسة أبو محمد الأزدي التابعة لتعليمية جنوب الباطنة وذلك بقاعة قصر النعمان ، واشتملت الندوة على أربع أوراق عمل سبقتها كلمة اللجنة المنظمة قدمها خلفان بن ثاني المخزومي رئيس اللجنة المنظمة.

وقدم الورقة الأولى « أبو محمد الأزدي وكتاب الماء» د. ناصر بن علي الندابي خبير تربوي بوزارة التربية والتعليم تناول فيها أهم كتب التراجم القديمة التي تحدثت عنه وهو العلامة القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد الأندلسي، كما تناول نسب ومولد ونشأة ابن الذهبي وحب ابن الذهبي لموطنه عمان وشغفه بها، فقد ذكرها في أكثر من ثلاثين موضعا في كتابه، وذكر الكثير من الأشجار والنباتات العمانية منها التمر (الفرض) واللبان والزنجبيل ورحلاته العلمية وأساتذته، حيث تعلم على يد عدد من العلماء في مسقط رأسه ، واستفاد مما سطره ابن دريد الأزدي واستفاد من مصنفات الخليل بن أحمد الفراهيدي وتتلمذ على يد الطبيب المشهور الشيخ الرئيس الحسين بن عبدالله بن سينا ولازمه وحفظ عنه ونقل عنه في أكثر من 60 موضعا في كتابه وتتلمذ على يد العلامة الكبير أبي الريحان محمد بن أحمد البيروني الهندي وأبي منصور عبدالملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي وسمع من أبي الحسن ثابت بن إبراهيم الحراني.

كما تناول في ورقته آثاره العلمية وسبب تسمية معجمه الطبي بكتاب الماء؛لأن بابه الأول يبدأ بالماء سيرا على نهج شيخه الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي سمى معجمه العين لأنه أول باب فيه، وضم الكتاب 28 فصلا على عدد حروف الهجاء، واحتوى أكثر من ثلاثة آلاف مادة لغوية من مفردات الطب ومتعلقاته، وحرص على تفسيرها طبا وشرعا مستدلا ببعض آيات الكتاب الحكيم وسنة نبيه الكريم وشيء من أشعار العرب، وعرج إلى الأطباء الذين نقل عنهم في كتابه الماء.

وتطرق الدكتور محمد بن حمد الشعيلي في ورقته التي حملت عنوان «من صحار إلى البصرة إلى فالنسيا» إلى المدن التي ارتحل إليها أبو محمد الأزدي طلبا للعلم بدأها بمدينة صحار التي تعد أشهر المدن العمانية عبر التاريخ وأبرز ما كتب عنها، ثم تطرق إلى العوامل التي أسهمت في تفوق صحار في جوانب عدة، بعدها تطرق إلى أزد عمان وعلاقتهم بالبصرة حيث كانت البصرة مدينة علمية ثقافية رائدة في العالم الإسلامي وشارك الأزد في الفتوحات الإسلامية مما أدى إلى استقرارهم فيها وأصبح لهم حي مستقل بهم، وشارك الأزد في الحياة العلمية في مختلف العلوم وأصبح علماؤهم من المراجع والقامات العلمية الذين يعتد بهم.

واستعرض الدكتور ناصر بن حماد بن هلال العزري «نماذج من السبق الأدبي والطبي في النتاج العلمي لأبي محمد الأزدي» استهلها بنبذة عن الوضع العلمي في الأندلس وفي البلاد الإسلامية حوالي القرن الخامس الهجري وخصائص الكتابة العلمية واللغوية في ذلك العصر، ثم صور من تميز الأزدي في السبق في مجال التأليف العلمي حيث جعل مواد المعجم مرتبة على حروف الأبجدية وجعل مواده تجمع بين الطب واللغة أحيانا، وأحيانا خالصة للطب وضَمَّنَ الجذور اللغوية معارف متعددة في الكيمياء والفلسفة والأساليب التجريبية والخبرة الشخصية والنقل عن أشياخه، والسبق في فن الصنعة وعرض مثالا على التدليك الصدري في أمراض السكتة وتشريح القلب والبصريات، وختم ورقته بدروس وعبر مستفادة.

وجاءت الورقة الرابعة بعنوان الطبيب والفيزيائي أبو محمد الأزدي من المحلية إلى العالمية قدمها د. حميد بن سيف النوفلي مدير قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، أكد في مطلعها على أهمية توثيق وتسجيل رموز وعناصر هذا التراث على القوائم الدولية المختلفة باليونسكو، ثم قام بعرض ورقته في أربعة محاور تناول المحور الأول اهتمام السلطنة بتاريخها وتراثها وإبرازه إلى العالمية من خلال جهود السلطنة في صون تراثها الثقافي المادي وغير المادي وتسجيل الشخصيات العمانية على قائمة برنامج الشخصيات المؤثرة عالميا وفي تسجيل تراثها الوثائقي على سجل ذاكرة العالم، وتناول في المحور الثاني نبذة حول رعاية اليونسكو للمبدعين في تاريخ البشرية، وفي المحور الثالث احتفاء السلطنة بالطبيب أبي محمد الأزدي محليا وعالميا وقام في المحور الرابع بالتعريف بالطبيب والفيزيائي ابن الذهبي ورحلاته العلمية إلى اليمن والحجاز والبصرة والأندلس وبلاد فارس والتقائه بعدد من العلماء في مجال الطب والفيزياء.