1180987
1180987
الاقتصادية

معدلات الطلب على الشحن الجوي تهبط في شهر فبراير الماضي

04 أبريل 2019
04 أبريل 2019

(جنيف)- عمان: أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» البيانات المتعلقة بالأسواق العالمية للشحن الجوي، والتي أظهرت انخفاض مستويات الطلب (الذي يقاس بطن الشحن لكل كيلومتر) بنسبة 4.7% خلال شهر فبراير 2019 قياساً بالفترة ذاتها من العام السابق. وبناءً عليه، يُعتبر هذا الشهر الرابع على التوالي من تراجع مستويات النمو السنوية، وصاحب أسوأ أداء خلال الأعوام الثلاثة الماضية. كما أشارت البيانات إلى ارتفاع سعة الشحن، (التي تقاس بطن الشحن المتاح في الكيلومتر الواحد AFTK) بنسبة 2.7% على أساس سنوي خلال فبراير 2019، ما يجعل منه الشهر الثاني عشر على التوالي الذي تسجل فيه سعات الشحن نمواً أكبر من طلب الركاب. هذا ولا يزال الطلب على الشحن الجوي يواجه عدداً من المعوقات المتمثلة في: التوترات التجارية المؤثرة على القطاع والضعف الذي شهده النشاط الاقتصادي وثقة المستهلكين على الصعيد العالمي وما أشار إليه مؤشر مديري المشتريات (PMI) حول طلبات التصنيع والتصدير فيما يخص انخفاض معدلات طلبات التصدير العالمية منذ سبتمبر لعام 2018.

قال ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي لـلاتحاد الدولي للنقل الجوي: «يمر قطاع الشحن بحالة من الركود وخاصة مع تسجيل أحجام الشحن خلال الأشهر الأربعة الماضية معدلات أقل مما كانت عليه في العام الماضي. وبالنظر إلى ضعف الإقبال على الطلبات وتدهور ثقة المستهلكين والتوترات التجارية التي تحوم حول القطاع، فإنّه من الصعب رؤية أيّ تحسن على المدى المنظور». وأشار دو جونياك إلى أنّ القطاع يتكيّف مع الأسواق الجديدة الخاصة بالتجارة الإلكترونية وشحنات البضائع الخاصة. غير أنّ التباطؤ التجاري يمثل أكبر التحديات التي يواجهها القطاع. وبالتالي لا بد للحكومات أن تدرك الضرر الذي تسببه التدابير الحمائية التي تتخذها. وأنّ توقن بأنّه لا فائز في الحروب التجارية، إذ سيكون أداؤنا أفضل جميعاً عندما تفتح الحدود أمام الناس والتجارة على حد سواء».

الأداء الإقليمي

باستثناء أمريكا اللاتينية، شهدت جميع المناطق انكماشاً في الطلب على أساس سنوي خلال شهر فبراير 2019. كشفت شركات الطيران في الشرق الأوسط عن تقلص أحجام الشحن الجوي بمعدل 1.6% خلال فبراير 2019، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، علماً أن ذلك ترافق مع ارتفاع سعة الشحن في المنطقة بنسبة 3.1%. ويتضح الآن وجود اتجاه هبوطي واضح في الطلب المعدل موسمياً على الشحن الجوي، خاصة مع إسهام ضعف الأنشطة التجارية الصادرة والواردة من أمريكا الشمالية في هذا الانخفاض.

سجلت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ انخفاضاً بمعدل 11.6% في الطلب على الشحن الجوي في فبراير 2019، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي؛ حيث تأثر السوق بكلّ من ضعف ظروف التصنيع بالنسبة للمصدرين في المنطقة والتوترات التجارية المستمرة والبطء الذي يشهده الاقتصاد الصيني. علماً أن ذلك ترافق مع انخفاض سعة الشحن في المنطقة بنسبة 3.7%.

وكشفت شركات الطيران في أمريكا الشمالية أنّها شهدت انكماشاً بمعدل 0.7% في عقود الشحن الجوي في فبراير 2019 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما جعل منه أول شهر يسجل تراجعاً في النمو على أساس سنوي منذ منتصف عام 2016، الأمر الذي يعكس التدهور الحاد في النشاط التجاري مع الصين. استفادت الناقلات الجوية في أمريكا الشمالية من قوة الاقتصاد الأمريكي والإنفاق الاستهلاكي خلال العام الماضي. علماً أن ذلك ترافق مع ارتفاع سعة الشحن في المنطقة بنسبة 7.1%. ومن جهتها، شهدت شركات الطيران الأوروبية انكماشاً في معدّل الطلب على الشحن الجوي بنسبة 1.0% في فبراير 2019 مقارنةً بالفترة ذاتها من العام السابق. يأتي هذا الانكماش منسجماً مع ظروف التصنيع الضعيفة بالنسبة للمصدرين في ألمانيا، والتي تملك واحداً من أقوى الاقتصادات في أوروبا. وبدورها أسهمت التوترات التجارية والغموض المرافق للبريكست تعزيز ضعف الطلب. في حين ازدادت سعة الشحن بواقع 4.0% على أساس سنوي.

وسجّلت الخطوط الجوية في أمريكا اللاتينية أسرع معدلات النمو بين باقي المناطق في فبراير 2019 بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي وذلك مع ارتفاع الطلب بمعدل 2.8%. وعلى الرغم من الاضطرابات الاقتصادية التي تمر بها المنطقة، إلّا أنّ عدداً من الأسواق الرئيسية تسجل مستويات أداء قوية. وحقق الطلب المعدّل موسمياً على الشحن الجوي نمواً للمرة الأولى منذ ستة أشهر. علماً أن ذلك ترافق مع ارتفاع سعة الشحن في المنطقة بنسبة 14.1%.

بالمقابل، شهدت شركات النقل الجوي الأفريقية انخفاضاً في الطلب على الشحن الجوي بنسبة 8.5% في فبراير 2019، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما انخفضت أحجام الشحن الجوي الدولي والمعدّلة موسمياً بنسبة عن أفضل معدلاتها التي حققتها في منتصف عام 2017، لكنّها وعلى الرغم من ذلك، ما تزال أعلى بنسبة 25% من أدنى مستوى سجلته في أواخر عام 2015. وقد سجلت سعات الشحن نمواً قدره 6.8% على أساس سنوي.