1182492
1182492
صحافة

السويسرية: لكل استعمار مساوِئ

06 أبريل 2019
06 أبريل 2019

منذ خمسمائة عام غَزَت إسبانيا المكسيك واستعمرتها من العام 1519 حتى العام 1821. بمناسبة ذكرى استعمار إسبانيا للمكسيك طلب الرئيس المكسيكي أندريس أوبرادور من ملك إسبانيا فيليب السادس ومن حاضرة الفاتيكان الاعتذار رسميا من الفظائع التي ارتُكِبت بحق السكان الأصليين للمكسيك. يومية لو كورير الإسبانية اعتبرت أن الرئيس المكسيكي تناول موضوعاً مهماً جداً وهو موضوع الاستعمار. إنَّ طلب الرئيس المكسيكي جدير بأن يُؤخذ بعين الاعتبار وأن يُدرَج في إطار التركيز على الشعوب الأصلية لكل أقطار العالم. ها هي هذه الشعوب اليوم تتجنَّب الخوض في المآسي التي تعرَّضت لها على مر سنين الاستعمار، وتركِّز جهودها اليوم على السياسات الآيلة لتأمين ديمومتها ومستقبلها ونمط وشروط وظروف وبيئة عيشها. الشعوب الأصلية تسعى للمحافظة على ما تبقَّى لها اليوم من المناطق والأراضي وبدأت تناضل من أجل حمايتها من التلوث والاستملاك الحكومي والمشاريع الصناعية الكبرى. من المؤكَّد أنَّ لا شيء يعوض الخسارة البشرية والمادية التي منيت بها الشعوب الأصلية منذ قرون طويلة في كل أنحاء العالم بسبب الاستعمار وحروب سيطرة المستعمرين على أراضيها. من المهم اليوم أن تتم عمليات تبيان وكشف وتسجيل كل الحقائق والإقرار بالمسؤوليات. بالنسبة للمملكة الإسبانية على سبيل المثال، على العرش الإسباني وكرسي الفاتيكان أن يعترفا ويقرَّا أنَّ ما حصل في المكسيك منذ قرون وما نجم عنه على مدى السنوات، ليس وليد صدفة بل هو بنتيجة سياسة استعمارية. لهذه الأسباب من المهم جداً أن يتفهَّم العالم أسباب الاعتذار الذي طلبه الرئيس المكسيكي.