1187921
1187921
المنوعات

المتحف الوطني يشارك في معرض «شراكة المستقبل.. كنوز المتاحف على طول طريق الحرير»

11 أبريل 2019
11 أبريل 2019

يهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي العُماني -

شارك المتحف الوطني في معرض «شراكة المستقبل: كنوز من المتاحف الوطنية على طول طريق الحرير» الذي نظمه متحف الصين الوطني والذي افتتح يوم أمس ويستمر حتى بعد غد، ويستعرض المتحف الوطني في المعرض 15 قطعة ذات العلاقة بالصين والتي جاءت ضمن طريق الحرير. وتشارك في المعرض 14 دولة من الدول المطلة على طول طريق الحرير البري والبحري، كما حضر الافتتاح ممثلون من 37 دولة، إلى جانب ممثلي مكتب منظمة اليونسكو في بيجين، وحضر الافتتاح سعادة جانغ شو، وكيل وزارة الثقافة في جمهوريه الصين الشعبية، وغوان تشيانغ، نائب المدير العام في الإدارة الوطنية للتراث الثقافي في جمهوريه الصين الشعبية، ومجموعة من السفراء والمبعوثين الدبلوماسيين ومديري المتاحف.

وألقى جمال بن حسن الموسوي مدير عام المتحف الوطني وممثل المتحف، كلمة في الافتتاح عبر فيها عن سروره بتمثيل المتحف الوطني العماني في معرض«شراكة المستقبل: كنوز من المتاحف الوطنية على طول طريق الحرير» المقام بمتحف الصين الوطني الذي هدف إلى التعريف بالتراث الثقافي العُماني من بداية التواجد البشري حتى يومنا هذا. ومن ضمن أهدافه، إبراز القيم العُمانية النبيلة وتعزيز الحوار والتفاهم عبر الثقافات.

وعن العلاقة العمانية الصينية قال الموسوي: «تتمتع عُمان والصين بعلاقة خاصة منذ القدم، استدلالا باللقى الأثرية المعروضة في المتحف الوطني، ويعود عمق الروابط العمانية الصينية إلى فترة سلالة تانغ في القرن السابع الميلادي. أسست هذه العلاقة على أسس من الاحترام المتبادل، والثقة، والتعاون، والمنفعة، الاحترام المتبادل للخصوصية الثقافية والتاريخية والعادات والتقاليد. وقد عززت البعثات الدبلوماسية المتبادلة والصلات التجارية والتواصل بين الشعبين هذه الأسس».

وحول القطع الذي يشارك بها المتحف في هذا المعرض قال: «نشارك في معرض، بعرض (15) مقتنىً منتقاة بعناية من مقتنياتنا، والتي تقف شاهدة على الصداقة بين عُمان والصين. ويمكن أن تمثل هذه العلاقة نموذجًا يحتذى به ونحن في بدايات القرن الواحد والعشرين مع جهود الصين الملحوظة على المستوى العالمي، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق المنطلقة من الإرث التاريخي لطرق الحرير البرية والبحرية، والتي تقف بحد ذاتها كمحاولة لتعزيز التواصل والتمهيد لمستقبل مشرق».

ومن أبرز القطع المشاركة في المعرض: قطعة «أسد صُحار»، والتي اكتُشفت عام 1981م، ويُعتبر من أهم المكتشفات الأثرية التي عثرت عليها بعثة التنقيب الفرنسية في صحار، وتتكوَّن القطعة من ثلاث أيقونات رئيسيَّة؛ أسد يزأر، وتمثال لبوذا أو «أسد بوذا» يُتوِّجُه تمثال صغير يُصوِّر إله الشفاء والطب في ديانة المهايانا، متمركز على زهرة لوتس متفتحة، وهي رمز للتنوير والنقاء في الديانة البوذيَّة. وقد وُصِف بوذا الطب بأنه طبيب يشفي المرضى باستخدام الأدوية النابعة من تعاليمه. ويُصوَّر هنا في وضعية جلوس مرتديًا الأردية الثلاثة للرهبان البوذيين حاملًا جرَّة من خلاصة الدواء.

