1176749
1176749
العرب والعالم

استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة العشرات برصاص الاحتلال في غزة

30 مارس 2019
30 مارس 2019

التأكيد على البقاء والصمود خلال إحياء الذكرى الـ 43 لـ «يوم الأرض» بالقدس -

غزة - القدس - رام الله - (عمان ) - وكالات -

استشهد 3 فلسطينيين أمس في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرات الذكرى السنوية الأولى لانطلاق «مسيرات العودة» في قطاع غزة وفي «يوم الأرض»، بحسب ما ذكر متحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وقال المتحدث أشرف القدرة في مؤتمر صحفي «استشهد أدهم نضال عمارة (17 عاما) بعيار ناري بالرأس، وأصيب 106 مواطنين، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرات يوم الأرض شرق قطاع غزة. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت، صباح أمس، عن استشهاد الشاب محمد جهاد جودت سعد (20 عاما) من سكان حي الشجاعية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة غزة.

وقد تميزت الذكرى الـ 42 ليوم الأرض (العام الماضي 2018) بانطلاق فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والمستمرة حتى يومنا هذا.

وانطلقت أمس فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض في محافظة القدس، من قرية قلنديا شمال القدس المحتلة، بمسيرة حاشدة توجهت من أمام المجلس القروي باتجاه الأراضي المستهدفة بالهدم والاستيلاء شرق القرية، بمشاركة رسمية وشعبية حاشدة.

ويُحيي الفلسطينيون يوم الـ 30 من مارس كل عام ذكرى «يوم الأرض الخالد»، والذي بدأ بمناسبة مصادرة حكومة الاحتلال يوم الثلاثين من مارس عام 1976، قرابة الـ 21 ألف دونمٍ من أراضي قريتي عرّابة وسخنين، ما دفع الفلسطينيين للقيام بانتفاضة شعبية.

وقد تزامن قرار المصادرة مع حظر التجوال من قبل قوات الاحتلال في قرى، سخنين، عرّابة، دير حنا، طرعان، طمرة وكابول، من الساعة الـ 5 مساءً يوم 29 مارس 1976، قبل أن يرفض الفلسطينيون القرار ويخرجوا للاحتجاج استجابة لدعوة من «لجنة الدفاع عن الأراضي».

وبدأت المواجهات مع قوات الاحتلال، عقب اقتحامها لقرى: سخنين، كفركنا، عرّابة ودير حنا في الجليل، قبل أن تمتد (المواجهات) إلى الطيبة وطوان وأم الفحم.

وأسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين واعتقال وإصابة المئات، وتراجع الحكومة الاحتلال والتي كان يرأسها حينذاك إسحاق رابين، عن قرار المصادرة.

وأطلقت دولة الاحتلال الإسرائيلي على قرار المصادرة في حينه اسم مشروع «تطوير الجليل» وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة، ما دفع أهل الداخل الفلسطيني للانتفاضة ضد المشروع.

ومسّ القرار بشكل مباشر نحو 75% من الفلسطينيين، والذين كانوا يحصلون على عيشهم من الأرض، بالإضافة لكونها مصدرًا هامًا لانتمائهم للمكان. وبقيت الأرض تلعب دورًا هامًا في حياة 156 ألف فلسطيني عقب قيام دولة الاحتلال بعد حرب الـ 1948 أو ما تُعرف بـ «النكبة».

وتُفيد المصادر الفلسطينية المختصة، بأن الاحتلال صادر ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، في كلمة له خلال المسيرة من قرية قلنديا أمس: «ارتأينا إطلاق فعاليات إحياء يوم الأرض من هذه القرية للفت الأنظار لما تتعرض له من عمليات مصادرة وهدم وترحيل متواصلة ، فهي نموذج صارخ لما تتعرض له الأرض الفلسطينية من استباحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف أبو يوسف، «نقول للاحتلال من هنا، من مشارف العاصمة المحتلة: أنتم تهدمون ونحن نبني، أنتم تحاولون اقتلاعنا ونحن سنظل نزرع، وسنبقى متجذرين في أرضنا». من جانبه، أكد مدير عام وزارة شؤون القدس سعيد يقين، ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية ونبذ أصوات الانقسام، مبرقا التحية للإخوة السوريين الصامدين في الجولان السوري المحتل، مشددا على بطلان وانعدام الأثر القانوني لكل القرارات الأميركية تجاه فلسطين والجولان».

