1173178
1173178
العرب والعالم

تحركات فلسطينية في مجلس الأمن لوقف التصعيد الإسرائيلي على القطاع

26 مارس 2019
26 مارس 2019

هدوء حذر في محيط غزة.. ونتانياهو يتوعد بـ«المزيد» -

رام الله - (عمان) - نظير فالح - (ا ف ب):-

أعلن مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة السفير رياض منصور عن تحركات في مجلس الأمن الدولي لوقف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

وقال منصور لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، أمس، إن «مشاورات تجري مع دولة الكويت العضو العربي في مجلس الأمن لوضع المجلس أمام مسؤوليته».

وأكد منصور ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مشيرا إلى أنه وجه مذكرات بهذا الصدد إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة.

ولفت إلى أنه سيلتقي مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف لمناقشة آخر التطورات فيما يتعلق في غزة.

وأعلن منصور، أن جلسة لمجلس الأمن ستعقد في وقت لاحق يقدم فيها ميلادينوف تقريرا مكتوبا حول الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وفقا لقرار المجلس 2334.

ورحب منصور، بـ«التقرير المكتوب من 14 صفحة وكان بطلب من الجانب الفلسطيني وأعضاء المجلس بدلا من أن يكون شفويا»، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني قدم ملاحظات واعتراضات على بعض الفقرات التي يحتويها التقرير ليكون منسجما مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومع واقع الحال على الأرض. ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف عام 2014 الماضي.

وأدانت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية عدوان الاحتلال المتواصل على المحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، مؤكدا أن ما يجري استمرار وإصرار على شن الحرب المفتوحة ضد أهلنا، وأبناء شعبنا الصامدين هناك».

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، إن «استمرار غارات الطيران الحربي والقصف المتواصل خلال الساعات الماضية وما يقترفه الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة في ظل الحصار الجائر منذ 12 عاما، لا يحتمل السكوت عليه من قبل المجتمع الدولي، الذي يجب أن يتحرك فورا في سبيل الدفاع عن قوانينه وشرائعه التي تصدر عنه على الأقل، إذ لا يمكن القبول بكل ما يمكن ان يزعزع مسؤوليته ومكانته المتعارف عليها.

وتوجه بالشكر لكافة الجهود التي تبذل من أجل وقف العدوان وتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني المزيد من المخاطر وعدوان الاحتلال.

وساد هدوء حذر امس في محيط قطاع غزة بعد ليلة نفذت خلالها الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على أهداف للفصائل الفلسطينية رافقها إطلاق نشطاء فلسطينيين عددا من الصواريخ باتجاه إسرائيل، رغم إعلان حماس التوصل الى وقف لإطلاق النار.

في المقابل، نفى مصدر قريب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي قطع زيارته الى الولايات المتحدة، التوصل الى اتفاق جديد على هدنة.

وحذر نتانياهو امس من أنه «مستعد» لاتخاذ مزيد من الإجراءات في غزة بعد الضربات الإسرائيلية التي نفذت رداً على إطلاق صاروخ أسفر عن سبعة جرحى بالقرب من تل أبيب.

وقال في رسالة عبر مؤتمر الفيديو من إسرائيل خلال المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل، «يمكنني أن أقول لكم إننا على استعداد لفعل ما هو أكثر بكثير، وسنقوم بكل ما في وسعنا للدفاع عن شعبنا والدفاع عن دولتنا».

وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع إلى وقوع سبعة جرحى بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن «القصف الإسرائيلي للقطاع توقف عند السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (4:00 ت غ)، في حين أطلقت آخر رشقة صاروخية من حماس باتجاه أهداف إسرائيلية في الخامسة فجرا (3:00 ت غ)».

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، شن الجيش الإسرائيلي 50 غارة استهدفت مباني سكنية ومقرات مدنية ومواقع للفصائل الفلسطينية وأراضي زراعية.

