استعرض التقنيات الجراحية الجديدة - مؤتمر مسقط الدولي لطب العيون يختتم أعماله بالتنوع في أطروحاته العلمية

اختتمت بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض أمس فعاليات مؤتمر مسقط الدولي لطب العيون الذي نظمه على مدى ثلاثة أيام مركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة بالتعاون مع الرابطة العمانية لطب العيون ووزارة الصحة.

المؤتمر شهد مشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة زادت عن (600) مشارك من العاملين في تخصصات العيون المختلفة من السلطنة وعدد من دول مجلس التعاون والدول العربية ودول العالم من الأطباء والممرضين، وفنيي البصريات، والباحثين في مجال طب العيون، وغيرهم من المشتغلين بهذا المجال.

وسعى المؤتمر لتحقيق العديد من الأهداف منها: اطلاع المشاركين على جديد طب العيون، تبادل الخبرات والتجارب مع المشاركين الإقليميين والدوليين، التعرف على التقنيات الجراحية الجديدة المستخدمة في تشخيص وعلاج أمراض العيون وتسليط الضوء على الدور العماني الرائد في مجال الطب وإسهامات الأطباء العمانيين البارزة في هذا المجال.

كما شهد المؤتمر هذا العام تدشين جائزة الطبيب العماني ابن عميرة التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني في مجال الطب والتي جاءت بشكل رئيسي للتأكيد على الدور العماني الرائد في مجال الطب منذ القدم وإسهامات الأطباء العمانيين فيه، وتذكيرا للأجيال بما قدمه الأجداد في هذا المجال، وتكريما وتقديرا للأطباء في الوقت الحالي الذين يتفانون في أداء مهنتهم الإنسانية النبيلة.

المؤتمر اشتمل على دورات وحلقات عمل وجلسات عمل عديدة حفلت بالكثير من أوراق العمل والمحاضرات العلمية ناقشت في مجملها طب وجراحة العيون المتعلقة بأمراض الشبكية وزراعة القرنية وتصحيح النظر والعين المخروطة واعتلال الشبكية المرتبط بالسكري وجفاف العين وأمراض العين الخلقية والساد وأعصاب العين والجلوكوما والنزول الأبيض والتقنيات والجراحات الجديدة المستخدمة لعلاج هذه الأمراض، وحاضر في المؤتمر نخبة من المحاضرين المتخصصين من السلطنة وخارجها.

وفي إضافة جديدة شهد مؤتمر هذا العام مختبرات محاكاة طبية للعديد من العمليات الجراحية مثل طرق تركيب الأعين الصناعية وتوظيف الموجات الصوتية في طب العيون ، إضافة إلى أفراد مساحة توعية خاصة بأمراض العيون وعلاجاتها وطرق الوقاية منها للجمهور.

كما اشتمل المؤتمر على معرض للمنتجات الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة في علاج أمراض العيون المختلفة للعديد من الشركات الدولية المتخصصة في إنتاج المعدات والأجهزة والتقنيات الطبية العلاجية، علاوة على المطويات والكتيبات التوعوية، وركن خاص عن الطب العماني القديم في القرون الوسطى .

يذكر أنه تم اعتماد (17.5) ساعة تعليمية من الفئة (أ) من قبل المجلس العماني للاختصاصات الطبية للمشاركين في مؤتمر طب وجراحة العيون 2019 وحلقات العمل المصاحبة.

وقد أجمع المشاركون على أهمية المؤتمر وأوراق العمل والمحاضرات وحلقات العمل التي صاحبته ، ومن بين المشاركين أوضح البرفيسور ستيفن هايمو المحاضر بمستشفى جامعة جنيف بسويسرا أنه شارك بعدة محاضرات حول خلل العصب الثالث ، مشاكل الحول عند الأطفال ، التشوهات العصبية لجفن العين ، مؤكدا في ذات الوقت بأن المؤتمر ذو جودة عالية كمثيلاته من المؤتمرات العالمية.

ومن جانبه قال الدكتور فيصل النقدان استشاري طب عيون وجراحاتها بمؤسسة حمد الطبية بدولة قطر أن المؤتمر كان متنوعا في أطروحاته العلمية وتم انتقاء واختيار مواضيعه بعناية فائقة وكذلك المحاضرين من ذوي الخبرات والباع الطويل في تخصصاتهم فضلا عن الشركات المشاركة التي تتمتع هي الأخرى بسمعة وصيت عالمي. مشيرا إلى انفراد المؤتمر بأشياء عدة منها جائزة الطبيب العماني ابن عميرة وشخصية هذا العالم التي تستحق التقدير، وكذلك مختبرات المحاكاة في المؤتمر وغيرها.

من جهته أوضح البروفيسور سيد فارزاد محمدي المحاضر في جامعة طهران بإيران أنه شارك بمحاضرتين في المؤتمر إحداها عن آلام العين بشكل عام والأخرى عن تصحيح النظر بتقنية سمايل. كما قدم محاضرة تعريفية حول الجمعية الإيرانية لطب العيون ونشاطاتها المختلفة.

أما الدكتورة فريدة البلوشية استشارية أعصاب عيون رئيسة قسم العيون بمستشفى النهضة فقالت: راعينا خلال اختيار الموضوعات والمحاضرين أن تكون الموضوعات ذات أهمية لأطباء العيون في المجتمعات الخليجية وأن يكون المحاضرون من ذوي الباع الطويل ولهم شهرتهم العالمية في مجالهم العلاجي والبحثي، مؤكدة على أهمية هذه المؤتمرات للمشاركين وضرورة الاستفادة من أوراق العمل المطروحة والمحاضرين ذوي الخبرات الذين يقدمونها. وأشارت إلى أنها شاركت كذلك بمحاضرة عن تقنيه OCT في تشخيص ومعالجة مرض التصلب اللويحي.

وفي لقاء مع أحد المنظمين أوضح سالم الرقيشي فني جراحة عيون بمستشفى القوات المسلحة أن العمل لسنوات متتالية مع اللجنة المنظمة للمؤتمر يكسبه من عام لآخر خبرة تراكمية حيث يقوم في اللجنة بالعديد من المهام الإدارية والتنظيمية المتعلقة بالمؤتمر وفعالياته المختلفة التي تشعره بالرضا والراحة. موضحا أنه كذلك يستفيد من المحاضرة كلما سنحت له الفرصة بحضورها لا سيما تلك التي تكون في نفس تخصصه معتبرا أن هذه المؤتمرات فرصة سانحة للمشاركين للاستفادة منها بما يصقل مهاراتهم ويكسبهم المزيد من الخبرات إضافة إلى فرصة التفاعل والاحتكاك بالخبرات والمشاركين الآخرين.