hamda
hamda
أعمدة

هل تصبح الإجازة الأسبوعية ثلاثة أيام فعلا؟

31 مارس 2019
31 مارس 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

هل تنجح الاتحادات العمالية في الغرب على تقليص أيام العمل إلى أربعة أيام في الأسبوع حقا، إذ يبدو أن الخبر الذي انتشر مؤخرا في بعض شبكات التواصل الاجتماعي، ولم يوله الناس اهتماما، هو موضوع مفاوضات عنيفة ومطولة في الاتحادات العمالية من أجل تقليص ساعات العمل، ليتاح للعمال الاستفادة من الرفاهية التي يتيحها التطور التقني من جهة، وأيضا لإيجاد نوع من التوازن بين العمل والبيت بعد أن تقلص الفاصل بينهما إلى درجة باتت تهدد الحياة الاجتماعية، وتؤثر على جودة الحياة، بسبب التطور الهائل في وسائل الاتصالات التي تتيح للعامل البقاء متصلا بعمله على مدار الساعة، يستطيع تأدية مهام وظيفته من أي مكان وأي وقت، مما حدا ببعض المؤسسات استغلال هذه الميزة، ومطالبة الموظف بإنجاز عمله من أي مكان، من خلال ما بات يعرف (بعقود الساعات الصفرية)، التي لا تلزم الموظف بمباشرة عمله وفقًا لساعات عمل محددة، وإنما تطالبه بأن يكون في حالة استعداد على مدار اليوم لإنجاز مهام عمله عند الضرورة فقط، إلا أن الضرورة قد تنشأ في أي لحظة ما يتعذر على الموظف ممارسة أنشطته الحياتية بشكل سليم، الأمر الذي ترى فيه الاتحادات العمالية أن هذا من شأنه أن ينهك العامل ويؤثر على صحته، ويؤثر سلبا على جودة الحياة من جهة أخرى.

وترى الكاتبة (كيت بيل) على موقع سوشيال يوروبب، بأن العكس يجب أن يكون صحيحا، إذ أن التطور الهائل في التقنية أدى إلى رفع الإنتاج بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية، فوفقًا لدراسة أعدتها شركة التدقيق العملاقة برايسووترهاوس، قدرت النمو في إجمالي الناتج المحلي للمملكة المتحدة على سبيل المثال بـ10% بحلول عام 2030، وهذا من المفترض أن يؤدي إلى زيادة الرفاهية للعمال على شكل ساعات عمل أقل، يقضيها العامل مع أسرته وكذلك عائد مادي على شكل دخول كافية وعادلة، الأمر الذي يعيد للأذهان الحملة التي قادها الناشط الاجتماعي (روبرت أووين) في بداية القرن العشرين، الأمر الذي نتج عنه قيام منظمة العمل الدولية في عام 1919 بتحديد أوقات العمل لتكون ثمانية أيام، أو 48 ساعة في الأسبوع، الأمر الذي ترى معه الاتحادات العمالية بأنه قد آن الأوان لخطوة مماثلة للقرن الحادي والعشرين.