عمان اليوم

مجلس البحث العلمي يستعرض ممكنات الابتكار التعليمي في ملتقى «فكر وتمكين»

17 أبريل 2019
17 أبريل 2019

تمثل مؤشرات التعليم المدرسي مدخلا من مدخلات الابتكار في المؤشر الدولي -

د. زهرة الرواحية: يجب أن يتوفر في المدرسة حاضنة للابتكار لتكون داعمة للابتكار والإبداع -

شارك مجلس البحث العلمي بورقتي عمل ضمن ملتقى فكر وتمكين الذي نظمته المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط بفندق شيراتون روي مؤخرا، ففي الورقة الأولى، قدمت الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية مديرة مشروع الاستراتيجية الوطنية للابتكار بمجلس البحث العلمي ورقة عمل حول استثمار ممكنات قطاع التعليم لتعزيز منظومة الابتكار لتنمية مستدامة، حيث أوضحت ورقة العمل على أن تأصيل منهج التفكر عند المتعلم هو أساس للتمكين، فالمنظومة الشاملة تتكامل وتتناغم فيها كافة السياسات بشكل نسيجي أفقيا وعموديا لتشكل منظومة وطنية فاعلة لتنمية مستدامة تكون فيها السلطنة في مصاف الدول القائدة في الابتكار بحلول 2040، كما تتناغم المنظومة الوطنية للابتكار مع أهداف التنمية المستدامة متمثلة في الهدف الرابع وهو التعليم الجيد، والهدف التاسع وهو الخاص بالبنية الأساسية والصناعة والابتكار.

وأشارت ورقة العمل التي قدمتها الدكتورة شريفة الحارثية ضمن ملتقى فكر وتمكين إلى أن وزارة التربية والتعليم مؤسسة من مؤسسات الدولة المتصفة بالكفاءة والتوجه نحو الإدارة الابتكارية الذكية، فقطاع التعليم والتكوين المستمر من أهم ركائز منظومة الابتكار، ويجب ان تتناغم مع المكونات الأخرى بشكل نسيجي، فيما تمثل مؤشرات قطاع التعليم المدرسي مدخلا من مدخلات الابتكار في المؤشر الدولي، وكمثال على ذلك ارتباط وتكامل مؤشرات الأداء عموديا في ركيزة الرأس مال البشري، واحتوت الورقة على ذكر مبادرات التعليم لتمكين الابتكار التي تركز على تأسيس شراكة مجتمعية لرسم سياسات التعليم، وتأسيس بيئة تعليمية تفاعلية، وتطوير المعايير المهنية للمعلمين، وتعزيز مهارات العلوم والرياضيات واللغات وغيرها. وأظهرت ورقة العمل أن التعليم يأتي كأولوية قصوى حتى في مناطق الحروب والنزاعات، كما تتطلب منظومة الابتكار الوطنية الفاعلة وفق المعايير الدولية أهمية تناغم السياسات المرتبطة بالابتكار، وتجانسها وهي التعليم، ونقل العلوم والتقانة، والبحث والتطوير، والبنية الأساسية، فيما يتمثل دور التعليم لتمكين منظومة الابتكار في ثلاثة محاور أساسية وهي الدور المؤسسي، والدور التخصصي لمؤشرات التعليم، والدور التكاملي للمنظومة الوطنية للابتكار.

أما الورقة الثانية فحملت عنوان التعليم المعزز والداعم للابتكار قدمتها الدكتورة زهرة بنت راشد الرواحية مديرة دائرة بناء القدرات الابتكارية بمجلس البحث العلمي تناولت فيها عددا من المواضيع مثل الحاجة للابتكار والمعايير التي يجب تحقيقها في المدرسة لكي تصبح مدرسة ممكنة وبيئة داعمة للابتكار، ودور المعلم في تعزيز الابتكار لدى الطلاب ومحور طلابنا ووظائف المستقبل وممارسات المدير لدعم الابتكار وغيرها من المحاور.

وحول المعايير التي يجب تحقيقها في المدرسة الداعمة للابتكار والإبداع تقول الدكتورة زهرة الرواحية بأنه يجب أن يتوفر في المدرسة حاضنة للابتكار بحيث تكون بيئة معرفية وعلمية متكاملة لاحتضان ورعاية أصحاب الأفكار الابتكارية ولتدريب الطلاب على الكفايات والقدرات الأساسية للابتكار والإبداع كما يجب أن يتوفر فيها كذلك البيئة التفاعلية المحفزة للتعلم الابتكاري بالإضافة إلى استخدام معلميها استراتيجيات التعلم الداعمة للابتكار وأن يطبق مديروها مبادئ الإدارة والقيادة التشاركية التمكينية، وأن تنظر المدرسة الحاضنة للابتكار إلى الأسرة والمجتمع كشركاء في المنظومة، وفي سبيل ذلك يتم تنظيم برامج واضحة للأنشطة بالشراكة مع الأسرة وغيرها من الخطوات الداعمة للابتكار والإبداع في البيئة المدرسية.

الجدير بالذكر أن مجلس البحث العلمي يسعى إلى تعظيم مخرجات الابتكار من خلال استثمار المبادرات الوطنية والمؤسسية بالتعاون والتكامل النسيجي بين كافة الجهات الفاعلة، مع التأكيد على أن السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة الثورات الصناعية المتعاقبة هو تأصيل منهج التفكر ومهارات التعلم المستمر عند المتعلم لتحقيق رؤية الاستراتيجية على ان تكون السلطنة ضمن أعلى 20 دولة قائدة للابتكار في عام 2040م.