1188952
1188952
العرب والعالم

دوي انفجارات وقتال في طرابلس والآلاف يفرون من منازلهم

12 أبريل 2019
12 أبريل 2019

طائرات حفتر تقصف معسكرا قرب ميناء للنفط والغاز -

طرابلس - (رويترز): ترددت أصوات إطلاق النار والانفجارات في أنحاء العاصمة الليبية امس فيما تشتبك قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) مع قوات الحكومة المعترف بها دوليا في الضواحي الواقعة جنوب طرابلس مما اضطر آلاف المدنيين للفرار من منازلهم.

وبدأت قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر زحفها نحو طرابلس قبل أسبوع في أحدث منعطف في دورة العنف والفوضى في ليبيا منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.

لكن جماعات مسلحة موالية لرئيس الوزراء فائز السراج نجحت في صد الهجوم حتى الآن بينما يدور قتال عنيف حول مطار مهجور يبعد نحو 11 كيلومترا عن وسط العاصمة.

وكشفت أحدث بيانات للأمم المتحدة أن المعارك الدائرة منذ أسبوع أسفرت عن مقتل 75 شخصا بينهم 17 مدنيا إلى جانب إصابة 323 شخصا ونزوح نحو 9500 عن ديارهم.

ومع سماع دوي القتال في أنحاء المدينة حاول السكان الحفاظ على مظاهر الحياة الطبيعية امس. وتناولت بعض الأسر إفطارها في المقاهي بجوار سوق الأسماك الذي يتوافد عليه السكان في نهاية الأسبوع. وقال يميم أحمد (20 عاما) ويعمل في مطعم للوجبات السريعة «اعتدنا على الحروب. لا نخاف إلا من الله».

وقال مصدر عسكري وسكان إن طائرة حربية تابعة لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) هاجمت امس معسكرا لقوة متحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا قرب بلدة زوارة بغرب ليبيا. والضربة الجوية هي الأقرب حتى الآن من أي منشأة للنفط والغاز منذ بدء هجوم الجيش الوطني الليبي على العاصمة طرابلس قبل أسبوع.

وتقع زوارة إلى الغرب من ميناء مليتة للنفط والغاز وهو مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية الليبية للنفط وشركة إيني الإيطالية. وإلى جانب الخسائر الإنسانية، ينذر تجدد الصراع بعرقلة إمدادات النفط وزيادة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وخروج خطة سلام وضعتها الأمم المتحدة عن مسارها وتشجيع المتشددين على استغلال الفوضى.

وخرجت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر (75 عاما) من معقلها في شرق ليبيا للسيطرة على الجنوب المقفر الغني بالنفط هذا العام قبل أن تزحف صوب طرابلس في مطلع أبريل.

ودعت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. وتأمل في تنظيم مؤتمر وطني الشهر الجاري تشارك فيه الحكومتان المتنافستان في شرق وغرب ليبيا بهدف الإعداد لإجراء انتخابات. كما حثت الولايات المتحدة ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي الجيش الوطني الليبي على وقف هجومه.

وقال رجل أعمال يدعى سليمان أثناء احتساء القهوة مع رفاقه «كنا نأمل في عقد مؤتمر وطني وليس نشوب قتال. لسوء الحظ بعد 40 عاما من الدكتاتورية ليس لدينا المسار السياسي الصحيح للتعبير عن أنفسنا. نحن لا نريد حكما عسكريا ولا حكم ميليشيات». وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخشى من تفشي أوبئة مثل السل والحصبة والأمراض المسببة للإسهال بسبب سوء الصرف الصحي خاصة بين النازحين.

وقال الدكتور سيد جعفر حسين ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا لمؤتمر صحفي في جنيف عبر الهاتف من طرابلس «نتابع بدقة تحسبا لأي تفش بسبب النزوح إلى مناطق أخرى إلى جانب سوء نظام الصرف الصحي. هناك احتمال كبير جدا» لتفشي الأمراض. وأضاف أن هناك خمس سيارات إسعاف تعرضت لقصف بينما تحاول نقل المصابين من منطقة القتال.

وذكرت المنظمة أن لديها إمدادات طبية لمستشفيات طرابلس تكفي أسبوعين. ويقاوم حفتر حتى الآن ضغوطا من الأمم المتحدة للقبول بتسوية لتقاسم السلطة في سبيل إحلال الاستقرار ويستخدم نفوذه بوصفه حليفا للغرب في مساعي القضاء على الإسلاميين المتشددين في شمال أفريقيا.

وهناك آلاف من المهاجرين، معظمهم من سوريا وبلدان أفريقية أخرى، عالقون في مراكز احتجاز مزرية في طرابلس بينما يقترب القتال. وظلت ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الراغبين في الوصول لأوروبا في الأعوام القليلة الماضية.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدة على تويتر «اللاجئون والمهاجرون عالقون في مراكز احتجاز في ليبيا ويعتمدون كلية على السلطات والمنظمات الإنسانية للحصول على الخدمات الأساسية». وأضافت «هناك أنباء عن أن البعض في مراكز الاحتجاز لم يتناول أي طعام منذ أيام... ليبيا ليست مكانا آمنا. لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يدير ظهره للأشخاص المهددين الذين يفرون من هذا البلد».