1172054
1172054
العرب والعالم

ماكرون يأمل أن تعمل أوروبا والصين على قيام «نظام عالمي جديد»

25 مارس 2019
25 مارس 2019

بكين: 83 قتيلا في إطلاق نار وانفجار بمصنع -

بكين - باريس - (أ ف ب) - يأمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إقناع الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي وصل إلى باريس أمس بأن يعمل بشكل منسق مع الأوروبيين على إقامة «نظام عالمي جديد»، وتبدو مهمة ماكرون دقيقة بالنظر إلى الطموحات الدبلوماسية والتجارية لبكين والانقسامات القائمة في أوروبا.

ويقوم العملاق الصيني بتغيير وجه العالم على جميع الأصعدة، من الحوكمة العالمية إلى القواعد التجارية مرورا باحترام البيئة وعمليات الاستثمار، من خلال توظيفه استثمارات كثيفة في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في سياق مشروعه «طرق الحرير الجديدة». ويود ماكرون تأطير هذا التغيير والتوصل إلى موقف أوروبي مشترك لمواجهته.

وفي مقابلة مع صحيفة «نيس-ماتن» اعتبر ماكرون أن «العلاقة بين بلدينا هي احد عناصر إعادة تشكيل (نظام) جديد متعدد الجوانب» في ظل الهجمة التي يتعرض لها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووصل الرئيس الصيني إلى فرنسا قادما من إيطاليا بعد محطة في موناكو، وقضى الليل في فندق فخم في نيس. وبسط له السجاد الأحمر في مطار شارل ديجول بباريس حيث وصل قبيل الساعة 11.00 ت غ. وسيتم استقباله رسميا من ماكرون تحت قوس النصر قرابة الساعة 14.30 ت غ.

وتمثل الزيارة مناسبة لتوقيع عقود تجارية أو اتفاقات تعاون أخرى. ومن المقرر أن يعقد الرئيسان مؤتمر صحفيا قبل مأدبة عشاء رسمية وذلك بعد عشاء خاص في نيس أمس الأول الذي كان بحسب ماكرون «فرصة» لإجراء «مباحثات أولى غير رسمية».

الشق الأوروبي

لكن الشق الأهم من زيارة الدولة هذه يبدأ صباح اليوم حين تنضم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى الرئيسين في قصر الإليزيه. ويرغب ماكرون في «صحوة أوروبية» بمواجهة بكين.

ويطمح الرئيس الفرنسي في أن يتيح هذا اللقاء الاول العمل على «تحديد مشترك (لملامح) نظام عالمي جديد»، بحسب ما صرح لصحيفة «نيس-ماتن».

لكن الاتحاد الأوروبي المترامي الأطراف والسوق الجذابة، لا يملك موقفا واضحا تجاه الصين بل أن بعض دوله بدأ يتجاوب مع الإغراءات الصينية.

ومنذ سنوات كانت الصين تعمل مع دول وسط أوروبا في إطار مجموعة 16 زائد واحد. كما استثمرت في العديد من المنشآت الاستراتيجية في أوروبا على غرار ميناء بيرايوس اليوناني او أكبر شركات تزويد الكهرباء في البرتغال.

انتقادات لإيطاليا

وتواصل الصين بسط نفوذها الاقتصادي وتمكنت من ضم إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي، إلى «طرق الحرير الجديدة»، خطتها الضخمة لإقامة بنى تحتية بحرية وبرية تربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.

ووقعت إيطاليا الجمعة الماضية اتفاقات تتضمن استثمارات صينية في مرفأي جنوى وترييستي، في انفتاح على الصين أثار قلق بعض القادة الأوروبيين الذين انتقدوا الحكومة الإيطالية.

وأشار المفوض الأوروبي غونتر أوتينغر «بقلق إلى أن بنى تحتية استراتيجية مهمة مثل شبكات الكهرباء أو خطوط القطارات فائقة السرعة أو المرافئ، لم تعد بأيد أوروبية بل صينية».