وجرَّة على شكل كمثرى، أنشئت في بورما من الخزف المزجج ما بين القرنين ١٠–١١هـ/‏16–17م، حيث قدَّم الإمبراطور الصيني (غوانغسكو) والمعروف أيضًا باسم (كوانغ-هسو الإمبراطور)، هذه الجرَّة للسلطان السيد فيصل بن تركي البوسعيدي، ما بين عامي (١٩–١٣٢١هـ/‏02–1903م)، رمزًا منه للعلاقات العُمانية الصينيَّة. وتضمنت الهدية عددًا من الجرار، بداخلها أطعمة، ومنذ ذلك الحين تم الاحتفاظ بهذه الجرار في قصر بيت العلم القديم، كتحف زخرفية، واستخدمت من قبل أطفال القصر للعب، والاختباء.

خزف فاخر للنخبة، صُنع في الصين (الأفران الصينية الجنوبية) من الخزف المزجَّج، وذلك ما بين القرنين 7−١٤ھـ/‏١٣−٢٠م، لقد كانت الكنوز التجارية جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي في عُمان منذ آلاف السنين، وتمثِّل الأواني الخزفية المعروضة هنا، والتي يعود تأريخها إلى ما بين القرنين (٦−١٤ھـ/‏١٣−٢٠م)، فترة الاتصال التجاري بين عُمان، والصين خلال حقب سلالة (سونغ الجنوبية)، وسلالة (يوان)، وسلالة (مينغ)، وسلالة (تشينغ)، وإلى الفترة المبكرة من جمهورية الصين، وعادة ما استُخدم هذا الخزف في المناسبات الخاصَّة، ولأغراض الزينة في بيوت العُمانيين الأثرياء.

ومخطوط (النونية الكبرى) لمؤلفه البحارة العُماني «أحمد بن ماجد السعدي»، والذي ألفه في عام (1157ه/‏1744م)، فلقد لعب البحَّارة العُمانيون دورًا بارزًا في علوم الإبحار في المحيط الهندي، وأشهر هؤلاء البحَّارة أحمد بن ماجد السعدي، والذي يُقال أنه ولد في جلفار عام (838هـ/‏1435م)، وكان بارعًا في قياس ارتفاع النجوم؛ فقد أَوجد (73) تشكيلة نجوم مختلفة؛ تساعد في قياس الارتفاع، وقد أكمل الملاحون العُمانيون من أمثال ناصر بن علي الخضوري (ت. 1381هـ/‏1962م) مسيرة ابن ماجد في العصر الحديث؛ وذلك عن طريق تأليفه العديد من الأبحاث في علوم الملاحة.

بالإضافة إلى مجموعة من القطع المصنوعة من الخزف والحجر المزجج والفخار، والتي ظلت شاهدة على عمق العلاقات العُمانية الصينية والتي تعود إلى فترة سلالة تانغ في القرن السابع الميلادي.

وقد وقع المتحف إلى جانب مشاركته على البيان المشترك للمتاحف الوطنية، حيث نص البيان على التعاون في العديد من المجالات المتمثلة في تعزيز الحوار رفيع المستوى بين المتاحف، ودعم تبادل الخبرات بين موظفي المتاحف الوطنية، وتوثيق التعاون من أجل اقتناء اللقى المتحفية وحمايتها وتطوير البحث، مثل التضامن الأثري المشترك وتفعيل التكنولوجيا في صون التراث الثقافي، والشروع في التعاون الرقمي ودعم تطوير المتاحف الذكية على طول طريق الحرير، وتقديم الدعم بين المتاحف، في إقامة المعارض، بما فيها المعارض المشتركة، والمعارض الدولية المتنقلة، التي تجلب ثمار التعددية الثقافية للبشرية.