1179551
1179551
المنوعات

الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بظفار تقيم محاضرة بعنوان «سننية قراءة الآخر»

02 أبريل 2019
02 أبريل 2019

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء فرع محافظة ظفار، ممثلة في لجنة الفكر وبالتعاون مع مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة، ليلة أمس محاضرة فكرية بعنوان «سننية قراءة الآخر»، للمحاضر أحمد النوفلي. المحاضرة التي أدارها الكاتب الحبيب بن سالم المشهور وبحضور جمع غفير من الكتاب والأدباء بمحافظة ظفار، تناولت في مجملها عددا من القضايا والنقاط، حيث تمت مناقشة مفهوم السننية في القرآن واللغة، وفي هذا الشأن ذهب النوفلي ليقول إن السننية هي طريقة إلهية مستمرة تسري على الكون والأشياء وفق طبيعتها أو فطرتها، وتكون أيضا طريقة بشرية يستمر عليها الناس أو مجموعة منهم في تعامل بعضهم بعضا، أو في تعاملهم مع غيرهم من بني جنسهم، أو مع الأشياء المسخرة لهم في السماوات والأرض، فيصح أن نطلق عليها سنة بشرية أو سنة إنسانية، أو سنة القوم والجماعة. كما تمت مناقشة مفهوم القراءة في القرآن واللغة، حيث أشار المحاضر أحمد النوفلي إلى أن القراءة أوسع بكثير من تضييقها في قراءة الحروف المرسومة بالقلم، فهي عملية ذهنية من الإدراك والتفكير والتحليل والاستيعاب والفهم والتدبر والنظر والتبصر وغيرها مما يسع العقل إعماله وكل بقدر استطاعته الذهنية، كما ذهبت أيضا في محاضرته ليبين فرضية القراءة على النبي محمد عليه السلام وعلى الناس جميعا (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) سورة العلق، وقراءة المسطور كالوحي وقراءة المنظور وهو الكون، كما ناقش المحاضر أحمد النوفلي مفهوم الآخر في القرآن واللغة، وهنا يرى أن القرآن العزيز جاء لهداية الناس جميعا نحو الإيمان، فهو كتاب هداية، ووضع في ذلك آيات تأمر وتنهى وتوجه وترشد وتذكر وتقص القصص وتضرب الأمثال، فالقرآن يأتي لا ليلغي الآخر، بل جاء يضمه ويحتويه في آياته البينات من ذلك فكثيرا ما يأتي الخطاب شاملا للناس جميعا تحت النداء الكلي. كما ذهب المحاضر النوفلي ليفند قراءة الآخر في الموروث المعرفي، والتعامل القيمي مع مختلف الناس بغض النظر عن أديانهم وأجناسهم، وأوضح أنه من الضروري مراجعة قراءة الآخر في الموروث وفق الآيات القرآنية والسنن الإلهية في الآفاق والأنفس، وذلك لأننا أمة تنطلق في تعاملها مع الآخر من خلال الموروث من عادات وتقاليد وآراء، أي أننا نفكر بتفكير الأسلاف لا بتفكيرنا، وهو طريقة تجعلنا نعيش الماضي لا الحاضر، بل طريقة مخالفة للسننية التي تستلزم من الإنسان أن يفكر بتفكيره لا بتفكير غيره، وهذا لا يمنع الاستفادة من الغير ومن تجارب السابقين، كما أن قراءة المراجعة والغربلة والنقد وإعادة الصياغة أمور ضرورية لكل ما أنتجه البشر، يفرضها علينا القرآن ثم السننية الكونية الواقعية.