1181676
1181676
العرب والعالم

جوتيريش يغادر ليبيا «مفطور القلب».. وحفتر يواصل تقدمه باتجاه طرابلس

05 أبريل 2019
05 أبريل 2019

أبو الغيط يدعو لضبط النفس.. وألمانيا تطالب باجتماع طارىء -

القاهرة - عمان - نظيمة سعد الدين - (رويترز):-

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش امس إنه يغادر ليبيا وهو «مفطور القلب» ويشعر بقلق شديد بعد أن عقد اجتماعا مع خليفة حفتر القائد العسكري المتمركز في شرق ليبيا الذي أمر قواته بالزحف إلى العاصمة طرابلس.

وقال جوتيريش في تغريدة «ما زال يحدوني الأمل في إمكانية تجنب مواجهة دامية في طرابلس وحولها».

ويمثل تقدم قوات شرق ليبيا المتحالفة مع حكومة موازية تتمركز في الشرق تصعيدا خطيرا في الصراع على السلطة الذي تشهده ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011. وسيطرت قوات حفتر أمس الاول على مدينة غريان التي تبعد نحو 80 كيلومترا جنوب طرابلس بعد مناوشات قصيرة مع القوات المتحالفة مع رئيس الوزراء المتمركز في طرابلس فائز السراج.

لكنها أخفقت في السيطرة على نقطة تفتيش تبعد نحو 30 كيلومترا غرب العاصمة ضمن محاولة لإغلاق الطريق الساحلي إلى تونس. وذكر صحفي من رويترز أن جماعة مسلحة متحالفة مع قوات شرق ليبيا انسحبت خلال الليل مما يسمى البوابة 27.

وفي انتكاسة أخرى، قال محمد الحضيري القائد بغرفة عمليات المنطقة الغربية لرويترز إن قوات متحالفة مع طرابلس أسرت 145 مقاتلا من الجيش الوطني الليبي في الزاوية إلى الغرب من طرابلس. وأكد مصدر في الجيش الوطني الليبي أسر 128، وأضاف الحضيري أنه تم الاستيلاء على 60 مركبة.

وفي الوقت نفسه دفعت قوات متحالفة مع حكومة طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة بالمزيد من الشاحنات الصغيرة المزودة بالأسلحة الآلية من مدينة مصراتة الساحلية إلى طرابلس للدفاع عن العاصمة في مواجهة قوات حفتر. وفاجأ الهجوم الأمم المتحدة التي وصل أمينها العام جوتيريش إلى طرابلس هذا الأسبوع للمساعدة في تنظيم مؤتمر وطني للمصالحة في وقت لاحق هذا الشهر. وقال شهود إن جوتيريش، الذي قضى الليل في مجمع الأمم المتحدة شديد التحصين في ضاحية بطرابلس، توجه جوا إلى بنغازي ثم برا إلى قاعدة حفتر.

وفي وقت سابق ذهب إلى طبرق وهي مدينة أخرى في الشرق للاجتماع مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب المتحالف أيضا مع حفتر.

وكتب جوتيريش في تغريدة على تويتر «لا يزال عندي نفس الهدف: تفادي المواجهة العسكرية. أؤكد مجددا أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية بل حل سياسي فقط». وفي وقت متأخر أمس الاول رحب صالح بالهجوم. وبعد الاجتماع مع جوتيريش قال متحدث إنهما ناقشا سبل إنهاء الأزمة والمؤتمر المزمع دون الإدلاء بتفاصيل.

ويتمتع حفتر بدعم دول اقليمية حيث تعتبره حصنا في وجه الإسلاميين وتدعمانه عسكريا بحسب تقارير للأمم المتحدة. ودعت ألمانيا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لبحث التصعيد العسكري.

من جهته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،، كافة الأطراف الليبية إلى ضبط النفس والقيام على الفور بخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات والحشود العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة فى ليبيا.

وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن أبو الغيط تابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة وما صاحبها من تجدد للقتال والاشتباكات المسلحة التي تشهدها الساحة الليبية في الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يركز جهوده على مرافقة الأشقاء الليبيين من أجل الانخراط بجدية في العملية السياسية التي يرعاها المبعوث الأممي غسان سلامة لعقد الملتقى الوطني في غدامس والتوصل إلى توافق وطني عريض لاستكمال المرحلة الانتقالية.

وذكرت روسيا أنها لا تقدم المساعدة لقوات حفتر وأنها تؤيد التوصل لتسوية سياسية من خلال التفاوض بما يتفادى أي إراقة للدماء.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «يجب حل الوضع سلميا». وعبر نائب رئيس وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني عن قلق بلاده الشديد إزاء تطورات الأحداث.

وقال سالفيني «يجب أن نصب الماء على النار لا البنزين على النار. أتمنى من هؤلاء الأشخاص أن يتصرفوا بمنأى عن المصالح الاقتصادية أو التجارية الذاتية وألا يسعوا لحل عسكري لأنه سيكون مدمرا».

وقالت وزارة الدفاع التونسية إنها شددت سيطرتها على الحدود مع ليبيا بعد تجدد الصراع.

وتحاول الأمم المتحدة والدول الغربية الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة.

ويهدف المؤتمر الذي تساعد الأمم المتحدة في تنظيمه إلى الاتفاق على خارطة طريق لإجراء انتخابات لوضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وهي منتج للنفط ونقطة تجمع للاجئين والمهاجرين القادمين من منطقة الصحراء الذين ينشدون الوصول إلى أوروبا.