oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تنمية مهارات الشباب في العصر الجديد

13 أبريل 2019
13 أبريل 2019

يشكل الشباب عصب المجتمع العُماني وهم رأس المال الحقيقي الذي يرفد المستقبل، حيث إن توظيف هذه الطاقات الوطنية يقود إلى تحقيق المكاسب الجمّة التي تساهم في عمليات البناء والنماء الشامل المنشود.

في هذا الإطار تأتي أهمية مشاريع «شباب عُمان» التي يقودها البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب بديوان البلاط السلطاني، والتي تستلهم التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم، في إطار الاهتمام بالشباب وترقيتهم في كافة المجالات، وأن تأخذ هذه الشريحة كل العناية بما يمكنها من إنجاز دورها الوطني.

ومن خلال هذه المشاريع حيث إتاحة الفرصة لأكثر من 300 مشارك لتطوير أفكارهم التي قدموها خلال المرحلة الأولى من «مسار الشباب»؛ يكون المضي بهم قدما في مراحلة عملية تقرّبهم أكثر من سوق العمل.

كل ذلك يصبّ في ما يستجد ويلتحق بمفردات العصر الحالي الذي نعيش فيه؛ من ضرورة التقاطع مع لغة جديدة اسمها التقنية والابتكار والمضي في مشاريع التحديث النوعية التي تخدم في تغيير أنماط العمل والإنتاج، ولا شك أن الشباب جديرون بقيادة الدفة في هذا الباب الحيوي.

منذ بواكير النهضة العُمانية وإلى اللحظة الراهنة فالاهتمام بالشباب وتمكين الأجيال الصاعدة كان هدفاً استراتيجيًا ولا يزال هذا الجانب محورياً في التنمية المستقبلية التي تغطي كافة جوانب الحياة الإنسانية، إذ من خلال تأهيل الجيل الجديد وحفزه للحياة المهنية والإبداع، يمكن الوصول إلى آفاق جديدة في ترقية كافة المسارات والقطاعات بشكل حقيقي وفعّال.

هنا يمكن الإشارة إلى ما تم التأكيد عليه في إطار البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب من اهتمام كبير وتركيز على الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها، بالإضافة إلى ربط ذلك بمجمل مستويات المعرفة والتقانة الحديثة في كافة الأبعاد التي تؤثر فيها وتنعكس عليها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وغيرها.

إن دعم الشباب المبتكر والسبّاق إلى الإبداع والعطاء والإضافات النوعية، يظل ذلك من الأولويات التي تساعد جيل المستقبل على أن يصبح أكثر فاعلية في العمل والمساهمة الإيجابية، لأن التحفيز يقود إلى المزيد من الأداء المثمر الذي ينعكس على الشاب نفسه كما على الجميع؛ بالفوائد والثمار المرجوة.

ومن الخطوات الأساسية التي يجب أن توضع في الاعتبار في مسائل الإبداع والابتكار، العمل على الاستفادة من معطيات البيئة المحلية في تفعيل الطاقة الابتكارية، حيث تتقاطع القيم والحرف المحلية والثقافة العمانية مع المعطى العالمي، بحيث تأتي الثمار متسلحة بالأصالة ذات الطابع العصري، وحيث يصب مجمل ذلك في صلب فكر التحديث المستقبلي.

كذلك يجب أن يكون القطاع الخاص شريكاً في دعم الكفاءات الشابة من حيث التشجيع والتوظيف والاهتمام الذي يجعل الجيل الشاب قادراً على تحقيق أهدافه، وبشكل عام فإن الأدوار التكاملية هي التي تقود مسار الغد إلى أفضل ما يمكن تحقيقه من ثمرات، حيث لابد من التأكيد المستمر على فكر الشراكة التي تلتحم بالكفاءة والجودة وتعزيز الإنتاج المستمر وتوطين كل فكر مبتكر وقادر على إيجاد الإضافة النوعية.