lama
lama
أعمدة

ذات : حدّث نفسك.. وستكون

17 أبريل 2019
17 أبريل 2019

لمى دعدوش -

حدث أن فكّرتَ يوما في مجريات حياتكَ وعلاقاتكَ وطموحاتكَ، ثم راودتكَ أحاسيس ومشاعر مزعجة ومحبطة أرّقت نومك وراحتك، ثم استسلمتَ لتفكير وتفكير تقلّبتَ معه بين ذكريات وصور وأشخاص وكلمات، شعرتَ أنك تريد شيئاً أو أن تكون شيئاً ما ولكن نداءً عميقاً خافتاً وقويا في الوقت نفس كان يدندن في زوايا عقلك، ليعود بك إلى اللاقرار واللاشيء واللاحل، وليخبرك أنّك لن تصل وأنّه المستحيل وأنّك غير قادر، ثم أجبته بنعم وأغلقت باب الحل وعدت إلى دائرة سعيت دوما للخروج منها ولم تدر كيف!.

أدري أنه حدث ويحدث عند الكثيرين، ولكن لن أقف عند لماذا حصل كذا وكذا؟ وكيف حصل كذا وكذا؟ بل سنتخطى الأمر سويا ونقفز إلى الأهم وليس المهم، ماذا نفعل الآن؟ سننتقل إلى دوائر تفكير إيجابية نكون فيها مع أنفسنا في حوارات داخلية خالية إلا من الحب والتقّبل.

خياراتك هي أساس حديثك الداخلي وأنت من يملك أفكارك، عندما تثق بحياتك وتتقّبلها كصديق، ستخرج القلق والتفكير الزائد ونقدك لنفسك وللآخرين منها. اسمح لنفسك أن تكون نفسك، فكّر للحظة في ما تريد أن تفعل وما الذي تريده من الحياة؟

فكٌر في نفسك وفي ما تريد أن تكون، وفكّر في الصور الذهنيّة التي تعيق وصولك لغاياتك، ثم خاطب نفسك: (إنا أستحق الخير/‏ السعادة/‏ الهدوء/‏ راحة البال/‏ الرخاء/‏ وأنا أستحق أن أكون ( ....) أضف في الفراغ ما تريد.

إن قناعتك في أنّك تستحق أو لا تستحق ما تريد هامة جدا هنا، لأن قوة شخصيتك تتوقف على مدى إحساسك باستحقاقك لخيرات الحياة. خلقنا الله تعالى في هذه الأرض وسخّر لنا كل شيء، في حين أن شعورنا بعدم استحقاق هذا الخير يكمن في عدم تصديق أننا نستحقه أو الأفضل (مصيرا أفضل أو عملا أفضل أو رزقا أفضل و..الخ).

كيف تعرف إن كنت تؤمن أنك تستحق شيئا ما؟ حدّد الشيء الذي تريد معرفة إيمانك باستحقاقك له وسجّل الأفكار التي مرت ببالك، وعند مشاهدتها على الورق ستعرف السبب الذي يمنعك أن تكون مستحقا. عند وجود ضعف الاستحقاق أو عدمه، نحن ببساطة نقطع الغصن الذي نجلس عليه.

لذلك، تخلى عن تلك القناعات الكاذبة والسلبية التي بنيت عليها حياتك من قبل، وضع عبارات جديدة لتكون حجر زاوية في بناء أساس قناعات جديدة لحياة جديدة، وستحقّق كل ما ترغب.