وأضاف المكتب «بين المواقع المستهدفة، تسعة مواقع تابعة لفصائل -المقاومة-، بالإضافة إلى ميناء غزة و20 أرضا زراعية، ومخزن من الصفيح شرق الشجاعية».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان فجر امس أنّ 30 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل منذ الساعة العاشرة ليلاً (20:00 ت غ)، ليصل إلى 60 إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية على الدولة العبرية منذ بدء تبادل إطلاق النار مساء امس الاول. وقال: إن الجيش ردّ باستخدام الطائرات والمروحيات والدبابات لقصف عشرات الأهداف في القطاع.

وأتى هذا القصف الليلي المتبادل بعد إعلان حركة حماس مساء امس الأول أنّ وساطة مصرية نجحت في التوصّل لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي بدأ عصر امس الأول قصفه لمواقع حركة حماس في القطاع، ردا على صاروخ سقط على منزل في شمال تل أبيب.

واستهدفت إحدى الغارات مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بحسب مصدر أمني فلسطيني والجيش الإسرائيلي.

وقال مصدر مطلع مقرب من حركة حماس إن الوفد المصري الذي يجري اتصالات مكثفة لتثبيت الهدوء سيزور القطاع في حال اتفقت جميع الأطراف على التهدئة.

وتحدث المتحدّث باسم حماس فوزي برهوم في بيان مساء أمس الاول عن «نجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار بين الاحتلال وفصائل المقاومة».

وقالت «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية»، بحسب ما نقلت عنها وسائل إعلام فلسطينية محليّة، «نؤكّد استجابتنا للوساطة المصرية لوقف إطلاق النار ونعلن التزامنا بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال، وسنبقى الدرع الحامي لشعبنا».

بالمقابل، لم يؤكّد أي مصدر إسرائيلي التوصّل لاتفاق تهدئة، علماً بأنّ إسرائيل عمدت في حالات سابقة عديدة إلى الامتناع عن تأكيد التوصّل لمثل هذه الاتفاقات التي يتم التفاوض عليها سراً مع الفلسطينيين عبر الوسيط المصري.

لكن الإذاعة العامة الإسرائيلية نقلت عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي يرافق نتانياهو في طائرته، «لا يوجد أي اتفاق لوقف إطلاق النار، والأمور لم تنته بعد».

ووصل نتانياهو إلى تل أبيب بعد ان اختصر زيارته في واشنطن، وتوجه الى وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب حيث ترأس اجتماعا امنيا.

وكان نتانياهو صرح قبل مغادرته واشنطن، «نحن نتعامل مع الأمور الأمنية»، مضيفا «كان ردنا شديد القوة ويجب أن تعلم حماس أننا لن نتردد بالدخول واتخاذ جميع التدابير اللازمة بغض النظر عن أي شيء».

وقال رئيس مجلس إشكول الإقليمي غادي ياركوني لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه أوضح للجيش والحكومة «وجوب أن يتضمن أي ترتيب أو إعلان لوقف إطلاق النار أيضا وقف إرهاب الحرق العمد والبالونات والاضطرابات على الحدود»، في إشارة الى التظاهرات الأسبوعية التي تحصل على حدود قطاع غزة كل يوم جمعة، وغالبا ما يتخللها إحراق إطارات ومواجهات بين المتظاهرين والإسرائيليين.

واعتبر عدد من وزراء اليمين في تصريحات «أن الضربات على قطاع غزة ليست كافية».

ولم تؤدّ الصواريخ التي أطلقت منذ مساء الإثنين على إسرائيل إلى وقوع إصابات، ذلك أن منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ اعترضت قسماً منها أثناء تحليقها في الجوّ، بينما سقط القسم الباقي في مناطق غير مأهولة، بحسب الجيش.

ويثير هذا التصعيد الخوف من مواجهة جديدة مفتوحة بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007. ووقعت خلال هذه الفترة ثلاث حروب بين الطرفين.