1176351
1176351
عمان اليوم

رئيس مجلس الشيوخ التشيكي لـ عمان: السلطنة رائدة في المنطقة وبيئتها خصبة للاستثمار

30 مارس 2019
30 مارس 2019

الزميل نوح المعمري في حوار صحفي مع رئيس مجلس الشيوخ التشيكي[/caption]

ثمّن دور جلالة السلطان في إرسـاء السلام والاستقرار بالمنطقة -

حوار: نوح بن ياسر المعمري -

تصوير: صالح الشرجي -

أبدى معالي جاروسلاف كوبيرا رئيس مجلس الشيوخ التشيكي والوفد المرافق له إعجابه بما تشهده السلطنة من تطور وتنمية في كافة المجالات وما تتمتع به من سمعة ومكانة دولية وثراء تاريخي كبير، وبيئة طيبة ودرجة من التسامح والانفتاح عند العمانيين على الحضارات، وتمسك بالعادات والتقاليد، وترجمتها لتنسجم مع التطورات الحديثة. وثمّن معاليه الدور الذي تقوم به السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- في استقرار المنطقة والسياسة الحكيمة التي تنتهجها لتعزيز وإرساء السلام والأمن. وحول إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين، بما يعزز التبادل الاقتصادي والاستثماري والتجاري قال معاليه إن افتتاح سفارة لبلاده في السلطنة في محل اهتمام الوفد الزائر، مؤكدا أنه فور عودة الوفد سوف يوضح للجهات التنفيذية أهمية إنشاء سفارة للتشيك في السلطنة لتطوير وتعزيز علاقات التعاون.

وأكد معاليه في حديثه لـ«عمان» إن الموقع الاستراتيجي للسلطنة وجهود التنمية خاصة في المجالات التجارية والسياحية والاقتصادية والرغبة المشتركة سوف تفتح آفاقا أوسع للتعاون بين السلطنة وجمهورية التشيك، وقال : إن للسلطنة إمكانيات واسعة جدا في المجال السياحي إذا ما تم قيست بالتضاريس المتنوعة وما تزخر به بيئتها الثرية وسواحلها الطويلة الجــــــــميلة بطبيعتها، مشيرا إلى أن الاستثمارات في هذا المجال تعد ذات جدوى اقتصادية كبيرة. كما تحدث عن إمكانية التعاون بين البلدين لإقامة سكة حديد وربط النقاط الساحلية والموانئ ببعضها وأهــــــمية تســــــــويق التراث العماني إلى بلدان أخرى، كــــــــما أن هنالك تقنيات تشـــــــيكية تساعد على تطوير المدن الذكية ويمكن للسلطنة الاســــــــتفادة منها.

وتابع حديثه موضحا أن فتح خط مباشر للطيران بين عاصمة البلدين يعد من أهم النقاط التي يجب الوقوف عليها، وذلك لتعزيز التبادل التجاري الذي يعد أمرا ضروريا حيث إن السلطنة تزخر بالعديد من الثروات ومنها الثروة السمكية التي يمكن للجمهورية التشــــــــيكية الاستفادة منها وأيضا يمكن الاســـــــــتفادة من المنتجات العمانية الأخرى، والعمل على تعزيز السياحة العلاجية بما تزخر به جمهورية التشيك في هذا الجانب.

الاتفاقــــــــيات بين البلديــــــن

وأوضح معالي جاروسلاف كوبيرا أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين خلال زيارته كانت إحداهما في مجال النقل الجوي بين الحكومتين، وتقوم على أسس ومبادئ الأجواء المفتوحة مما يسمح لشركات الطيران التابعة لكلا البلدين بتشغيل أي عدد من الرحلات بين مطاراتها عبر أية نقاط وسطية ونقاط فيما وراء البلدين، الأمر الذي يتيح للناقلين الوطنيين للسلطنة (الطيران العماني وطيران السلام) مد شبكتيهما التشغيليتين إلى الجمهورية التشيكية، كما يؤدي إلى جذب شركات الطيران التشيكية لتشغيل رحلاتها إلى السلطنة سواء بشكل مباشر أو عبر ما يعرف بتبادل الرموز مع ناقلات دول أخرى، حيث تسمح الاتفاقية لشركات الطيران التابعة للبلدين بالدخول في ترتيبات تعاونية لتبادل الرموز المشتركة مع ناقلات أحد البلدين وكذلك مع ناقلات أي بلد آخر.

وتحتوي الاتفاقية على (26) مادة لتنظيم الأمور الفنية والتشغيلية بالإضافة الى ملحق خاص بجدول الطرق الجوية بين البلدي.

مشيرا معاليه إلى أن الزيارة سوف تجلب العديد من الاتفاقيات بين الجانبين، كما يتم التطلع إلى اتفاقيات مهمة كتفادي الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار ودعمه.

