العرب والعالم

الأكراد يحملون روسيا مسؤولية تعثر المحادثات مع دمشق

12 أبريل 2019
12 أبريل 2019

الاتفاق على إعادة 31 ألف عراقي من مخيمات للنازحين بسوريا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قال مسؤول كردي سوري إن جهود إبرام اتفاق سياسي بين السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا والحكومة في دمشق متعثرة وألقى باللوم على روسيا حليفة الرئيس بشار الأسد.

وجددت السلطات التي يقودها الأكراد جهود التفاوض بشأن اتفاق مع دمشق في وقت سابق هذا العام في أعقاب قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من مناطق يسيطر عليها الأكراد في سوريا على أمل أن تتوسط موسكو لإبرام اتفاق يحفظ لهم وضع الحكم الذاتي.

لكن الوضع تغير بشدة منذ ذلك الحين حيث قررت واشنطن إبقاء بعض قواتها بينما أطلقت الحكومة السورية تهديدات جديدة بعمل عسكري يستهدف القوات التي يقودها الأكراد ما لم يخضعوا لحكمها. وقال بدران جيا كرد، المسؤول الكردي المشارك في المسار السياسي إن المحادثات لا تحرز أي تقدم وأضاف «الروس جمدوا تلك المبادرة التي كانت من المفروض أن تقوم بها روسيا وهي أصلا لم تبدأ المفاوضات مع دمشق».

وصرح لرويترز في وقت متأخر أمس الاول «مازالت روسيا تدعي بأنها تعمل على تلك المبادرة ولكن دون جدوى».

وعلى عكس جماعات المعارضة التي حاربت الأسد في معظم أنحاء سوريا، فإن الجماعات الكردية السورية الرئيسية ليست معادية له وتقول إن هدفها هو الحفاظ على الحكم الذاتي ضمن الدولة.

لكن دمشق تعارض مستوى الحكم الذاتي الذي يسعى إليه الأكراد. وقال وزير الدفاع السوري الشهر الماضي إن الدولة ستستعيد المنطقة التي يهيمن عليها الأكراد بالقوة إذا لم ترضخ لسلطة الدولة.

ووفر وجود القوات الأمريكية للمنطقة التي يقودها الأكراد مظلة أمنية فعلية في مواجهة الأسد وتركيا المجاورة التي تعتبر الجماعات الكردية السورية الرئيسية تهديدا أمنيا لها.

وقال جيا كرد إن روسيا قدمت مصالحها مع تركيا على السعي لإبرام اتفاق مع دمشق، وقال إن روسيا «لم تقم بدورها بعد أن التقت بالجانب التركي مرارا وهذا ما دفع إلى انسداد طريق الحوار مع دمشق، وروسيا تتحمل المسؤولية التاريخية».

من جهة ثانية، أعلن أكراد سوريا التوصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية، لإعادة نحو 31 ألف عراقي من مخيمات شمال شرق سوريا، إلى بلدهم، مؤكدين أن بينهم عوائل من مقاتلي «داعش».

وأوضح المسؤول عن مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا، محمود كرو، أن «وفدا من مجلس الوزراء العراقي، زار الإدارة الذاتية لبحث عودة اللاجئين العراقيين إلى بلدهم، وجرى الاتفاق على عودتهم».

وقال كرو: «فتحنا باب التسجيل.. ولحد الآن سجلت أسماء أربعة آلاف شخص.. ننتظر أن تفتح الحكومة العراقية الحدود لنبدأ بتسيير الرحلات».

وتضم المخيمات التي يديرها الأكراد في شمال شرق سوريا وأبرزها مخيم «الهول»، آلاف العائلات العراقية، التي خرجت من مناطق سيطرة التنظيم قبل إعلان الأكراد القضاء على «التنظيم» عقب سيطرته في سوريا والعراق عام 2014. من جهته، أكد أحد مسؤولي وزارة الهجرة والمهجرين في العراق، علي عباس، أن الوزارة تتولى متابعة ملف النازحين العراقيين في سوريا، وأنها قريبة من إنهاء جميع الاستعدادات لاستقبال هذه العوائل في مخيم يشيد قرب سنجار في شمال غرب العراق، ومن المتوقع أن يكتمل خلال مهلة شهرين.

وقال: «تعتزم الحكومة العراقية، إخضاع العائلات لتدقيق أمني مع وجود مؤشرات بأن قسما منها من عوائل الدواعش، وهذا الأمر مشخص من قبل التحالف الدولي، وبالتالي لن يكون من السهل تركهم يندمجون في المجتمع لأن هناك التزامات قانونية ستفرض عليهم وعلى ذويهم».