yesra
yesra
أعمدة

ربما : ذكرى

10 أبريل 2019
10 أبريل 2019

د. يسرية آل جميل -

مدخل:

أللهم أنت الصاحب في هـذا الصبر.

••••••••••

كل المواقف ستصبح ذكريات

مصير كل شيءٍ

كلُ حي

كل موقف.. ضحكة.. حزن

أن يصبح ذكرى

فأحسنوا لذكرياتكم.

(1) الصورة الأولى (طفولة)

براءة الأطفال فيَّ

وحلم الغد يختبئ في مقلتيَّ

ودمية أمومتي تلاعبها يديَّ

حنان

أسميتها.. لعبتي.. دميتي

وقتها كانت أغلى ما لديَّ

***

(2) الصورة الثانية (المدرسة)

مديرة المدرسة فخورة بي

وها هو «ميكروفون» الإذاعة ينادي

على الطالبة: معاناة القلوب

بمريولها الرمادي

هذه شهادة المركز الأول

على المدرسة

في مجال التفوق العلمي

وهذه جائزة الدولة

للحصول على المركز الثاني

في مسابقة الخط العربي

وهذا وسام المركز الثالث

في مسابقة الرسم بالرصاص

***

(3) الصورة الثالثة ( المرحلة الثانوية )

هنا أخذ النضج طريقه

إلى عقلي كثيراً

فهذه معلمة التاريخ أناقشها

حول واقع امتنا العربية

ومقارنته بأمجاد أجدادنا

وهذه معلمة الثقافة الإسلامية

أطارحها الحوار

حول فلاسفة الإسلام

وهذه معلمة اللغة العربية

أعيد معها تعديل بعض الأخطاء

في كتاب القواعد النحوية

وهنا رسمت الخطوط العريضة

لانتقاء لصديقات العمر

فهذه (..) و (..) و (..) فقط

وهنَّ عندي أغلى من ملايين الأسماء

التي لا تسمن ولا تغني من جوع

«اللهم احفظهم لي وثبت قلوبهم

على حبك

من تقلبات القلوب»

***

(4) الصورة الرابعة (المرحلة الجامعية)

عالم واسع وجديد وغريب

لأول مرة أشارك أخي الرجل في شيء

أخاً وزميل دراسة

وها هو حلم كل فتاة شرقية

بفارس أحلامها بدأ يداعب أجفاني

ونبض قلبي

وبدأت أرسم صوراً في الخيال

لفارسٍ

ابن بادية

يمتطي خيل العروبة

سلاحه: خلق الرجال

ودرعه: شهامة الرجال

وترسه: كرم الرجال

حلمت به فخر الرجال

وأغلى الرجال

***

(5) الصورة الخامسة (بحر الحياة)

أدركت أن الحياة هي مدرستي الأولى والأخيرة

هي الابتدائية والمتوسطة والثانوية

وهي الجامعة

وهي الخبرة لكل الأمور

الاجتماعية والعائلية والثقافية

وأنها وحدها

تصقل في كل منا جوانب الشخصية

***

(6) الصورة الأخيرة (الحب)

ما زلت أذكر تفاصيل اللقاء الأول (وكيف التقينا)

أذكر أني كنت كالطفلة الشقية حين أحببته

وأني راهقتُ كثيراً حين حلمتُ به

وأني روح الشباب

قد غمرتني حين ضحيتُ من أجله

وما زلت أذكر

تفاصيل اللقاء الأخير (وكيف انتهينا)

أذكر وقتها

أنه قتل براءتي في مرحلة الطفولة

وتفوقي في الإعدادية

وأفقدني كل صديقات المرحلة الثانوية

ونحر أحلام الفتاة الشرقية فيَّ

ورمى بي وحيدة تلاطمني أمواج الحياة

وأفقدني

شهيتي للحب

شهيتي للحياة

إليه حيثما كان:

كلهـم حولي إلا أنت

بداخلي.