1185481
1185481
عمان اليوم

السلطنة: رؤيتنا 2040 تعزز التفاهم والتسامح وعلى البرلمانات تبني استراتيجية المواطنة العالمية

09 أبريل 2019
09 أبريل 2019

مجلس عمان يشارك في أعمال اجتماعات الجمعية العامة 140 للاتحاد البرلماني الدولي بقطر -

المعولي في كلمته:

- السلطنة ماضية في النهج الحكيم الذي يحرص عليه جلالته وقيم المواطنة تجد اهتماما كبيرا بها

- قرار ترامب المتمثل في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان صادم لكل داعم لعملية السلام

أكدت السلطنة على أن الممارسات الإسرائيلية لطمس هوية القدس لا يمكن قبولها، وأن شرط السلام في المنطقة مرهون بدعم قيام الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس، وشددت على حقوق الشعب الفلسطيني.

وقالت السلطنة في كلمة ألقاها سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى إن نشر الكراهية وتعزيز الخوف من الإسلام أمور مقيتة وتصرفات كريهة.

وشارك مجلس عمان في أعمال اجتماعات الجمعية العامة 140 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة، وقد رعى افتتاح أعمال الجمعية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وبحضور وفود برلمانية من 149 دولة يمثلها نحو 2271 برلمانيا، كما شارك في الاجتماعات 80 رئيس برلمان و40 نائبا لرؤساء برلمانات عالمية.

وترأس وفد مجلس عمان المشارك بالاجتماعات سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، وعضوية عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وسعادة الدكتور أمين عام مجلس الدولة وسعادة الشيخ أمين عام مجلس الشورى.

تعزيز التفاهم والتعايش

وخلال أعمال اجتماعات الجمعية، ألقى سعادة رئيس مجلس الشورى، رئيس وفد مجلس عمان كلمة قال فيها:« إن ما يشهده العالم من حولنا يدعونا وبشكل ضروري ولازم إلى أن تقوم جميع الدول بمراجعة أنظمتها التعليمية، ومدى تعزيزها لقيم الأمن والسلام، ونحن في سلطنة عمان نولي هذا الأمر اهتماما بالغا، وتؤكد عليه المبادئ التي يعتمد عليها النظام الأساسي للدولة، وتستمد منها القوانين واللوائح، كما أن رؤية عمان 2040 من ضمن أهدافها تعزيز التفاهم والتعايش والسلام في إطاره العالمي، وتعمل مناهجنا الدراسية المختلفة لتعزيز هذه القيم والتأكيد عليها، وسلطنة عمان ماضية في هذا النهج الحكيم الذي يحرص عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، وتجد قيم المواطنة اهتماما كبيرا بها، ويتم تنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة والفعاليات المعززة لقيم السلام والأمن وسيادة القانون، وفي هذا الجانب فإننا ندعوكم من خلال هذه المنبر العالمي إلى إعداد استراتيجيات واضحة ومحددة لدعم وتعزيز المواطنة العالمية وإعداد الخطط التنفيذية اللازمة للتوعية بها وبأهميتها في إطار عالمي تعمل على تنفيذه كل الدول الأعضاء، ونقترح إعداد بروتوكول عالمي بذلك توقع عليه جميع الدول وتتولى الأمانة العامة صياغته ويكون من ضمن قرارات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في هذه الدورة.

وأضاف رئيس وفد مجلس عمان قائلا: «لقد جاء القرار الأخير للرئيس الأمريكي المتمثل في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية؛ صادما لكل داعم لعملية السلام، ومزعجا لكل داع إلى حل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية، ومعززا للكراهية وتأزيم الأمور، ونود هنا التأكيد على أن مرتفعات الجولان هي أرض سورية محتلة، وأن قرار الرئيس الأمريكي لا يغّير من هذه الحقيقية شيئا، وهو بهذا القرار إنما يعارض القوانين الدولية، ويؤجج الأمور، ويدعو إلى عدم الاستقرار في المنطقة ».

وأكد المعولي قائلا: «السلام مبدأ عالمي دعت إليه مختلف الأديان، وآمنت به شتى البلدان، وأقرته مختلف الأنظمة والقوانين، وهو أمر يتفق مع الفطرة، ويتسق مع الغاية من الحياة، والحقيقة التي يعلمها الجميع، ويدركها كل بصير وسميع؛ أنه لا سلام نرجوه، ولا أمل نحدوه، وهناك شعب في هذا العالم يقبع تحت الاحتلال، والظلم والعدوان».

