omair-2
omair-2
أعمدة

شجرة اللبان بين الماضي والحاضر ..!

26 مارس 2019
26 مارس 2019

عمير بن الماس العشيت «كاتب وباحث» -

[email protected] -

تحتضن أرض السلطنة الطيبة شجرة اللبان منذ آلاف السنين التي يندر وجودها في كثير من دول العالم وهي تمثل ثروة قومية لا تُعوض ومن الممكن استثمارها واستغلالها اقتصاديا ذلك لو تم استزراع مساحات واسعة منها و تسويق محاصيلها مع توفير الحماية والموارد التشغيلية، وهي لا تحتاج إلى أسمدة ولا إلى كميات كبيرة من المياه كونها تتأقلم مع الظروف المحيطة بها كما أن وضعها الراهن يتطلب من الجهات المعنية مزيدا من الاهتمام والرعاية بغية المحافظة على ديمومتها و تأمين بقائها وأيضا إبعادها من شبح الانقراض لا سيما وأن الدراسات المتعلقة بالتقييم البيئي تبين بوجود مخاوف حقيقية تخيم على هذه الشجرة النادرة وأن بعضا منها مهدد بالانقراض الأمر الذي يتطلب التدخل السريع لإحيائها وإعادة أمجادها التاريخية فهي تنمو في مناطق مختلفة من محافظة ظفار نظرا لتوفر المناخ الملائم، وتنتج اللبان العماني المسمى بالذهب الأبيض إلا أنها تعاني حاليا من الجفاف وتراجع أعدادها وكثافة إنتاجها مع سوء الاستخدام من قبل الأيدي العاملة الوافدة التي تقوم بتجريح وتكشيط لحاء جزع الشجرة بطرق عشوائية مما أدى إلى إصابة واختفاء بعض الأصناف وذلك نتيجة تراجع الأيدي الماهرة العمانية المزاولة لهذه المهن.

ومن المعروف أن اللبان العماني كان الطلب عليه لا يتوقف؛ حيث اكتسب سمعة واسعة على مر العصور وبين الحضارات الغابرة وشكل جسر تواصل بين الشعوب القديمة التي كانت تستخدمه كعلاج لشفاء العديد من الأمراض وصناعة الأدوية والمساحيق والعطور والزيوت وفي الطقوس الدينية وكان يصدر بكميات هائلة من ميناء سمهرم وبعض المواقع المتفرعة ويصنف بأنه الأفضل من حيث النوع والجودة وكان سعره يوازي سعر الذهب.

إن الحل الأمثل لإنقاذ شجرة اللبان العماني هو القيام بإعداد خطط متكاملة تتضمن التوسع في إنشاء محميات جديدة واستزراع كميات كبيرة فيها وإقامة معاهد ومشاغل لتدريب الشباب الراغبين في إحياء تاريخ أسلافهم مع توفير وسائل لاستثمارها بشكل مستدام ومصانع تقوم بإنتاج المواد المستخرجة من اللبان .