1186222
1186222
العرب والعالم

عدد القتلى في ليبيا يرتفع والأمم المتحدة تعلن تأجيل «الملتقى الوطني»

09 أبريل 2019
09 أبريل 2019

إيطاليا تبقي على بعثتها العسكرية في طرابلس ومصراتة -

عواصم - وكالات: تصاعدت الخسائر البشرية لمعركة السيطرة على طرابلس امس وقتلت جماعة موالية لتنظيم داعش ثلاثة أشخاص في وسط ليبيا في خطوة تظهر أن المتشددين يمكن أن يستغلوا تجدد الفوضى.

من جهته، أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة امس إرجاء «الملتقى الوطني» بين الأطراف الليبية الذي كان من المرتقب عقده من 14 الى 16 أبريل في وسط-غرب ليبيا، الى أجل غير مسمى، بسبب المعارك في جنوب العاصمة.

وقال سلامة «لا يمكن لنا أن نطلب الحضور للملتقى والمدافع تُضرَب والغارات تُشَنّ»، مؤكدا تصميمه على عقد الملتقى الوطني الليبي «وبأسرع وقت ممكن».

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن منشآت صحية محلية أعلنت عن مقتل 47 وإصابة 181 خلال الأيام الماضية مع سعي قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) لانتزاع السيطرة على العاصمة من الحكومة المعترف بها دوليا.

وهذا عدد أكبر من أي رقم أورده أي من الجانبين. ويبدو أن معظمهم من المقاتلين حسبما ذكر المتحدث باسم منظمة الصحة طارق جاساريفيتش في إفادة صحيفة بجنيف وإن كان قد قال إن هناك قتلى مدنيين أيضا من بينهم طبيبان.

وانتزع الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، القائد السابق في جيش معمر القذافي، السيطرة على جنوب ليبيا هذا العام قبل أن يتوجه الشهر الحالي إلى العاصمة الساحلية حيث يتمركز عند طرفها الجنوبي.

وتسعى حكومة رئيس الوزراء فائز السراج (59 عاما) لمنع ذلك بمساعدة مجموعات مسلحة تقدمت من مصراتة في شاحنات خفيفة مزودة بأسلحة آلية.

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى خطة سلام اقترحتها المنظمة الدولية لكن حفتر لم يبد استجابة حتى الآن.

وعلى مسافة بعيدة إلى الجنوب من طرابلس، قال سكان إن جماعة موالية لتنظيم داعش هاجمت بلدة الفقهاء فقتلت ثلاثة أشخاص وخطفت واحدا قبل أن تلوذ بالفرار. ويسيطر على الفقهاء مقاتلون موالون لحفتر. وينشط تنظيم داعش في ليبيا مستغلة الفوضى التي تعم ليبيا منذ الإطاحة بالقذافي قبل ثمانية أعوام بدعم غربي.

وسيطر التنظيم على مدينة سرت الساحلية في 2015 لكنه فقدها في أواخر 2016 أمام قوات محلية دعمتها ضربات جوية أمريكية مما دفعها للعمل سرا.

ويهدد احتمال انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية بعرقلة إمدادات النفط ويزيد من وتيرة الهجرة إلى أوروبا ويبدد الآمال في انتخابات تنهي التنافس بين إدارتين موازيتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب.

ونفذت طائرة حربية ضربة جوية على المطار الوحيد الذي يعمل في طرابلس أمس الاول. وإلى جانب الضحايا يتصاعد عدد النازحين الذي بلغ نحو 3400 في آخر إحصاء للأمم المتحدة.

وأبدى مسؤولو الأمم المتحدة قلقهم إزاء احتمال استخدام المدنيين دروعا بشرية أو تجنيدهم قسرا للقتال.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه «شعب ليبيا محاصر منذ فترة طويلة بين أطراف متحاربة عديدة، وبعض من أضعف الفئات تعاني بعضا من أشد الانتهاكات لحقوقهم الإنسانية»، وأضافت «أناشد كل الأطراف التوحد لتجنب مزيد من العنف وإراقة الدماء اللذين لا معنى لهما».

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الإيطالية امس أن إيطاليا ستبقي على بعثاتها العسكرية الحالية في طرابلس ومصراتة، رغم الهجوم العنيف الذي تشنه قوات المشير خليفة حفتر ضد العاصمة الليبية.

وأعلنت الوزارة في بيان أن بعثتها «مياسيت» التي أطلقت في يناير 2018، «ستتواصل من أجل جعل أنشطة المساعدة في ليبيا أكثر متانةً وفعالية».

وأضاف البيان أن هذه المهمة تهدف إلى «دعم السلطات الليبية في أنشطتها لإحلال السلام والتهدئة في ليبيا والسيطرة على الهجرة الخفية والتهريب غير القانوني والتهديدات على الأمن، بما يتلاءم مع نقاط التدخل المحددة من قبل الأمم المتحدة».

ولم تحدد الوزارة عدد العسكريين الموجودين في ليبيا حالياً، لكن من المفترض أن البعثة تضم نحو مائة شخص في طرابلس و300 في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق العاصمة.

وفي طرابلس، يشارك العسكريون الايطاليون في مشروع «تأهيل وتدريب ومساعدة تقنية وفي مجال البنى التحتية لصالح قوات الأمن الليبية»، وفق البيان. وفي مصراتة، يدير العسكريون الايطاليون أنشطة وأمن مستشفى موجود في أكاديمية عسكرية تنطلق منها طائرات حكومة الوفاق الوطني.

وبالإضافة إلى ذلك، وفي إطار بعثة «ماري سيكورو» الإيطالية الهادفة أساساً إلى حماية منصات النفط في البحر الليبي، تشغل البحرية الليبية منذ صيف 2017 سفينة في مرفأ طرابلس. وفريقها مكلّف بالمساعدة في صيانة قوارب خفر السواحل الليبي وتأمين نقل المعلومات حول رسو المهاجرين بين البحرية الأوروبية في البحر الليبي والبحرية الليبية.