وقال يقين: «منذ عام 1948 وحتى هذه اللحظة لم تبرد محركات جرافات الهدم الإسرائيلية.. مشروع الترانسفير الإسرائيلي مستمر، وفي نفس الوقت ملحمة الصمود الفلسطينية متواصلة ولن تتوقف».

بدوره، قال عضو هيئة العمل الشعبي في منطقة شمال غرب القدس حسام الشيخ، إن هذه الفعالية نظمتها هيئة العمل الشعبي والقوى الوطنية في منطقة شمال غرب القدس، تأكيدا على تمسكنا ووحدتنا تجاه الأرض الفلسطينية ورفضا لسياسة نتانياهو وترمب الهادفة إلى تفريغ فلسطين من أهلها.

وقال الشيخ: جئنا لنؤكد تضامننا مع المواطنين الصامدين في هذه القرية المستهدفة، والتي تتعرض لهجمة مسعورة من قبل الاحتلال من خلال عمليات الاستيلاء المتعاقبة لأراضيها، وحملات هدم المنازل المتواصلة بذريعة البناء من دون ترخيص.

من جهته أشار رئيس مجلس قروي قلنديا رأفت عوض الله، إلى أن القرية تعيش أوضاعا صعبة، في ظل ما يتعرض له مواطنوها من إجراءات ظالمة والاستيلاء على أراضيهم وهدم منازلهم ومنشآتهم، كان أبرزها ما جرى من مجزرة هدم نهاية حزيران عام 2016 عندما هدمت سلطات الاحتلال في ليلة واحدة 11 بناية سكنية بادعاء أن البناء غير مرخص.

واختتمت المسيرة بزراعة أشتال الزيتون في الأراضي المهددة ورفع أعلام فلسطين على الجدار العنصري، حيث خط النشطاء عليه عبارات وطنية تؤكد التمسك بالأرض الفلسطينية والمقاومة الشعبية وعروبة الجولان السوري المحتل.

وشارك المئات من أبناء محافظة طوباس والأغوار الشمالية، ومن داخل أراضي عام الــ48، بمسار بيئي نحو المناطق المستهدفة في منطقة «ابزيق» بمحافظة طوباس، وبمهرجان جماهيري، بتنظيم من مؤسسة «سيدة الأرض»، وبلدية عقابا، بالتعاون مع مجموعتي «هؤلاء أسلافي» و«رحلتنا» للمسارات، إحياء لذكرى يوم الأرض.

وقال نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، في كلمته، «في ذكرى يوم الأرض نحيي ذكرى شهداء الأرض، وجئنا اليوم إلى طوباس التي هي واحدة من المناطق المستهدفة بالقوة، والكل يدرك أن يوم الأرض هو كل أيامنا وتضحياتنا وهي كل شيء».

وأضاف «اننا اليوم نحيي ذكرى الشهداء الذين لم يغادروا أرضهم، وهو ما شكل درسا هاما لنا، وظلوا صخرة على صدر المحتل، الذي حاول أن يغير ثقافتهم من خلال إذابتهم بالمجتمع الصهيوني، لكنه أخفق والدليل الهبة الجماهيرية التي كانت يوم الأرض في مناطق المحتل، التي قدمت الشهداء لتقول إن هوية الأرض عربية، وهو ما شكل صدمة للمحتل».

وأكد العالول «أنه مهما حصل لا يمكن أن نترك أرضنا، وسيبقى الشعب متمسكا بها إلى أبعد الحدود».