وأضاف قائلا: « إن الممارسات الإسرائيلية المستمرة والتعديات على الأقصى الشريف الممنهجة، والسعي لطمس هوية القدس وتهويدها أمر لا يمكن قبوله، ولا يصح السكوت عنه، فإذا أردنا السلام أن يعم ربوع المعمورة، فمن الواجب علينا أن نقوم بواجبنا دعما للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة، ويمارس حريته ويعيش حياة آمنة كريمة، وأنتم جميعاً أيها المحبون للسلام، والداعون للأمن والأمان أمام مسؤولية عظيمة تتطلب منكم دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني والدفع بعملية السلام قدما مستخدمين في سبيل ذلك كل الوسائل الممكنة».

وأضاف: « إن نشر الكراهية، وإثارة الرأي العام، وتأجيج النعرات والخلافات، وتعزيز الخوف من الإسلام فيما يسمى (بالإسلامفوبيا)، أمور مقيتة، وتصرفات كريهة، وأعمال فظيعة شنيعة، وتكون أكثر بشاعة وسوءا إذا كان وراء تأجيجها جهد منظم، وعمل ممنهج، ودعم من عناصر متطرفة تدعو إلى العنف والإرهاب، ولقد أساءنا جميعا وفي كل بقاع الأرض وعلى مختلف الشرائع والأديان ذلك التصرف الهمجي الذي لا يتفق مع الفطرة ولا يتناسب مع القيم والأخلاق، إذ كيف يتصور العقل أن يعتدي أحد على الآمنين وهم يؤدون صلاتهم، فإن لم تأمن المساجد ودور العبادة المختلفة لكل الأديان فأين يأمن الناس؟».

تجربة التسامح العمانية

إنكم أيها الحضور أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي أمام مسؤولية عظيمة، وضرورة ملحة، وحاجة ماسة لتوحيد الجهود وبذل الطاقات في سبيل تحقيق الأمن خاصة عند ممارسة الشعائر الدينية، وأدعوكم جميعا إلى اتخاذ القرارات المناسبة وتعديل القوانين النافذة في بلدانكم لتكون أكثر صرامة وردعا لأمثال ذلك الآثم الجبان المعتدي على المصلين العزّل في نيوزلندا، كما أدعوكم إلى إعداد خطط واضحة وبرامج محددة لتوعية شعوبكم ونشر ثقافة التعايش مع الآخر ودعم البرامج الداعية للتعريف بالأديان ورسالتها السامية، ولسلطنة عمان برنامج واضح للتعريف برسالة التسامح والتعايش التي دعا إليها الدين الاسلامي الحنيف وقد زار معرض رسالة الإسلام الكثير من مدن ودول العالم في سعي واضح من سلطنة عمان ودعوة حقيقية لتحقيق مبادئ الأمن والسلام، كما أن هذا البرنامج التوعوي ينفذ للمقيمين بسلطنة عمان دعما للمبادئ التي نؤمن بها ونؤكد عليها، وأدعوكم جميعا للاستفادة من التجربة العمانية والعمل على تطبيقها.

وفي هذا الإطار لا يفوتني أن أقدم كلمة شكر وتقدير لرئيسة وزراء نيوزيلندا والتي تعاملت مع تلك الجريمة البشعة تعاملا حازما، وأظهرت دعما لإخواننا المسلمين في نيوزيلندا، وكان لمشاركتها حزنهم الأثر الطيب في تخفيف المصاب وتعزيز علاقات الإخوة الإنسانية بين الجميع.

إن تحقيق السلام والأمن، وتعزيز سيادة القانون، ونشر ثقافة التعايش السلمي، وقبول الآخر، واتخاذ الحوار والتفاهم مبادئ للتعامل مع الجميع، ونبذ العنف والاستبداد، ونشر العدالة الاجتماعية، كلها مبادئ أمنّا بها في سلطنة عمان، وثوابت نعمل على تأكيدها، ورؤى سعينا لتحقيقها، وبكل وضوح وشفافية فإن السبيل الأوحد لتحقيق تلك المبادئ، والقيم والأهداف هو التعليم.

لذلك يجب أن تكون فلسفة التعليم في كل البلدان قائمة على تلك المبادئ ومنسجمة مع تلك الأسس والثوابت، إضافة إلى ما يتعلق بكل دولة من إعداد جيل متسلح بالعلم والثقافة، يكون أداة فاعلة من أدوات التنمية المستدامة، ويكون التعليم حقا واجبا للجميع ويقدم بالمجان في إطار حقوق المواطنة وتنمية الموارد البشرية.