وأضاف «أوروبا بحاجة ماسة إلى استراتيجية حيال الصين».

وكان ماكرون دعا الخميس إلى «استفاقة والى الدفاع عن سيادة أوروبية» بوجه بكين التي وصفتها المفوضية الأوروبية بأنها «غريم على جميع الأصعدة».

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لصحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية الصادرة يوم الأحد «في عالم يضم عمالقة مثل الصين وروسيا أو شركاءنا مثل الولايات المتحدة، لن يكون بوسعنا الاستمرار إن لم نكن متحدين كاتحاد أوروبي».

وتابع «إن كانت بعض الدول تعتقد أن بوسعها عقد صفقات مربحة مع الصينيين، سوف تُفاجأ عندما تدرك أنها أصبحت دولا تابعة» مشيرا إلى أن «الصين ليست ديمقراطية ليبرالية» في إشارة إلى النظام الصيني الشيوعي الذي يتعرض بانتظام لتنديد منظمات غير حكومية بداعي انتهاكات لحقوق الإنسان.

وسيسعى الرئيس الفرنسي للتوصل مع ميركل ويونكر إلى موقف أوروبي موحد، ولو أنه من غير المؤكد أن يتمكنوا من إقناع الدول الأعضاء الأخرى بالانضمام إليهم.

على صعيد منفصل قتل مسلح يحمل مسدسا خمسة أشخاص في شمال الصين قبل أن توقفه الشرطة، وفق ما أفادت السلطات أمس.

وصادرت السلطات رصاصات كانت بحوزة المشتبه به الذي أصيب بجروح خلال الحادثة، وفق ما أفاد مسؤولون محليون في مدينة تونغلياو في منطقة منغوليا الداخلية الصينية نقلا عن بيان للشرطة.

ووقع إطلاق النار حوالي الساعة 15.30 (07.30 ت غ) بينما لا يزال التحقيق جارياً في العملية، بحسب بيان نشر على حساب «ويبو» التابع للحكومة المحلية.

ولم ترد شرطة المنطقة بعد على طلب وكالة فرانس برس الحصول على تعليق.

ومن النادر وقوع أعمال عنف باستخدام المسدسات في الصين، حيث تفرض الحكومة قيودا مشددة على حيازة الأسلحة النارية. ولا توجد إحصائيات رسمية عن عدد الوفيات الناجمة عن استخدام المسدسات.

وفي نوفمبر 2017، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة بجروح في إطلاق نار في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية.

وفي يناير من العام ذاته، اقتحم مسؤول رفيع في مقاطعة سيشوان اجتماعا حكوميا حيث أطلق النار على رئيس البلدية وسكرتير الحزب في المدينة وأصابهما بجروح قبل أن ينتحر.

من جهتها أعلنت السلطات المحلية أن عدد القتلى جراء انفجار مصنع كيماويّات في الصين ارتفع أمس إلى 83 وأمرت الحكومة بفتح تحقيق وطني بعد هذا الحادث الصناعي الذي يُعدّ بين الأسوأ في تاريخ البلاد.

وقع الانفجار الخميس الماضي في المصنع الذي تُديره «تيانجيياي للكيمياويات» في يانشينغ بمقاطعة جيانغسو، وأدى إلى تدمير مبان مجاورة وتناثر زجاج الأبنية على عدة كيلومترات.

ولا يزال 566 شخصا يعالجون بينهم 66 إصاباتهم خطيرة و13 في حالة خطيرة كما قال خلال مؤتمر صحفي كاو لوباو رئيس بلدية المدينة.

ومن أصل المفقودين الـ28 عثر على ثلاثة أحياء في حين تأكد مقتل 25 استنادا إلى تحاليل للحمض الريبي النووي.

وكانت ألسنة لهب سامّة تصاعدت من موقع الانفجار الذي لم يعرف بعد سببه.

والحوادث الصناعيّة شائعة في الصين، بسبب عدم تطبيق معايير السلامة في شكل صارم.