أعمدة

عين على الثقافة المرورية :ماذا نفعل إذا وقفت خلفنا سيارة أخرى؟!

17 أبريل 2019
17 أبريل 2019

حمد بن سالم العلوي -

كثيرة هي المرات التي تعود إلى سيارتك لتذهب في حال سبيلك، ولكن تجد سيارة أخرى تعترض طريقك، فتصول وتجول وتغضب من هذا الإنسان الذي قرر حبسك في مكانك دون ذنب اقترفته، فيتبادر إلى ذهنك الاتصال بالشرطة، فقد تجد من يتفهم وضعك ويتفاعل معك، فيقول لك: أعطني رقم السيارة ورمزها، فإن كنت سعيد الحظ يرد عليك رجل الشرطة فيقول لك، لقد اتصلنا مع صاحب السيارة، دقائق ويكون عندك، وقد يتفاعل صاحب السيارة مع اتصال الشرطة، وليس لأنه قد شعر إنه أخطأ في حقك، فيحضر حالا وربما يعتذر وكأنه أول مرة يكتشف إنه فعل مثل هذا الخطأ، الذي ما كان ينبغي أن يحدث أصلًا، خاصة وإنه لا يعرف الأشخاص أو الشخص الذي وقف خلفه، إذن من باب أولى ألا يعرف بظروف من تسبب بحجزهم!!.

ولكن إذا كان حظك ليس على ما يرام، ستكون ردة الفعل واحدة من اثنتين، أن يصادف ذلك شخصاً بليداً لا يهمه إن تأخر عليك، وخاصة إذا كان من صنف بعض النساء اللواتي تعودنا مماطلة الأزواج عند الخروج من البيت، فيخرجنا على أقل من مهلهن، فيطبقن تلك الحالة في السوق، وفي أي مكان ومع أي شخص كان، ولديهن قناعة راسخة إن الناس لازم يصبروا على تصرفات النساء، حتى ولو كانوا على عجلة من أمرهم، والاحتمال الثاني؛ وهو الأسوأ أن يقال لك إن صاحب السيارة ليس له رقم هاتف حتى نتصل به، فتسأل وما الحل؟ فيرد عليك رجل الشرطة، لا شيء إلا الانتظار؟!.

لقد كان الأمر في السابق أن تحضر إلى المكان دورية الشرطة، وباستطاعتها سحب تلك المركبة المخالفة إلى الحجز، وعلى صاحبها أن يدفع قيمة السحب، هذا إن كانت الشرطة لطيفة معه، ولم تعمل له مخالفة مرورية أيضاً، أما اليوم سيطلب منك أن تذهب لتقدم شكوى، وبعد الشكوى ربما تحال إلى الادعاء العام إلخ ... فهذا التطور لم يأت في صالح الإنسان، بل معقداً لأموره ومؤخراً لمصالحه، والشيء الغريب إن هناك من يملك سيارة ولا يملك هاتفا، وهذا غير معقول بالطبع، وها نحن في القرن الحادي والعشرين، برغم إن قانون المرور يفرض على كل مالك مركبة، أن يعطي عنوانه الكامل، ومن ضمن العنوان الكامل وسيلة الاتصال به، وحتى إن غير عنوانه ورقم هاتفه، يتوجب عليه أن يبلغ سلطة الترخيص بعنوانه الجديد كتابة، وذلك في غضون عشرة أيام طبقاً لقانون المرور رقم (28/‏‏‏93) المادة (7) منه، وإلا فإن أي عنوان لا يدلل على صاحبه يعد ناقصاً، ومخالفاً للقانون ذاته.

الأسبوع الماضي جاء أحد الأشخاص، فأوقف سيارته أمام مخرج للسيارات في أحد أحياء العاصمة مسقط، فتم الاتصال بالشرطة لطلب المساعدة، فكان الرد إن مالك السيارة ليس له رقم هاتف، فما كان من الشخص الذي وقع عليه الضرر، إلا أن أخذ يمرُّ على البيوت في الحارة سائلاً عن صاحب تلك المركبة حتى حصل عليه، إذن ليس أسلوباً حضارياً أن تظل تطرق أبواب الناس، بحثاً عن شخص مالك السيارة التي عطلت عليك حركتك، وقد يكون شخصاً زائراً هذا المالك، ولأن التخطيط الإسكاني ليس حضاريا، لم يترك مسافات تتسع لوقوف سيارات أهل المنزل .. فما بالك بسيارات ضيوفهم، لذلك يتوجب أن يفرض على كل مالك سيارة، أن يعطي رقم هاتفه لسرعة الوصول إليه عند الضرورة، فهناك حالات عاجلة لا تتحمل الانتظار، للبحث بالطريقة التقليدية القديمة عن الأشخاص، وكأننا نسكن في مجاهل غابات أفريقيا في القرون الوسطى.

- أعلم أخي السائق: (إن السياقة .. فن .. وذوق .. وأخلاق، وأنك أنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها، وعليك أن تتجنب أخطاء الآخرين).

■ ■ خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.