1176201
1176201
عمان اليوم

«السباحة الآمنة» مشروع يعمل من خلال مستشعرات لكشف حالات الغرق في أحواض السباحة عبر نظام رصد ذكي

30 مارس 2019
30 مارس 2019

أكثر من 360 ألف شخص يفقدون حياتهم سنويا بسبب الغرق -

كتبت – مُزنة الفهدية -

ابتكر فريق نادي سما للإبداع العلمي كأول ناد من قلب الأسرة مشروع «السباحة الآمنة» الذي تأهل ضمن أول خمسة مشاريع للمرحلة الثانية من جائزة الغرفة للابتكار على مستوى جنوب الباطنة. وللتعرف أكثر عن المشروع تواصلت «عمان» مع طلال بن سالم الخنبشي رئيس مجلس الإدارة حيث قال:« إن الماء هو العامل الأساسي لوجود كل أنواع الحياة على سطح الأرض، لكنه في الوقت نفسه يعتبر من أبرز ثلاثة عوامل تعد سبباً مباشراً في الوفاة، لا سيما عند الأطفال، حيث تشير الإحصاءات والدراسات البحثية إلى أن أكثر من 360 ألف شخص في العالم يفقدون حياتهم سنويا بسبب تعرضهم للغرق، بالتحديد من فئة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً، بسبب أخطاء في المراقبة التي بدورها تسبب التدخل بعد فوات الأوان، وهذا بحد ذاته يعد خسارة كبيرة في القدرات البشرية، بسبب قلة المعرفة وغياب سبل الوقاية من تلك المخاطر، وكان لا بد من البحث عن طرق وحلول علمية تطبيقية تحدّ من مخاطر الغرق وإنقاذ الأطفال، وذلك من خلال التنبؤ بحالة كل سباح في منطقة محددة داخل المياه المستخدمة للسباحة، عن طريق المتابعة المستمرة والتحليل الحركي الدائم لكل منهم على حد سواء.»

وأضاف «إن الحديث عن (السباحة الآمنة) قد يفتح لنا المجال في تيسير الخدمات المختلفة للأندية الرياضية والشباب لكي يكون صلة ربط بينهم.» مؤكدا أن الابتكار الجديد الذي يقدمه للجمهور من نادي سما للإبداع العلمي يعمل من خلال المستشعرات ليكشف حالات الغرق في أحواض السباحة وأحواض الاستحمام عبر نظام رصد وتنبيه ذكي، يُرسل إشارات فورية عند وقوع الحادثة وتتم عمليات سريعة من الأجهزة للإنقاذ.

أنظمة المشروع

وأوضح أن المشروع يعتبر كحارس ومنقذ ذكي من أخطار المسابح التي أصبحت الشغل الشاغل للعائلات التي تتوافر لديها مسابح (حمامات سباحة) داخل منازلهم أو في أماكن استجمامهم، حيث يعمل الجهاز الجديد أيضا على إنقاذ من يتعرضون للغرق أثناء ممارستهم السباحة، كما أن المشروع يتوفر فيه نظامان هما: نظام أمن يشير إلى دخول الأشخاص داخل المسبح، وكشف حالات الغرق والقيام بالإنقاذ تلقائياً، وذلك عن طريق حساسات متعددة ومرتبطة مع بعضها البعض بآلية معينة، والنظام الثاني نظام إنقاذ ويتكون نظام الأمن من جزءين أيضاً نظام أمان خارجي ونظام أمان داخلي، فنظام الأمان الخارجي يعمل عند خلو المسبح وإغلاق بوابة تسليم الأجهزة التي ستركب على قدم الشخص الذي سيسبح وبدور هذه الأجهزة إرسال المقاييس والمستويات للجهاز الخادم عند رجل الأمن او الحارس على المسبح وهو عبارة عن جدار إشعاعي يحيط بجوانب المسبح مكون من مصدر مشع ومستقبل وعند عبور هذا الجدار سينقطع الإشعاع عن المستقبل فيطلق صافرة إنذار معلناً عن تشغيل نظام الإنقاذ ويمكننا أن نحدد زمن الانقطاع ونستبعد زمن الانقطاع الصغير وبالتالي لا يتأثر النظام بأي قاطع له سريع كالطيور مثلاً أو ورق الأشجار وغيره، والتي تكون سرعتها أكثر بكثير من سرعة الشخص العابر.

