1178185
1178185
العرب والعالم

مقتل شخصين في شجار أمام مركز اقتراع - الأتراك يدلون بأصواتهم في انتخابات بلدية تشكل «اختبارا» لأردوغان

01 أبريل 2019
01 أبريل 2019

اسطنبول - أنقرة - (أ ف ب) - أدلى الأتراك بأصواتهم أمس في انتخابات بلدية تشكل اختبارا كبيرا للرئيس رجب طيب اردوغان، بعدما خاض حملة مرهقة سعيا لتفادي هزيمة ستكون بمثابة زلزال له في مدن مثل أنقرة واسطنبول.

وصوت الأتراك حتى الساعة 14،00 ت غ لاختيار رؤساء بلدياتهم وأعضاء مجالسهم البلدية ومخاتيرهم.

وفي وقت تواجه تركيا أول انكماش اقتصادي منذ عشر سنوات، وتضخما قياسيا وبطالة متزايدة، تشكل هذه الانتخابات اختبارا لأردوغان بعد فوزه في كل الانتخابات منذ وصول حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه إلى السلطة عام 2002.

وفي وقت أكد أردوغان أن «بقاء الأمة» على المحك داعيا إلى «دفن أعدائها في صناديق الاقتراع»، دعت المعارضة من جهتها إلى اغتنام هذه الانتخابات الأخيرة قبل استحقاق 2023 لمعاقبة السلطة على سياستها الاقتصادية.

وفي مؤشر إلى أهمية هذه الانتخابات المحلية بالنسبة اليه، شارك إردوغان (65 عاما) بشكل نشط في الحملة فعقد أكثر من مائة مهرجان انتخابي خلال خمسين يوما، وألقى ما لا يقل عن 14 خطابا الجمعة والسبت الماضيين في اسطنبول.

وإن كان الرئيس ألقى بكل ثقله في السباق، فذلك لأن هزيمة حزبه «ستقوّض أسطورة (الرئيس) الذي لا يقهر» المحيطة به، في رأي الأستاذ في جامعة بيلجي في اسطنبول، إمري أردوغان.

ويتم التركيز بصورة خاصة على ثلاثين بلدية كبرى في مدن تشكل الرئة الاقتصادية للبلاد، حيث تجري معارك حامية لا سيما في بورصة (شمال غرب) وأنطاليا (جنوب).

لكن الانتباه يبقى مركزا بصورة خاصة على العاصمة أنقرة، واسطنبول القلب الاقتصادي والديموغرافي لتركيا، حيث بات حزب العدالة والتنمية في خطر اليوم بعدما هيمن وأسلافه الإسلاميون على المدينتين على مدى 25 عاما.

وسجل وقوع بعض الحوادث الأمنية في البلاد خلال هذا اليوم الانتخابي، كان أبرزها شجار أمام مركز اقتراع في مدينة ملطية (شرق) تحول الى إطلاق نار اسفر عن مقتل شخصين بحسب السلطات التركية، فيما تم اعتقال أربعة أشخاص.

«الاقتصاد انتهى!»

وعمد أردوغان إلى إرسال رئيس وزرائه السابق بن علي يلديريم إلى اسطنبول، سعيا لتفادي هزيمة مذلة في هذه المدينة التي نشأ فيها وكان رئيس بلديتها بين 1994 و1998.

وفي أنقرة، حيث أرسل الرئيس وزيرا سابقا، يبدو الوضع أكثر تعقيدا في ضوء استطلاعات للرأي يتصدرها مرشح المعارضة منصور يافاس بفارق واضح. وأعلن الأخير قبل أن يدلي بصوته في العاصمة «بمشيئة الله، سنحصل على نتيجة جيدة. لا شيء أهم من إرادة الناخبين».

ووجه الوضع الاقتصادي خيار العديد من الناخبين، مع بلوغ التضخم نسبة 20% أضرّت بشدّة بالقدرة الشرائية للأتراك.

وقال حسنو أكار بعد تصويته لصالح المعارضة في حي بيلكدوزو في اسطنبول «الاقتصاد سيئ، الاقتصاد انتهى!».

وإدراكا منه للمشكلة، طلب أردوغان من بلديتي اسطنبول وأنقرة فتح محال للخضر والفاكهة بأسعار مخفضة. لكن بدل أن يتناول الصعوبات الاقتصادية التي ينسبها إلى «عملية من الغرب»، ركز أردوغان حملته على المسائل الأمنية، محذرا من خطر إرهابي يحاصر البلاد ومن قوى معادية تهددها. وأعلن خلال تجمع انتخابي أمس الأول في اسطنبول أن التصويت لن يكون على «سعر الباذنجان أو الطماطم أو الفلفل .. إنها انتخابات من أجل بقاء البلاد».

دعم «قاسم باشا»

وفي حي قاسم باشا الذي ولد فيه أردوغان في اسطنبول، يحظى الرئيس التركي بدعم كبير.

وقال سنان قايا (22 عاماً) وهو طالب هندسة بعد إدلائه بصوته «لتركيا أعداء كثر يريدون أن يروا أردوغان يخسر، لكننا لن ندع ذلك يحصل».

وتواجه ائتلافان أمس هما ائتلاف حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية (قومي متشدد) من جهة، وحزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديمقراطي) وحزب «إيي» اليميني من جهة أخرى.

ويحظى الائتلاف الأخير بتأييد حزب الشعوب الديمقراطي (المناصر لقضايا الأكراد) الذي لم يقدم مرشحين لأسطنبول وأنقرة لتفادي تشتيت أصوات المعارضة.

وقسمت حملة هذه الانتخابات، الثامنة ضمن سلسلة مرهقة من الاستحقاقات منذ عام 2014، البلاد مرةً جديدة.

ويتهم أردوغان معارضيه بالارتباط بـ»الإرهاب». وفي سياق اتهامه أحد المعارضين بأنه يؤيد إيديولوجيا منفذ الهجوم ضد مسجدين في نيوزيلندا، عرض أردوغان مقطعاً من فيديو الاعتداء خلال لقاء انتخابي.

كذلك، افتقرت شروط الحملة الانتخابية إلى التوازن، إذ قامت المحطات التلفزيونية بنقل جميع خطابات أردوغان اليومية بكاملها، من دون أن تخصص كثيرا من الوقت لمعارضيه.

في الأثناء قُتل رجلان أمس في شجار وقع أمام مركز اقتراع شرق تركيا.

وقالت محافظة ملطية في بيان إن شجاراً وقع نحو الساعة العاشرة (07,00 ت غ) بين مجموعتين أمام مركز اقتراع في مدينة بوتورغي في محافظة ملطية ما أدى إلى مقتل شخصين. وأضاف البيان أنه تم توقيف أربعة أشخاص.

وأفادت وكالة دمير أوران الخاصة للأنباء أن شخصين قتلا بعد أن أطلق النار عليهما شخص أوقف في وقت لاحق.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد الإدلاء بصوته في اسطنبول، عن «أسفه» لهذا الخبر وأكد أن تحقيقاً فُتح لكشف ملابساته.

وأكد زعيم حزب السعادة (إسلامي محافظ) تمل كرم الله أوغلو عبر تويتر أن الرجلين عضوان في حزبه. ونسب الاعتداء لابن شقيق مرشح عن حزب العدالة والتنمية الحاكم.

واتصل أردوغان، وهو زعيم الحزب الحاكم، بكرم الله أوغلو لتقديم تعازيه.