yesra
yesra
أعمدة

ربما: ضيّعتني منك

27 مارس 2019
27 مارس 2019

د. يسرية آل جميل -

بعض الأخطاء تتعدى خطوط المغفرة

••••••

• أحببتك

كما لم أحب أحداً في هذا الوجود

أحببتك قبل أن تدري ودون أن تدري وبعد أن دريت

أنفقت عليك كل ما لدي من شعور

أحببتك

ولم أكن أحبك وحدك

أحببتك أنت وجميعك

صوتك.. رسمك.. حسّك.. أنفاسك

كنت أتباهى بك أمام الجميع

أخبرتهم بأنك مختلف

أصدقهـم إحساساً

أكثرهـم وفاءً

كل يومٍ كُنت أحبك بشكلٍ جديد

معك كنت امرأة استثنائية

يكفي أني كنت بين يديك

الأمانة التي تخشى عليها من الضياع

باسم الحب والشهامة

و باسم كل أصول القبيلة

وعادات الرجال.

• أنت الوحيد فوق هذه الأرض

الذي لم أصنّف علاقتي به

كنت الأكثر دائماً في كل شيء

حبيبي الأكثر

صديقي الأقرب

عالمي الأوحد

كانت نظرة منك تختصر لي الحياة

صوتك كان يختصر كل المسافات

كُنت الوحيد.

الذي يختصر الجميع.

• أنت لا تعرف معنى أن أحارب الدُنيا لأجلك

لا تعرف معنى أن ترحل عني.

دون أن أفعل لك شيء

لا تعرف معنى أن ترحل عني فقط لأنها رغبتك

لأنك أنت من أراد ذلك

لا تعرف معنى أن تغيب غياباً طويلا

دون أن يمنعك ظرفٌ.

لا تعرف معنى أن أترك عالمي كله

آتيك بكل ما لديّ من حب واشتياق وحنين

ثم لا تأتي.

• ادّخرت لك حبّ العالمين

لم أكن أريدُ منك شيئاً

لم أبحث فيكَ يوما عن جمال

أو عن المال أو عن بيتٍ توفره لي مع الأيام

أو حتى أبحث فيك عن العيال

كنت أبحث فيك عنك

عن الكثير من حنان أبي

وطيبُ إخواني

وعن سماحتي وتسامح أهلي

عن الكلمة الطيبة الحسنة

التي تُنسيني كل هموم الدُنيا في غمضة عين.

خذلتني..

أتعلم ما الذي يُحزنني

الذي يؤلمني حقاً

أني جادلتهم فيك كثيراً.. كثيراً جداً

وأني عانيت معك كثيراً

وتحملتُ لأجلك كثيراً

وضحيتُ لأجلك كثيراً

وقدّمتُ لك كثيراً كثيراً كثيرا

وعلى الرغم من كل ذلك

لم تُقدّر أنت هذا الكثير

ولم يُساوِ في نظرك مثقال ذرة

مما لم يفعله معك غيري

أو يقدّمه لك غيري.

لا أعلم كيف ستمضي بي الأيام

وماذا سيحصل لي كلما راودني طيفك

أو زارني خيالك أو جئتني في المنام

كيف سأهدي ارتعاشة قلبٍ

كنت أنت أكسجينه!

وهل سأنساك

سأستطيع أن أنساك..عادي!

وكأنك شيئاً لم يكُن

هل سأتجاوزك بهذه السهولة

وهل هذا التجاوز سيُعد انتصاراً لي.

كنتُ أريدُ أن أحدثك عن أخباري

كنت أريد أن أخبرك كيفَ خذلني الجميع

كيف أصبحت أخاف من الذين حولي

كنت أريد أن أخبرك أن الحياة في حربٍ دائمة معي

كنت أريد أن أخبرك الكثير

لكنك اخترت أن تفقدني

لأنك لم تشعر يوماً بأني مكسب لك

كُنتُ دائماً (الصفر) في حياتك

الذي لا قيمة له

ولا اعتبار لوجوده.

أنت لم تشعر لهذه اللحظة أنك ضيّعتني

ولن تشعر بذلك الآن

أنت سعيدٌ بهذا البُعد

سعيدٌ بهذا الثِقل الذي أزحته من طريقك

الأيام ستمضي و تدور بك الدنيا

ويبدأ الزمن في تصفية الحسابات

لأني دعوت الله جداً

أن يذيقك نفس الشعور الذي أوجعتني به

نفس الألم.. نفس الذي فعلته بي

ستراه في أغلى ما لديك

وستبحث عني كثيراً

كثيراً جداً.. كي أسامحك

و لن تجدني

وإن وجدتني لن أسامحك

حتى تقوم القيامة

أنا خصيمتك أمام الله

بكل ما آذيتني به

أعدك بذلك.

أنا مُتعبةٌ جداً

كسرت في قلبي ما لا يُجبره ألف اعتذار

في المرة الأولى سامحتك

لأنها المرة الأولى

في المرة الثانية سامحتك

لأني أحبك

في المرة الثالثة سامحتك

لأني كنت أعتقد أنك تحبني

في المرة الرابعة كررت نفس الخطأ

لكني لا أستطيع أن أسامح

أو أتجاهل أو أغفر

كُل الأخطاء مغفورة إلا ما يمس الكرامة

المرأة الحرة الكريمة ابنة الأكرمين

‏حين تَمـَّس كرامتُهـا ترحل دُون عودة

‏حتى لو كانت تعلم أن في الرحيل هلاكُها

‏بنت رجال وأخت رجال

‏الكرامة عندها فوق الحب

فوق كل وأي اعتبار في هذا الوجود.

شكراً يا سيدي

لأنك أوصلتني للقناعة

التي أقرر فيهـا أن أتركك وأنا كارهة لك جداً

بالقدر الذي كُنت أحبك به

اخترتُ أن أتركك وأرحل

في الوقت الذي كنت فيه

في أمسّ احتياجي إليك

تمنيتُ أن نكبر معاً كما وعدتني

تراقب خصلات شعري يغزوها بياض العمر

تجاعيد وجهي التي تحكي كل أوجاع الحياة

أبناؤنا حولنا

يحملون الكثير من طيبة قلبي وحنانك

ملامحهم تشبهنا.. أراكَ فيهم

وتراني في وجوهـهـم

توصيهم بي خيراً إذا وهن عظمي

واشتعل القلبُ شيبا

لكن أماني الأوفياء دائماً مغدورة.

ناقصني

نعم أعترفُ أني أفتقدك

أفتقدُ أشياءً كثيرة بغيابك

أفتقد حديثك

أفتقدُ مزاجي معك

«سوالفي معك حتى الصباح»

قهوتي الصباحية

حتى فيروز لم تعد صباحاتها تطربني

لا هي.. ولا شادي

كل يوم أبكيك رغم ما حصل لي منك

أبكي ذكريات كثيرة جمعتنا سوى

و حياةً كنت قد خبأتها لك

أنا آخر العشّاق المخلصين فوق هذه الأرض

لكنك لا تحب المُحسنين.

ليتك يا والدي كنت معصوماً من الفناء

معصوماً من المرض

معصوما من التعب

معصوماً من الموت والرحيل

ليتك كنت من المخلّدين

الذين لا يُصيبهم بأسٌ ولا سوء

آمنتُ بك الآن أنك على حق

حين همستها لي:

(لن يُحبك رجلاً في الحياة أكثر مني)