1181319
1181319
المنوعات

منبع المشاكي.. وجهة سياحية بالجزائر تحوم حولها الأساطير

05 أبريل 2019
05 أبريل 2019

الجزائر، «العمانية»: تُعدّ «عين المشاكي» أو «منبع المشاكي» من أبرز المواقع السياحية التي تزخر بها ولاية جيجل الساحلية بالجزائر. وقد اشتُقّت تسميتها من لفظ «الشكوى» و«التضرع»، بالنظر إلى المعتقد السائد لدى أهل المنطقة بأنّ هذه العين مباركة، ومياهها مقدسة، لذلك يقصدونها بنيّة الشكوى لله، والتضرُّع له بهدف رفع بلاء، أو جلب لمنفعة ما.

ويرى عدد من المؤرخين والباحثين أن هذه العين استُكشفت في حقبة ما قبل التاريخ، في حين يرى فريق ثان أنّ اكتشافها كان في زمن الدولة الفاطمية التي استوطنت جبال ومغارات منطقة بني فوغال الممتدة من حدود ولاية سطيف حتى وسط جيجل، كما أنّ الرحالة الشهير البكري (القرن 11م)، كتب عنها وسمّاها «عين الأوقات الخمسة»، وقد زارها أيضاً المؤرخ الفرنسي المشهور شارل فيرو سنة 1871م، كما توجد حولها دراسات فرنسية تعود إلى سنة 1941، أعدها مكتب متخصّص في البحوث الجيولوجية.

غير أنّ تلك الدراسات لم تستطع الوصول إلى تفكيك أسرار جريان مياه العين لمدة عشر دقائق، ثم انقطاعها مرة أخرى لمدة 40 دقيقة، بصورة آلية طبيعية، دون تدخُّل بشري، وهذا ما حيّر علماء الجيولوجيا، وجعلهم يقفون عاجزين دون تقديم تفسير علمي دقيق لهذه الظاهرة الخارقة، لتبقى بذلك القراءة التفسيرية الوحيدة، غير الجازمة، لهذه الظاهرة، والتي تقول: إن هناك تجاويف وكهوفاً طويلة تتحكّم في مجرى هذه العين، وتضبط توقيت تدفُّق مياهها بشكل دقيق.

ويورد سفيان طالب، وهو باحث مهتمٌّ بتاريخ منطقة جيجل، بعض القصص والأساطير التي يتداولها السكان، حول منبع المشاكي، ومنها أنّ المياه تتدفق وقت دخول وقت الصلاة، وتنقطع بخروجه، ولهذا ربما يرى بعضهم أنّ تلك المياه مقدسة. ومن الأسماء الأخرى الكثيرة التي تُطلق عليها أيضاً «عين الآلهة». وقد أدّت هالة القداسة التي أضفاها المخيال الشعبي على هذا المنبع إلى نشوء بعض العادات والطقوس التي توارثتها الأجيال، مثل المسارعة إلى شرب مياهه طلباً للشفاء من بعض الأسقام، أو دفعاً للعين والحسد، أو لفك السحر، أو لطلب الذرية.

ومن الأمور التي أثّرت بشكل كبير في ترسيخ تلك المعتقدات الخاطئة لدى كثير من الناس، قدرة مياه هذا النبع على شفاء بعض الأمراض الجلدية، نظراً للخصائص المعدنية التي تتوفر عليها.