صحافة

الأوكرانية: مجتمع دولي تحت الأمر الواقع

30 مارس 2019
30 مارس 2019

تناولت الصحف الأوكرانية هذا الأسبوع موضوع الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأوكرانية التي ستجري اليوم.

انتخابات تتم بعد خمس سنوات من انطلاق ثورة ميدان التي عُرِفَت بالثورة البرتقالية التي كان القضاء على الفساد الإداري في طليعة أسباب نشوئها بالإضافة إلى توجهاتها الوحدوية الأوروبية. ركَّزت الصحف الأوكرانية على حيرة الناخبين وصعوبة اتخاذهم لقرار التصويت النهائي.

ففي عام ألفين وأربعة عشر كانت الأهداف الرئاسية واضحة ومن أبرزها تثبيت الأمن والنظام. ثم تمت عملية ضم منطقة القرم إلى روسيا. الصحف الأوكرانية ركَّزت على المرشحين الثلاثة الذين يتصدرون قائمة من تسعة وثلاثين مرشحا لرئاسة أوكرانيا. في طليعة المرشحين الممثل فولوديمير زيلينسكي الذي بيَّنت استطلاعات الرأي أنَّه قد يحصل على ما يقارب الثلاثين بالمائة من أصوات المقترعين في الجولة الأولى.

أمَّا المرشحة يوليا تيموشينكو فقد تحصل على نسبة ستة عشر بالمائة من أصوات المقترعين وكذلك الرئيس المنتهية ولايته بيترو بوروشينكو.

يومية أوكراينسكا الصادرة في كييف تناولت موضوع الانتخابات من زاوية مسألة ضم منطقة القرم إلى روسيا فكتبت أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقَّع مرسوما يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلَّة منذ عام 1967.

تعتبر الجريدة أن هذا القرار سيكون له انعكاسات سلبية على أوكرانيا. لقد بات واضحاً أنَّ العالم يتغيَّر بشكل يصبح فيه المنتصر مقرراً حتى لو كان انتصاره مخالفا للقوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة. المنتصر هو الذي يتمكَّن من ألَّا يصبح أداة. على أوكرانيا أن تتوخَّى الحذر بعد هذا الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، لأن منطقة القرم الأوكرانية باتت تحت السيطرة الروسية. الولايات المتحدة عضو في مجلس الأمن الدولي وكذلك روسيا. الأولى اعترفت بسيادة دولة على ارض محتلة والثانية ضمَّت إلى سيادتها أرضا لدولة أخرى.

الآن يبدو أن الحق الدولي العام والمؤسسات والمنظمات الدولية لن تهبَّ لمساعدة أوكرانيا في استعادة منطقة القرم. إن أوكرانيا المستضعفة في هذا الموضوع تجد نفسها أمام الأمر الواقع. كما وجدت هضبة الجولان نفسها موضوعة تحت أمر واقع.