وأضاف أنه تم توقيع اتفاقية بين إحدى الشركات العمانية مع شركة تشيكية في مجال المصحات، والتي تسهم في علاج الجهاز الحركي، بما يتلاءم مع متغيرات الجو في المنطقة. مضيفا بأنه خلال هذه الزيارة تم اختيار ممثلي الشركات التشيكية بدقة للاستثمار في السلطنة بما يلبي احتياجاتها، ومواكبة نمو الاقتصاد العماني، وتم إعطاء المجال ليتم التلاقي بين الشركات مع شركائها في عمان وسمعنا عن منتدى لرجال الأعمال وتم تبادل الاتصالات وتبادل الصفقات خلال الزيارة. وقدم ضم الوفد ما يقارب 22 من رجال الأعمال وممثلي الشركات يعززون الدبلوماسية والعمل على فتح الأسواق الجديدة.

مواصلة تعزيز العلاقات

وحول انطباعات الوفد حول ما تشهده السلطنة من نهضة وتطور تنموي وتقييمه للزيارة، قال معاليه: أولا نشكر حكومة السلطنة على حفاوة الاستقبال، وجاءت الزيارة بعد زيارة مماثلة لوفد عماني للتشيك وتم خلالها التطرق للعديد من جوانب التعاون، وجاءت هذه الزيارة لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية. كما أشار إلى أن هناك شركة تشيكية تعمل الآن في السلطنة في مجال الطاقة الشمسية. وحول الإعفاء من التأشيرات والتسهيلات المقدمة أشار معاليه إلى أن السلطنة من الدول التي تستحق الحصول على إعفاء من التأشيرة للاتحاد الأوروبي، وبالتعاون الثنائي بين البلدين سوف يتم دعم مسيرة الحصول على هذا الإعفاء.

وأضاف معاليه أن زيارته ركزت على تعزيز العديد من جوانب التعاون والتعرف على العديد من معالم السلطنة، فخلال الزيارة تم بحث أوجه التعاون القائم بين السلطنة وجمهورية التشيك في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما في الجانبين التشريعي والرقابي، وسبل تطويرهما وتنميتهما بمختلف الأصعدة، موضحا آلية العمل المتعلقة بتشريع القوانين ومراجعتها ومناقشتها وسير العمل بها. وقال : خلال الزيارة والوفد المرافق تم زيارة جامعة السلطان قابوس لتعزيز العلاقات التعليمية بين الجانبين، وشاهدنا عرضا مرئيا عن الجامعة وكلياتها ومراكزها البحثية ومختلف وحداتها. كما أشاد معاليه بالمتحف الوطني والدور الذي يقدمه في إبراز الأبعاد الحضارية لعمان وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية ، إضافة إلى مركز التعلم بالمتحف الذي يمثل موردًا مهمًا لمختلف البرامج التعليمية وخصوصًا التي تتمحور حول مقتنيات المتحف الوطني، واطلع الوفد على ما يضمه المتحف من مقتنيات موزعة على 14 قاعة، والتي تسلط الضوء على المنجز الحضاري للسلطنة، وتبرز الجوانب التراثية والمعمارية المحلية.

القطاعات الاقتصادية

واستضافت غرفة تجارة وصناعة عمان وفدا تجاريا من جمهورية التشيك ضم 22 من أصحاب وصاحبات الأعمال يمثلون العديد من القطاعات كالنفط والغاز، والاتصالات، والألمنيوم، الجرافكس، والسياحة، والتعليم، المنتجات البيطرية، الفنادق، المستشفيات، الاستثمار، والأثاث العقارات والطاقة، وغيرها من القطاعات الاقتصادية المهمة، وذلك بمقر الغرفة الرئيسي بروي. وتم خلالها مناقشة سبل توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين والتعرف على الفرص المتاحة في شتى المجالات وتشجيع الشركات العمانية للدخول في شراكات تجارية واستثمارية مع نظرائهم من التشيك. مؤكدا الوفد خلال الزيارة اتخاذ العديد من الخطوات العملية لزيادة العلاقات التجارية ورفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين ومنها تكثيف الزيارات بين الوفود التجارية ، والمشاركة في المعارض الدولية المقامة في كل من التشيك والسلطنة، كذلك تبادل المعلومات المتعلقة بمنتجات البلدين القابلة للتصدير والفرص التجارية المتاحة في كلا البلدين، ونشر الأدلة التجارية والصناعية، تشجيع المزيد من التعاون التجاري بين البلدين عن طريق توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي.

وقال معالي جاروسلاف كوبيرا رئيس مجلس الشيوخ بجمهورية التشيك في كلمة له : أتينا بهذا الوفد التجاري لفتح الأبواب لمشاريع تجارية واستثمارية مشتركة، حيث إن الوفد يعتبر الأكبر من نوعه يزور السلطنة، وهناك جدية من الجانب التشيكي للبدء في تعاون تجاري واستثماري مع الجانب العماني، وأدركنا من خلال هذه الزيارة الدور الحيوي الذي تلعبه سلطنة عمان في السوق الإفريقي، وأنها فرصة للجانبين لتطوير هذا الدور من خلال التعاون بين الشركات العمانية التي لها استثمارات في الأسواق الخارجية يمكن أن تسهم في تطوير أعمالها في تلك البلدان، مضيفا أن التشيك وعمان تشتركان في أنهما بلدي السلام والاستقرار.