1186582
1186582
عمان اليوم

السلطنة تشارك في أعمال الدورة الـ 206 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو

10 أبريل 2019
10 أبريل 2019

مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بأهداف اليونسكو وأولوياتها -

شاركت السلطنة ممثلة بالمندوبية الدائمة لها في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو في أعمال الدورة الـ 206 للمجلس التنفيذي للمنظمة بصفتها عضوا في المجلس، التي تنعقد حاليا (من 3 إلى 17 أبريل الجاري) في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور المديرة العامة للمنظمة وأعضاء المجلس.

وقد تضمن جدول أعمال الدورة مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بأهداف اليونسكو وأولوياتها، والمسائل الخاصة بميزانية المنظمة وبرامجها، ودراسة الاقتراحات الأولية للمديرة العامة بشأن مشروع الميزانية للفترة 2020-2021، وكذلك بعض المسائل الإدارية، والوضع المالي، بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بالموارد البشرية، وتقييم الخطط والبرامج التي أجريت في الفترة السابقة لتسليط الضوء على ما أنجزته اليونسكو، وغيرها من المسائل الهامة المدرجة على جدول الأعمال.

وألقت سعادة السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو، رئيسة لجنة البرنامج والعلاقات الخارجية، كلمة السلطنة أمام أعضاء المجلس خلال الجلسة العامة الأولى، قالت فيها: « إنه من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإننا بحاجة إلى قرارات تحقق توازنا دقيقا بين الأداء المعياري والأداء العملي، مما يتناسب مع الاستجابة للتحديات والتحولات، ليس لعالم اليوم فحسب، بل أيضا للمستقبل. وفي هذا الصدد، فإن التركيز على المزايا النسبية لليونسكو أصبح أمرا ضروريا، كما أن العمل على القضايا الناشئة والمستمرة وقضايا الاستشراف أمر لا غنى عنه».

وأكدت مندوبة السلطنة الدائمة بأن إحدى القضايا التي تكتسب وضوحا ورؤية متزايدة على المستوى العالمي والداخلي في منظمة اليونسكو، هي قضية تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأغتنم هذه الفرصة لأشكر المديرة العامة على المؤتمر العالمي الناجح والفعال حول موضوع الذكاء الاصطناعي، الذي كان في شهر مارس من هذا العام. وبالنظر إلى الفرص والتحديات التي يمكن أن تقدمها تقنيات الذكاء الاصطناعي، فمن الطبيعي أن تشارك اليونسكو في هذه التقنيات، وينعكس أثر تلك التقنيات على بعض القطاعات باليونسكو، مثل قطاع الاتصال والمعلومات، وقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية. وقد عالجت المنظمة هذه القضية بالفعل من خلال مجلس «برنامج المعلومات للجميع IFAP» ومن خلال اللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجية (COMEST). ونظرا لما يشكله هذا الموضوع من رهان وتحد كبيرين، لذا يجب استخدام نهج متكامل وعبر القطاعات في هذا المجال، والتركيز على كلا الجانبين: الجانب المعياري والأداء العملي. والدور المعياري لليونسكو هنا واضح، وهو التفكير في إطار تنظيمي قانوني وأخلاقي للذكاء الاصطناعي.

كما شددت في كلمتها على الحاجة إلى استكشاف طرق مبتكرة لضمان أن الذكاء الاصطناعي يخدم التنمية على أرض الواقع، وبما يفيد التعليم، سواء من حيث الوصول إلى التعليم أو تعزيز التعلم الشخصي، حيث يجب النظر في هذا الموضوع خاصة إذا كانت المنظمة ترغب في أن تظل الوكالة الرائدة في مجال التعليم، علاوة على ذلك من أجل ضمان الاستخدام الشمولي للشعارات الطموحة للذكاء الاصطناعي، مثل «عدم استبعاد أحد» و«تقليص الفجوة الرقمية» يجب ترجمتها إلى نتائج ملموسة من خلال ضمان دعم السياسات وبناء القدرات في مجال تطبيق تلك التقنيات بما يفيد جميع الأقاليم وجميع طبقات المجتمع.

وأضافت قائلة: « نحن بحاجة إلى منظمة تراعي الاستجابة للتحديات والتحولات التي تطرأ على عالم اليوم والغد، سواء أكانت في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي أم أي جانب آخر من مجالات اختصاص اليونسكو. ومن أجل القيام بذلك، نحن بحاجة إلى الموارد المالية الكافية، وأود هنا أن أسلط الضوء على الدور الحاسم للموارد البشرية للمنظمة، حيث لا يمكن لها أن تؤدي دورها من دون وجود موظفين متحمسين متفانين، وموضع تقدير». واختتمت كلمتها أمام أعضاء المجلس بالقول: «إننا نتطلع إلى نتائج ملموسة لعملية التحول الاستراتيجي، ونؤكد على أهمية استخدام نهج شامل وتشاركي من خلال ضمان أخذ آراء الموظفين بعين الاعتبار. لأن قوة منظمة اليونسكو تكمن في موظفيها. ومن الممكن أن تكون سياسة التنقل الجديدة - على سبيل المثال - الناتجة عن عملية التحول الاستراتيجي فرصة جيدة لإفادة الموظفين وتوفير فرص النمو المهني لهم، طالما أن هذه العملية ستكون واضحة وشفافة، وطالما أن الذاكرة المؤسسية لليونسكو سوف تظل محفوظة بشكل جيد».