تفعيل الأمان

وأكد الخنبشي أنه يتوفر في المشروع إمكانية تعطيل نظامه الخارجي، عندما يتم استخدام المسبح، وفي هذه الحالة يعمل النظام الداخلي تلقائياً وهو عبارة عن حساسين، يطلق النظام صافرة إنذار لمدة قليلة من الثواني عند خلو المسبح، تعلن عن تفعيل الأمان الخارجي وبالتالي تكون هناك فرصة للمستخدم إن كان يريد أن يعود للمسبح أن يلغي تفعيل النظام الخارجي وفائدة هذا النظام أنه يضمن للمستخدم تفعيل جميع أنظمة الحماية قبل مغادرته للمسبح او يتم تسجيل الأشخاص في النظام مما يدل أن أحدا في المسبح، وأما طريقة الإنقاذ فهي عبارة عن سطح مستو من البلاستيك المقوى يشكل شبكةً مستقرة في الوضع العادي أسفل المسبح وتستند على وسائد هوائية تكون في هذه الوضعية بدون هواء وعند حدوث المشكلة يتم نفخ الوسائد الهوائية عبر منفاخ هواء إلكتروني والذي يتم توزيعه عبر الشبكة والمتولد من منظومة الضاغط الهوائي الموجودة خارج المسبح وعندما يتم دفع الهواء داخل هذه الوسائد فإنها ترتفع بفعل نظرية الطفو وترفع الجسم المراد إنقاذه إلى سطح الماء ويمكننا تفعيل نظام الإنقاذ يدوياً وذلك إما عبر معصم يرتديه المستخدم في يده مرتبط لاسلكياً بنظام التحكم يمكنه بأن يشغل نظام الإنقاذ عند حدوث طوارئ كالشد العضلي مثلاً وأيضاً يوجد مفتاح خارجي مستقل يمكّن مَن هو خارج المسبح من تفعيل نظام الإنقاذ عند الحاجة ويمكن للنظام عند وصول إنذار بوجود غريق أن يعمل تلقائيا وينقذ الأشخاص.

نظام تحكم

وقال:«عند نفاذ عملية الإنقاذ وعدم استجابة الأجهزة والحساسات المتوفرة في الحوض يستمر إنذار الطوارئ بالعمل ويتم الاتصال وممكن لنظام الإنذار أن يُرسل رسائل نصّية إلى أرقام الطوارئ أو مالك المسبح لضمان وصول المساعدة، وترتبط هذه الأنظمة مع بعضها البعض عن طريق نظام التحكم (Programable Logic Control) والذي يبرمج بحسب الوظيفة المراد القيام بها وأداة الإنقاذ يمكن أيضاً استخدامها من باب التسلية والمتعة بحيث ترفع كل من في المسبح للأعلى في وقت واحد.»

مقارنة

وأشار إلى أن الفرق بين ابتكارهم والابتكارات الشبيهة هو أنه عند مقارنة هذا النظام بأنظمة التنبيه الموجودة حاليّاً في السوق، توصّلنا أن أغلب هذه الأنظمة الموجودة حالياً تنقسم الى قسمَين، هما أنظمة بسيطة غير عملية تصدر إنذاراتٍ كاذبةً كلّما سقط أيّ شيء في المياه، وأخرى معقّدة ومكلفة وتكون ثابتةً مثل الكاميرات بحيث تستوجب المراقبة الدائمة من قبل الأشخاص، وتسهيل نقل نظامه وتثبيته في أيّ حوضٍ أو مسطّحٍ مائيّ وبوقتٍ قياسي، إضافةً إلى مراقبته للحوض تلقائياً وعلى مدار الساعة، مع توفّر مصدرٍ دائمٍ للطاقة من خلال الطاقة الشمسية، ونتمنى أن يكون ابتكارنا للمنتَج رقم واحد، محلياً وعالمياً، ضمن أفضل أنظمة الإنذار المبكر، ونسعى لتسويق هذا المنتَج وتطوير النموذج الحاليّ منه لضمان الاستمرارية.

تطبيق المشروع

لقد تم عرض المشروع في معارض مختلفة حتى تمكنا من تطويره ووضع اكثر توقعات أسباب الحوادث فيه، ومن ثم تم تركيبه في منزلنا، كما تم تركيبه في شاليه لأحد الأشخاص بمبلغ وقدره 85 ريالا عمانيا والآن يستمتع بمسبح آمن.

تجارب

وقال: « قبل تسويق الفكرة، كانت لنا تجربتان لعرض فكرة الابتكار: واحدة في مهرجان الرستاق للابتكار (مسار)، والثانية في حديقة الرستاق، وتلقينا ملاحظات من الجمهور وأفكارا جديده لتطويره الى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم، وقد لاقَت الفكرة قبولاً وترحيباً كبيرا، ونأمل مستقبلا باذن الله استخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد حالة الشخص عند الغرق بدون أجهزة، وتطوير الجهاز ليشمل الذبحات الصدرية والجلطات وبلع اللسان .