من جهة أخرى يناقش المشاركون في 68 جلسة واجتماعا قضايا الشعوب الحيوية وفي مقدمتها قضايا التعليم والأمن والسلام وسيادة القانون ودور التجارة العادلة والحرة والاستثمار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة فيما يتعلق بالمساواة الاقتصادية والبنية التحتية المستدامة والصناعة والابتكار.

وتشهد أعمال الجمعية العامة عقد 6 اجتماعات مغلقة، حيث كان الاجتماع الأول لـ «مجموعة الشراكة بين الرجال والنساء» الشراكة الجندرية. GENDER PARTNERSHIP فيما عقدت لجنة حقوق الإنسان للبرلمانيين بالاتحاد البرلماني الدولي اجتماعها تناقش فيه القضايا ذات الصلة.

كما عقدت اللجنة التنفيذية للاتحاد اجتماعا تناقش فيه قضايا مختلفة.

كما تم عقد 5 جلسات مغلقة تمثلت في اجتماع رؤساء المنظمات البرلمانية الإقليمية والمنظمات البرلمانية الأخرى واجتماع للفريق الاستشاري المعني بالصحة ولجنة حقوق الإنسان للبرلمانيين ولجنة شؤون الشرق الأوسط. من جانب آخر، ناقش البرلمانيون في جلسة مغلقة قضايا اللجنة التوجيهية «لجنة التسيير» للجمعية العامة كما عقد مجلس منتدى البرلمانيين الشباب اجتماعا اضافة الى عقد لجنة تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي جلسة تناقش خلالها القضايا ذات الصلة. وعقد المجلس الحاكم في الاتحاد الدولي البرلماني أول جلسة تليه اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين حيث تناولت مشروع القرار «عدم جواز قبول استخدام المرتزقة كوسائل لتقويض السلام وانتهاك حقوق الإنسان واحتمال بدء صياغته في الجمعية العامة».

منتدى البرلمانيين الشباب

وتضمنت الفعاليات أيضا عقد منتدى البرلمانيين الشباب للاتحاد البرلماني الدولي والمناقشة العامة للجمعية العامة حول موضوع البرلمانات كمنابر لتعزيز التعليم من أجل السلام والأمن وسيادة القانون. كما تم عقد حلقة نقاش حول إنهاء الفقر في مجال الطاقة عبر الحصول على طاقات متجددة وسياسات عامة شاملة وكيف يمكن للبرلمانات أن تساعد في تحقيق ذلك.

كما ستتم مناقشة القرارات السابقة في مجال الديمقراطية في العصر الرقمي واستخدام الإعلام لمشاركة المواطن وحرية التعبير إلى جانب مناقشة دور التجارة العادلة والحرة والاستثمار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة فيما يتعلق بالمساواة الاقتصادية والبنية التحتية المستدامة والصناعة والابتكار.

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي معني في اجتماعاته ومؤتمراته بمناقشة العديد من القضايا والمواضيع التي تهم العالم من بينها على سبيل المثال ما يتعلق بتعزيز التعاون البرلماني بين الدول الأعضاء، وقضايا الهجرة واللاجئين والنزوح، وقضايا الحوار والتعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان والسلم والأمن الدوليين، والتنمية المستدامة والتجارة، ودور البرلمانات في تحقيق التضامن العالمي على صعيد الدول والشعوب، وحل الأزمات في عالم آمن ومستقر مع تأكيده المستمر على أهمية الاستجابة لاحتياجات الشعوب وتطلعاتها في الديمقراطية والحكم الرشيد والرفاه والتنمية.

بحث التعاون

وعلى هامش فعاليات أعمال اجتماعات الجمعية العامة 140 للاتحاد البرلماني الدولي التقى سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، ورئيس وفد مجلس عمان المشارك بالاجتماعات، عددا من الشخصيات البرلمانية، حيث التقى بسعادة ديميترس سيلوريس رئيس مجلس النواب في جمهورية قبرص، ومعالي الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، ومعالي أساكا سيديبي رئيس الجمعية الوطنية في جمهورية مالي ، كل على حدة.

تم خلال تلك اللقاءات، بحث أوجه التعاون المشترك بين المجالس البرلمانية، وتعزيز الرؤى والمواقف المشتركة بين الدول المشاركة، وطرق حلحلة العديد من القضايا ذات الصلة بالمواضيع المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي.