1176152
1176152
الرياضية

أكثر من 120 خيلا في مهرجان رياضات الخيل التقليدية بجعلان بني بوعلي

30 مارس 2019
30 مارس 2019

فعاليات متنوعة وفنون مغناة بحضور جماهيري كبير -

كتب: حمود الريامي وصالح الغنبوصي -

احتضنت ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية سابع منافسات النسخة الرابعة لمسابقة رياضات الخيل التقليدية لهذا الموسم 2018/‏‏2019م والتي يشرف عليها الاتحاد العماني للفروسية، حيث أقيم المهرجان على ميدان الأصايل للفروسية بسيح السندة وجاء تنظيم هذا المهرجان من قبل نادي الأصايل للفروسية ورعى حفل المهرجان السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية بحضور سعادة الشيخ محسن بن حمد المسكري والي جعلان بني بوعلي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى بمحافظة جنوب الشرقية والمشايخ والأعيان ومحبي رياضات الخيل التقليدية وعدد من المسؤولين المعنيين بالفروسية، حيث شارك في هذه الاحتفالية أكثر من 120 خيلا من مختلف ولايات السلطنة وتأتي فعالية الخيل التقليدية بولاية جعلان بني بوعلي ضمن برنامج مسابقات الاتحاد لهذا الموسم وكذلك لأهمية مشاركة ملاك وفرسان الخيل وتفعيل السياحة الداخلية بالسلطنة، كما جاء المهرجان برعاية الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال والشركة العمانية الهندية للسماد والشرقية للتسوق وشركة أملاك الشرقية وشركة ضياء جعلان والصفوة لتقنية المياه الطبيعية.

الاستئذان

بدأ حفل مهرجان الخيل التقليدي السابع باستئذان مجموعة من الفرسان راعي المناسبة لانطلاق المهرجان حيث تقدم ثلاثة فرسان إلى المنصة الرئيسية لراعي الحفل وتم إعطاؤهم إشارة بدء المهرجان، وصدحت ترانيم الفنون التقليدية المغناة أمام المنصة الرئيسية من خلال عدد من الفنون العمانية التقليدية تقدمت هذه الفنون فن العازي تلاه فن الرزحة أو الرزفة كما يطلق عليها بعدها جاء فن المديما البحري التي تشتهر به ولاية جعلان بني بوعلي، حيث تعتبر الفنون التقليدية المغناة ورياضات الخيل التقليدية وجهين لعملة واحدة وقد تناغمت شلات الفنون التقليدية بصورة رائعة عبرت أبياتها عن حب الوطن والقائد المعظم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه.

أصحاب الهمم

ثم استعرض أصحاب الهمم من المعوقين مهارتهم في ركوب الخيل من خلال برنامج علاجي يستفيد منه أصحاب هذه الفئة في تنمية قدراتهم الذهنية والحركية وتحسين أدائها، كما قدم شعراء ولاية جعلان بني بوعلي مجموعة من القصائد الشعرية المعبرة عن هذا الحدث الرياضي والتقليدي حيث ألقى الشاعر صالح بن خميس السنيدي قصيدة شعرية عكست وصف الخيل وأهميتها وعبّرت عن ارتباط الإنسان العماني بالخيل وهي تعتبر رمزًا للعز والفخر، كما قدمت طالبات مدرسة سيح السندة للتعليم الأساسي فنا شعبيا جميلا، وأيضا قدمت فرقة الفنون الشعبية فن البرعة.

همبل الخيل

وبعدها بدأ العرض من خلال دخول الفرسان المشاركين إلى ساحة الاستعراض أمام المنصة الرئيسية في عرض منظم لمسير الخيل يعرف بهمبل الخيل الذي رسم من خلاله جميع الفرسان لوحة تراثية جميلة ازدانت بلباسهم التقليدي الموحد وجيادهم الموشحة بالحلي الفضية التي اصطفت جنبا إلى جنب.

فن التحوريب

ثم بدأت عروض الفرسان بتقديم فن التحوريب وهو أحد الفنون التقليدية التي تمارس مع الخيل حيث شكل الفرسان وهم يمتطون صهوات الجياد حلقة طولية حول المضمار وخلال هذا الفن يقوم أحد الفرسان بإلقاء أبيات شعرية فيها امتداح لمآثر الخيل وافتخار بما تحقق على تراب هذا الوطن من منجزات عظام وعلى أثره يجيبه الفرسان بتكبيرة بعد انتهاء صدر وعجز كل بيت شعري ومن ضمن الأبيات التي تم ترديدها فرحي ياجعلان وكبري أهل الصواهل واصلين وعلى المعزة كبري نحيي دهور من سنين.

عرضة الخيل

الإثارة والتشويق في حفل مهرجان الخيل التقليدي السابع بولاية جعلان بن بوعلي كانت حاضرة من خلال ركض العرضة التي يحرص جميع الفرسان على المشاركة فيها لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق ويمسكه جيدا بينما يقوم بمسك زمام الفرس باليد الأخرى وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة نظرًا لاشتهار السلطنة بها حيث أظهر الفرسان المشاركون مهارات إبداعية نالت اندهاش وإعجاب الحضور من خلال الوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان العمانيين كانوا يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة مما عزز ثقتهم وقدراتهم لتقديم أفضل الاستعراضات وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على قدرات الفارس العماني وإمكانياته الكبيرة في التعامل مع الخيل وفنون الفروسية المختلفة.

وتألقت الفارسة الناشئة فاطمة بنت محمد بن سيف السنيدية في هذا المهرجان وكانت هي النجمة الساطعة في المهرجان من خلال استعراضها في عرضة الخيل التي أدت مشهدا مبدعا من الإثارة والتشويق عندما وقفت على ظهر جوادها وبسرعة عالية صفق لها الجميع.

الجدير بالذكر أن ولاية جعلان بني بوعلي من أبرز ولايات السلطنة في تعليم أبنائها النشء رياضة الفروسية وهناك اهتمام واسع في تعليمهم هذه الرياضة العريقة.

سباق التحدي والإثارة

كما أقيم ضمن المهرجان سباق التحدي والإثارة من خلال شوطين الأول مخصص للخيول المهجنة (الثربرد) وبمشاركة 8 خيول حيث حقق المركز الأول الحصان أدهم لمالكه الشيخ محمود بن خميس آل حموده بقيادة الفارس أحمد بن حسين السنيدي والمركز الثاني الجامح لمالكه راشد بن حمد الهاشمي بقيادة الفارس صالح بن حمد الجعفري والمركز الثالث أوريان دانس لمالكه صالح بن حمد الجعفري وفارسه عامر بن حمد الجعفري، كما أقيم شوط مخصص للخيول العربية الأصيلة وبمشاركة 8 خيول حيث توج بالمركز الأول قبطان لمالكه حميد بن سعيد الساعدي وفارسه صالح بن حمد الجعفري والمركز الثاني دايم لمالكه سلطان بن علي السنيدي وفارسه برهان بن حسين السنيدي والمركز الثالث كريمة لمالكها حسين بن علي السنيدي وفارسها محمد بن علي السنيدي، وقد شهد الشوطان إثارة وقوة في المنافسة وحماسا بين المشاركين.

مهارات الفروسية

كما قدم فرسان خيالة مدرعات سلطان عمان مهارات الفروسية في استعراض مبهر أكدوا فيه تألقهم وبراعتهم في السيطرة على خيولهم من خلال استعراضات خطرة لا يمكن لأي فارس القيام بها إلا بعد خضوعه لتدريبات خاصة وشاقة، حيث نالت هذه الفقرة استحسان الجميع، بعدها تقدم مجموعة من الفرسان أمام المنصة الرئيسية لراعي الحفل والحضور مؤدين بعض المهارات الترويضية للخيل من خلال تنويم الخيل على الأرض واستجابة الخيل لفارسها مما نال استحسان الحضور.

التكريم

وفي ختام مهرجان الخيل التقليدية السابع قام السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية راعي المناسبة بتتويج الفرسان الحاصلين على المراكز الأولى في سباق الإثارة، كما تم تكريم المؤسسات التي ساهمت في إنجاح المهرجان والمؤسسات التي دعمت المهرجان وقدم السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية هدية تذكارية لنادي الأصايل للفروسية وهدية تذكارية لسعادة الشيخ محسن بن حمد المسكري والي جعلان بني بوعلي، كما قدم عبدالله بن سيف السنيدي رئيس نادي الأصايل للفروسية هدايا تذكارية لراعي المناسبة.

