907543
907543
إشراقات

فتاوى للشيخ أحمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

11 أبريل 2019
11 أبريل 2019

الإنسان إذا مات أفضى إلى ربه وهو العليم بسعادته وشقاوته وبنعيمه وعذابه -

هل يمكن القول: إن ما هو مكتوب في اللــوح المحفوظ مندرج تحت كلمة علم االله؟

هو مــن علم االله، فما في اللــوح المحفوظ هو بعــض معلومات االله، إذ معلومات االله أوســع فقد أحاط االله علما بالقضاء والمقضي والقدر والمقدور فعلمه تعالى أحاط بما كان وما هو كائن وما لم يكن أن لو كان كيف يكون، واالله أعلم.

ما هو التغنــي بالقرآن وهل هو جائز مع العلــم بأني قرأت حديث أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن رسول االله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قرأت القرآن فرتلــه ترتيلا ولا تغنــوا به فــإن االله يحب أن تســمع الملائكة لذكره» (ولكني قــرأت حديثا لا أعلم صحته جاء فيــه عن أبي لبابة بشــير بن عبد المنذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قــال: «من لم يتغــن بالقرآن فليس منا»، فما الفرق بين الحديثين؟

التغني الممنوع فــي حديث أبي هريرة عند الربيــع محمول على تلاوة القرآن بالتطريب كألحان الغناء، فإن القــرآن الكريم يجب تنزيهه عن ذلك، أما التغنــي به في الحديث الآخــر فهو محمول على الاســتغناء، لأن تغنى واستغنى يترادفان كتكبر واستكبر كما نص عليه الجوهري والهروي وغيرهما من أئمة اللغة، وعلى هذا حمله القرطبي في تفسيره، واالله أعلم.

عندما يذكر النبي ـ محمد صلى عليه وسلم ـ يقال: «صلى االله عليه وسلم»، بينما عندما يذكر أحد الأنبياء يقال: «عليه الســلام»، ما السبب في ذلك؟ وهل من حرج إذا قيل: «صلى االله عليه وسلم» عند ذكر أحد الأنبياء؟

يجوز الكل في الكل، وإنما خص نبينا صلى الله عليه وسلم . بذلك للأمر به في القرآن ولعظم منزلته، واالله أعلم.

ابنة تركــت مبلغا قدره ألف ريال عماني عنــد والدتها، وتركت الأم مبلغا وقدره ثلاثة آلاف عند ابنها ليضعه في البنك في حســابه أمانة، ومن ضمنه مبلغ ابنتها، وتوفيت الوالــدة فجأة وكان الابن يعلم بأنه يوجد لأخته مبلغ ألف ريال عماني من ضمــن المبلغ الموجود معه لوالدتــه، وأنكر بأن والدته قــد تركت مبلغ ثلاثــة آلاف ريال وأقر بوجود خمســمائة ريال عماني عنده فقط، هنا تسأل الابنة تقول: إن أمها تزورهــا في المنام عدة مرات وتطلب منهــا أن تأخذ حقها من أخيها، هل والدتها في هذه الحالة تعذب في قبرها بسبب المال الذي لها عند أخيها؟

الغيب لله تعالى، فهي في عالم الغيب، ونحــن لا نخوض في أمر عالم الغيب ولا نســتطيع اقتحامه وإنما نعلم ما كان ظاهرا لنا، والإنسان إذا مات أفضى إلى ربه ســبحانه، وهــو العليم بســعادته وشــقاوته، والعليم بنعيمه وعذابه، وليس للإنســان أن يخوض في ذلك، ولا يستدل بالرؤى على شيء معين فيقطع به، وإنما قد يستأنس ببعض الرؤى بحيث تدل على أن الميت ينعــم أو يعذب، ولكن من غير أن يقطع الإنســان بالحالــة التي تدل عليها رؤياه؛ واالله- تعالى- المستعان.