صحافة

تداعيات التطرف اليميني

25 مارس 2019
25 مارس 2019

بعد حادث إطلاق النار على المسلمين في مسجدين بنيوزيلندا خلال صلاة الجمعة قبل أسبوع ومقتل 50 مصلياً، كان من الطبيعي أن تزداد مخاوف المسلمين في بريطانيا من استهداف مساجدهم المفتوحة طوال الأسبوع وخاصة يوم الجمعة الذي تستقبل فيه المساجد أعدادا كبيرة من المصلين، مما يجعل خطر وقوع اعتداءات مماثلة وارد في ظل تصاعد نشاط اليمين المتطرف.

صحيفة «الجارديان» نشرت تقريرا كتبه فيكرام دون بعنوان «تزايد جرائم معاناة الإسلام في بريطانيا بعد إطلاق النار في كرايست تشرش» قال فيه إنه حسب الإحصاء الذي أصدرته منظمة «أخبر ماما» لحقوق الإنسان المستقلة فإن معدل جرائم معاداة المسلمين المبلغ عنها في البلاد ارتفع خلال الأسبوع الماضي بمعدل 593% عقب قيام يميني متطرف بإطلاق النار على مسجدين في نيوزيلندا راح ضحيته 50 وجرح اكثر من 40 مصلياً.

ونقلت الصحيفة عن منظمة «اخبر ماما» أن نسبة الزيادة في معدلات جرائم معاداة الإسلام زادت خلال الأسبوع الذي تلى هجوم كرايست تشرش بما يفوق معدلها خلال الأسبوع الذي تلى هجمات مدينة مانشستر عام 2017. وحسب المنظمة أيضا فان 89% من البلاغات التي تلقتها المنظمة خلال الفترة من 15-21 مارس كانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بهجوم نيوزيلندا.

وفي تقرير آخر نشرته صحيفة «الجارديان» قالت فيه إن السكرتير العام لمجلس مسلمي بريطانيا، هارون خان، ارسل الى رئيسة الوزراء تريزا ماي رسالة طالب فيها الحكومة البريطانية بتمويل الإجراءات الأمنية لحماية مساجدهم في بريطانيا، أسوة بحماية اليهود، باعتبار أن ذلك «ضروري في هذه الأوقات العصيبة التي نسعى فيها الى إيجاد سبل التوازن بين ضرورة الأمن ورغبتنا في البقاء منفتحين»، حسب قوله. وذكرت الصحيفة أن الحكومة البريطانية كانت قد زادت تمويل الإجراءات الأمنية لحماية المعابد اليهودية بعد تصاعد الاعتداءات المعادية للسامية متعهدة بتقديم 14 مليون جنيه استرليني لدعم الإجراءات الأمنية في نحو 400 كنيس و150 مدرسة يهودية.  وكانت الفترة الأخيرة شهدت موجة من نشاط اليمين المتطرف، من بينها اعتداء على مسلم بسكين في حادث اعتبر عملا إرهابيا. واعتقال ثلاثة أشخاص للارتباط بأحداث إرهابية شمال غرب انجلترا، وشخص آخر نشر تأييد لما فعله منفذ هجوم نيوزيلندا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونقلت صحيفة «الاندبندانت» عن وزير الدولة لشؤون الأمن في بريطانيا، بن والاس، قوله: «إن الحكومة البريطانية كانت تبحث مسألة زيادة تمويل الأمن لحماية المساجد والمراكز الإسلامية الاجتماعية في ظل تزايد التطرف اليميني في بريطانيا».

كما ذكرت الصحيفة ان وزير الداخلية البريطانية، ساجد جافيد، حث المواطنين على «رفض الإرهابيين والمتطرفين» الذين يسعون الى إحداث شرخ في المجتمع البريطاني. وأفادت التقارير الإعلامية أن مدينة برمنجهام في وسط انجلترا شهدت خلال الأسبوع الماضي أعمال تخريب طالت خمسة مساجد ومراكز إسلامية فيها، ما دفع الشرطة الى فتح تحقيق بمساعدة وحدة لمكافحة الإرهاب، وتحليل تسجيلات كاميرات المراقبة للعثور على مرتكبي الحادث. وتسيير دوريات حول المساجد في كل البلاد عقب اعتداءات نيوزيلندا بهدف طمأنة مرتاديها. وفي الوقت نفسه هاجم قائد شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، نيل باسو، وسائل الإعلام في رسالة نشرتها صحيفة «الجارديان» أعلن فيها أن وسائل الإعلام لها دور في تجذر التطرف اليميني. وخص بذلك موقع صحيفة «ديلي ميل» الذي نشر بيان منفذ مجزرة نيوزيلندا، وجعل الوثيقة المؤلفة من 74 صفحة متاحة لتنزيلها من موقع «ميل اونلاين» وهو اكبر المنافذ الإخبارية في العالم. وفي الوقت الذي انتقدت فيه صحف كبرى منصات إعلامية مثل «فيسبوك» و«جوجل» لنشرها «بيان» منفذ مجزرة نيوزيلندا، سارعت مواقع صحف كبرى مثل «الصن» و«ديلي ميرور» و«ميل اونلاين» بنشر مقاطع من الفيديو الذي صوره منفذ المجزرة أثناء هجومه على المسجدين.