وفي نهـــــــاية المهرجان شكل الفارسان والفارسات بخيولهم اللوحة الختامية من خلال اصطفــــافهم أمـــــام المنصة الرئيسية وهم متوشـــــحون الـــزي التقليدي بحضور راعي المناســــبة وتم التقاط مجموعة من الصــــور التذكارية.

اهتمام وتطوير

وبعد الختام قال السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية: إن الاتحاد نجح بالفعل في تطوير رياضات الخيل التقليدية من خلال وجود تنافس بين ولايات السلطنة بالإضافة إلى المحافظة على هذا الموروث العماني الأصيل وعدم المساس به لأنه يعبر عن هويتنا الخالدة والتي تميزنا عن غيرنا ولنا أن نفخر بها، وما هذه الجهود التي تقوم بها الحكومة في المحافظة على تراث الآباء والأجداد إلا دليل على تمسك العماني بتراثه المجيد ولله الحمد جنينا ثمار هذا الاهتمام من خلال تسجيل ملف عرضة الخيل والإبل في اليونيسكو للتراث غير المادي للإنسانية باسم السلطنة وهذا شيء لم يكن بالأمر السهل ولكنه أصبح واقعا بفضل الله سبحانه وتعالى الجهود المخلصة لأبناء الوطن.

وأضاف السيد رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية: لقد استمتع الجميع بما شاهدوه من فعاليات وعروض جميلة من خلال هذا المهرجان وما زاده جمالا هو الحضور الجماهيري الكبير الذي حضر لمتابعة هذا المهرجان ونتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح مهرجان رياضات الخيل التقليدية بولاية جعلان بني بوعلي سواء المؤسسات المساهمة والراعية أو المؤسسات المنظمة وكذلك لجنة رياضات الخيل التقليدية بالإضافة إلى شكر خاص للقائمين على الفروسية بالولاية.

تعاون وتكاتف

من جانبه قال سعادة الشيخ محسن بن حمد المسكري والي جعلان بني بوعلي: مما لا شك فيه أن الخيل عنصر عريق من عناصر الهوية العمانية والتاريخ العماني وتاريخ المنطقة خصوصا في ولاية جعلان بني بوعلي بالتحديد وحقيقة تكللت الجهود والمساعي من قبل الاتحاد العماني للفروسية وبالتعاون والتكاتف مع ولاية جعلان بني بوعلي وهذا ما عكس اهتمام جميع الأجيال سواء كبار السن أو الشباب وحتى صغار السن برياضة الخيل وجميع أشكال رياضات الخيل والفنون الخاصة بالخيل وهو أمر يبعث على السعادة والسرور والأمل في المستقبل أن تبقى هذه الرياضات الخاصة بالخيل، وهي رياضات ليست فقط على مستوى الرياضة وإنما لها أبعاد خاصة بالهوية العمانية والتاريخ العماني ونقل هذه الهوية والميراث الثقافي العماني إلى أجيال المستقبل وما شاهدناه بجعلان بني بوعلي اليوم من خلال هذا المهرجان يمنحنا الثقة واليقين والاطمئنان أن هذه الهوية العمانية من خلال رياضات الخيل التقليدية سوف تنتقل إلى أجيال المستقبل، وهو سيساهم في تشجيع السياحة على اعتبارها عنصرا أساسيا من عناصر الاقتصاد العماني.

ثمار التعاون

أما عبدالله بن سيف السنيدي رئيس نادي الأصايل للفروسية فقال: تمت إقامة سابع مهرجان لرياضات الخيل التقليدية ضمن منافسات مسابقة الاتحاد العماني للفروسية وقد شارك في هذه الفعالية أكثر من 120 خيلا من مختلف ولايات السلطنة وهو ما جعل منها فعالية متميزة بتنوع فقراتها وبشهادة الجميع وهذا العمل ثمار للتعاون المشترك بين الاتحاد العماني للفروسية ومكتب والي الولاية ومختلف المؤسسات الحكومية والخاصة وأيضا الشركات الداعمة وكذلك الوسائل الإعلامية المختلفة فلهم كل الشكر والتقدير على ما قدموه من إسهامات جليلة أخرجت هذه الفعالية بالمستوى المشرف والذي نفتخر به جميعا كما نشكر جميع من شارك في المهرجان.