المنوعات

هل تموت موسيقى الروك مع رحيل روادها؟

12 أبريل 2019
12 أبريل 2019

لاس فيجاس (الولايات المتحدة)، «أ ف ب»: هل يشارف الروك ببطء على نهايته على غرار نجومه الذين يتقدمون في السن خصوصا بعد خضوع مايك جاجر لعملية في القلب وإرجاء أوزي أوزبورن لجولته إثر سقوطه وإصابة بيت تاونزند من فرقة «هو» بالصمم شبه الكامل.

ولا تزال بعض الفرق مثل «بلاك كيز» و«كيلرز» اللتين عادتا أخيرا إلى الساحة الفنية بعد سنوات من توقفها، ترفع راية موسيقي الروك في المشهد الموسيقي الحالي. ولكن وفقا لأرقام شركة «نيلسن ميوزيك» المتخصصة، لم تظهر أي من فرق الروك أو مغني هذا النمط الموسيقي في العام 2018 في قائمة أفضل 10 فنانين فيما تهيمن عليها أسماء شهيرة من عالمَي الهيب هوب وآر أند بي. حتى منظمو الحفلات والمهرجانات الذين كانوا يفضلون فرق الروك لفترات طويلة، أصبحوا حاليا يفسحون المجال بشكل متزايد أمام موسيقى البوب والراب والتكنو. كذلك يستضيف مهرجان وودستوك الأمريكي الذي يحتفل في أغسطس بالذكرى الخمسين لقيامه إلى جانب أسماء لامعة منها كارلوس سانتانا وجون فوجيرتي وكاند هيت، مغنين من آفاق وتوجهات أخرى مثل جاي زي وهالسي ومايلي سايرس بهدف جذب الجمهور الشاب. وكتب الناقد الموسيقي في مجلة «فايس» دان اوزي في العام 2018 مقالا بعنوان «مات الروك، والحمد لله» أن «هذا النوع الموسيقي تجاوزته موسيقى البوب والهيب هوب والموسيقى الإلكترونية على كل المستويات، من حيث الشعبية والربحية».

وختم «من وجهة النظر هذه، نعم، مات الروك». ويرى كثيرون أن مجد موسيقى الروك أند رول انتهى في تسعينات القرن الماضي مع فرق منها «نيرفانا» و«ذي سماشينج بامبكن» و«ريد هوت تشيلي بيبرز» و«بيرل جام» و«ساونجاردن». بالنسبة إلى داني جولدبرج المدير السابق لفرقة «نيرفانا»، فإن موسيقى الهيب هوب بدأت خلال منتصف التسعينات تأخذ المساحة التي كان الروك يسيطر عليها، حاشدة الشباب بنمطها المعاصر. وأضاف جولدبرج أن «الهيب هوب هي حاليا المحرك الرئيسي للتعبير الثقافي التي يلجأ إليها الشباب».

«الروك ليس مجرد موسيقى»

وفي المقابل، ينظر العديد من النقاد إلى فرقة موسيقى الروك «جريتا فان فليت» الأمريكية التي رشحت لجائزة «جرامي» على أنها نسخة باهتة من فرقة «ليد زبلين» البريطانية، بتقديمها أغنيات تتضمن حنينا إلى الماضي. وقالت جاكلين وارويك المتخصصة في الموسيقى إنه رغم أن موسيقى الروك تعتبر منذ فترة طويلة من اختصاص الفنانين «الجادين»، فإن الأمر لم يعد كذلك اليوم. وأضافت «أصبحت موسيقى البوب في طليعة التعابير الإبداعية والمثيرة للاهتمام... وأصبحت موسيقى الروك على طريق الانقراض».

لكن بالنسبة إلى ديانا آدامز مؤلفة العديد من الكتب حول هذا الموضوع، فـ«الروك ليس مجرد موسيقى»، بل هو أيضا فكرة معينة للإبداع والابتكار تستمر حتى بعد وفاة روادها.

وأوضحت لوكالة فرانس برس «من المؤلم رؤية فنانين يغادروننا أو يصابون بالمرض... عندما يموتون، نحزن على خسارة موسيقاهم والحفلات التي لن نتمكن من ارتيادها مجددا». وقالت «لم يكن هناك موسيقي ميتال أو بنك أو هيب هوب لولا وجود الروك أند روك. الروك لن يموت أبدا لأنه غصن قوي وصلب متفرع من شجرة قديمة جدا ومتينة».