1188982
1188982
العرب والعالم

الآلاف يتظاهرون في الجزائر للمطالبة بالتغيير السياسي

12 أبريل 2019
12 أبريل 2019

وزارة الداخلية تشرع باستدعاء الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية -

الجزائر - عمان - مختار بوروينة - (أ ف ب):-

شهد وسط العاصمة الجزائر تدفق حشد كبير من المتظاهرين في يوم الجمعة الثامن على التوالي والأول منذ تولي الرئيس الانتقالي منصبه وإعلانه عن تنظيم انتخابات رئاسية في 4 يوليو.

وأفاد استاذ جامعي وصحفي في المكان أن تظاهرات ضخمة تجري أيضا في مدن اخرى مثل بجاية وتيزي وزو في منطقة القبائل شمال الجزائر.

كما نقل صحفيون أيضا ان تظاهرات مماثلة جرت أيضا تحت المطر في قسنطينة وعنابة المدينتين الثالثة والرابعة في الجزائر.

وكانت الدعوات للتظاهر بكثافة تكاثرت منذ الإعلان الثلاثاء عن تسلم الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح مهامه، وهو الذي كان رئيس البرلمان طيلة السنوات الـ17 الماضية، ومن أبرز وجوه مرحلة حكم عبد العزيز بوتفليقة. واستهدفت الهتافات امس بشكل خاص بن صالح الذي تسلم السلطة بموجب الدستور بعد تنحي بوتفليقة، وأعلن عن إجراء انتخابات رئاسية في الرابع من يوليو المقبل.

وتجمع الحشد منذ الصباح في ساحة البريد الكبرى وسط العاصمة وضم رجالا ونساء وأطفالا والعديد من الشبان وسط انتشار واسع للشرطة. وكان هذا التحرك الاحتجاجي الكبير نجح في دفع بوتفليقة الى الاستقالة في الثاني من ابريل بعد أن حكم الجزائر عشرين عاما.

ويرفض المتظاهرون بقاء الشخصيات نفسها في إطار المؤسسات نفسها لقيادة المرحلة الانتقالية.

وقال أستاذ الفلسفة بجامعة بجاية محرز بويش «انتخابات 4 يوليو مرفوضة من الشعب الذي يرفض أيضًا تعيين بن صالح».

ويرى المحتجون أن الانتخابات الرئاسية التي ستنظم بعد ثلاثة أشهر، لا يمكن أن تكون حرة ونزيهة، لأن من ينظمها هي المؤسسات والشخصيات الموروثة من عهد بوتفليقة، والتي لطالما اتهمتها المعارضة بتزوير الانتخابات.

ويحظى بن صالح بدعم ضمني من الجيش الذي يعتبر محور اللعبة السياسية منذ أن تخلى رئيس أركانه الفريق أحمد قايد صالح عن بوتفليقة.

وحذّر رئيس أركان الجيش الجزائري الأربعاء من حصول «فراغ دستوري»، معتبراً أنّه من «غير المعقول تسيير المرحلة الانتقالية» خارج المؤسسات.

وذكر أنّ «الجيش سيرافق عملية التحضير للانتخابات الرئاسية»، و«سيسهر على متابعة هذه المرحلة... في جو من الهدوء وفي إطار الاحترام الصارم لقواعد الشفافية والنزاهة وقوانين الجمهورية».

وقال أستاذ العلوم السياسية في المعهد العالي للإدارة والتخطيط رشيد غريم إن «الجيش حريص على انتخاب رئيس في أسرع وقت، وأن تكون لديه مؤسسات مستقرة حتى يتمكن من التركيز على مهام تأمين الجزائر».

وتصف لويزة دريس آيت حمادوش هذه الانتخابات بأنها «قانونية لكنها غير شرعية».

وفيما تأمل السلطات بتراجع زخم الحراك الجماهيري، تقول آيت حمادوش إن «ثلاثة أشهر هي فترة طويلة بالنسبة لحركة شعبية»، وترى أن التعبئة ما زالت جيدة.

ويرى غريم أن «ثلاثة أشهر هي مدة قصيرة» لتحويل حركة شعبية إلى حركة سياسية منظمة، معتبرا أن اتخاذ الحراك طابعاً هيكلياً لن يحصل في القريب العاجل.

وشرعت وزارة الداخلية في دعوة الجزائريين إلى التسجيل والشطب في إطار المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية مدتها ثمانية أيام، طبقا للمرسوم الرئاسي المتضمن «استدعاء الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 يوليو المقبل» . ودعت الراغبين في الترشح إلى الرئاسيات بتسلم استمارات الترشح لدى مصالحها المركزية، وينص القانون الخاص بنظام الانتخابات في مادته 140 على أن «التصريح بالترشح يودع في ظرف الخمسة والأربعين (45) يوما على الأكثر الموالية لنشر المرسوم الرئاسي المتضمن استدعاء الهيئة الانتخابية»، ويفصل المجلس الدستوري في صحة الترشيحات لرئاسة الجمهورية بقرار في أجل أقصاه عشرة أيام كاملة من تاريخ إيداع التصريح بالترشح.