صحافة

الهزيمة الثالثة وتطورات أزمة البريكست

01 أبريل 2019
01 أبريل 2019

في اليوم الذي كان يفترض أن يبدأ فيه فصل الربيع في بريطانيا طقسا وسياسة، بتغيير التوقيت ومغادرة الاتحاد الأوروبي، اليوم الذي أطلقت عليه الصحف «يوم الخروج Brexit Day»، في ذلك اليوم أتت الرياح بما لا تشتهي سفن رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي حيث رفض البرلمان خطتها للخروج من الاتحاد للمرة الثالثة على التوالي.

صحيفتا «ديلي اكسبريس» و«ديلي تلجراف» كرستا الصفحة الأولي فيهما لصورة المتظاهرين المؤيدين للبريكست أمام البرلمان معبرين عن غضبهم لفشل السياسيين في تحقيق رغباتهم، ففي اليوم الذي كان يفترض أن يحتفلوا فيه بخروجهم من الاتحاد الأوروبي، إذ بهم يتلقون صفعة قوية بإسقاط مجلس العموم صفقة الخروج من الاتحاد للمرة الثالثة.

وبالرغم من محاولات تريزا ماي المستميتة لإخراج بريطانيا من مأزق البريكست، وتحول مجموعة من نواب الصفوف الخلفية المحافظين الذين رفضوا الصفقة مرتين من قبل، ومنهم بوريس جونسون، وجاكوب ريس - موغ، ودومينيك راب إلى دعم الاتفاق، فقد منيت خطتها بالهزيمة الثالثة، بسبب تحالف حزب العمال مع نواب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأيرلندي ضدها، وهو ما لم يعطها عدد الأصوات الكافي لتأمين الأغلبية في تمرير خطتها بالبرلمان، وبالتالي لم يتم إنجاز المهمة بحسب العنوان الرئيسي لصحيفة «آي».

صحيح أن هامش الهزيمة هذه المرة اقل بكثير من المرتين السابقتين، لكن الهزيمة هزيمة، ففي التصويت الثالث الحالي صوت 286 عضوًا لصالح الاتفاق ورفضه 344 صوتا بأغلبية (58)، بينما كانت نتيجة التصويت الثاني 242 لصالح الاتفاق مقابل رفض 391 صوتا بأغلبية (149)، وكانت الهزيمة الأولى في يناير الماضي ساحقة حيث رفض الخطة 432 نائبا، مقابل تأييد 202 بأغلبية (230)، وهذا التناقص في عدد الرافضين دفع المتحدث باسم رئاسة الوزراء أن يصرح بقوله «نحن على الأقل نسير في الاتجاه الصحيح».

وتفيد التقارير الإعلامية أن تريزا ماي نبهت عقب التصويت إلى أن الآثار المترتبة نتيجة لقرار البرلمان رفض خطتها للمرة الثالثة خطيرة للغاية، لأن ذلك يعني مغادرة الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في غضون 14 يوما.

وقالت ماي للبرلمان «أخشى أن نكون قد بلغنا أقصى حدود هذه العملية في المجلس... هذا المجلس رفض الخروج دون اتفاق ورفض عدم الخروج، والأربعاء الماضي رفض جميع التغييرات المطروحة على الاتفاق».

وأضافت: «إن الحكومة ستواصل العمل من أجل الخروج المنظم من الاتحاد الأوروبي طبقًا لما دعت إليه نتيجة الاستفتاء»، كما دعت البرلمان إلى الانعقاد الاثنين المقبل لمناقشة بدائل أخرى لتلافي الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. أما جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض، فقال: «كان للنواب فرصة للتقرير بشأن اتفاق أفضل لمستقبل بريطانيا، يجب أن يتغير الاتفاق وإذا لم تقبل رئيسة الوزراء ذلك فإن عليها الرحيل الآن، ويجب أن تكون هناك انتخابات عامة».

ونقلت صحيفة «ديلي اكسبريس» عن رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستيرجن قولها: «هذه ثالث هزيمة للصفقة السيئة لرئيسة الوزراء، وعليها أن تقبل الآن أن الصفقة ماتت».

ونقلت الصحيفة أيضا عن تغريدة لها هاجمت فيها بوريس جونسون وسخرت منه بقولها: «احذروا هذا مشعوذ، ومجرد من أي مبادئ، وهو طليق، وقد يصطحبه شخص يدعى جاكوب ريس-موغ»، وجاء هذا الهجوم بسبب تحول جونسون المفاجئ عن موقفه المتشدد إزاء اتفاق ماي بشأن البريكست. وبرفض البرلمان خطة ماي تصبح الأمور معلقة لإيجاد حل للأزمة قبل حلول الثاني عشر من أبريل، فما لم يصل البرلمان إلى حل بديل ستخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتما من دون اتفاق. واعتبرت صحيفة «فايننشال تايمز» رفض البرلمان الاتفاقية للمرة الثالثة بمثابة ضربة لرئيسة الوزراء، وأن بريطانيا ستواجه فوضى سياسية وأزمة وإهانة، وأرجعت اللوم جزئيا على التوقعات الكاذبة التي روج لها مؤيدون الخروج من الاتحاد الأوروبي، ونقلت عن أحد النواب قوله «لقد بلغ البرلمان حدوده».