صحافة

وثـيقة ســرية

25 مارس 2019
25 مارس 2019

كشفت صحيفة «الجارديان» عن وثيقة سرية مسربة من مكتب مجلس الوزراء البريطاني، اطلعت عليها الصحيفة، تكشف مدى تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ما لم يتم التوصل الى اتفاق. وتحذر من انتشار الفوضى ودخول بريطانيا في «مرحلة حرجة» تدوم ثلاثة أشهر بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي. وأوضحت الصحيفة ان انتشار الفوضى عقب الخروج من دون اتفاق سيؤدي الى اضطرار هياكل السلطة والإدارات الحكومية للتعامل مع معظم المشكلات بأنفسها». واعترفت الوثيقة أيضًا بأنه «من المحتمل أن تكون هناك قضايا وتأثيرات غير متوقعة» لبريكست دون صفقة. وأشارت إلى أن مكتب مجلس الوزراء البريطانى اتخذ زمام المبادرة للاستعداد للخروج دون صفقة. وتشير الوثيقة إلى أن مكتب مجلس الوزراء يعمل على أخذ الاستعدادات اللازمة للخروج من دون اتفاق، من خلال وضع سيناريوهات لمواجهة صعوبات الخروج من دون خطة متماسكة. وتتضمن الوثيقة مخططًا ليوم روتيني في القصر الملكي يبدأ في الساعة 7 صباحًا حتى الـ5.30 من صباح اليوم التالي من خلال إثبات «تقارير الحالة» وإرسالها إلى الوزراء وكبار المسؤولين، والاستمرار بالتقييمات والاجتماعات دون توقف. كذلك إجراء اختبارات حية لمعرفة كيفية تعامل المدارس والمستشفيات، والتعامل مع 10 آلاف شاحنة متوقفة على الطرق القريبة من الموانئ المزدحمة. كما تسلط الضوء على القلق المتزايد بشأن الاضطراب الذي قد ينجم عن عدم وجود صفقة مع وجود نقص محتمل في كل شيء من الأدوية إلى الأغذية الطازجة وورق التواليت. وتكشف الوثيقة المسربة أيضًا عن خطة مجلس الوزراء البريطاني لابتكار «كتيب» من أجل القيادة والسيطرة والتنسيق لمواجهة أي مشكلات قد تنشأ والذي من المقرر أن يتم طرحه على أكثر من 38 منتدى إلكترونيا. وأفادت التقارير الإعلامية أن قادة الاتحاد الأوروبي أعلنوا بعد قمة في بروكسل أن بريطانيا اصبح أمامها الآن ثلاثة خيارات هي:

الخيار الأول: موافقة البرلمان البريطاني على خطة ماي للانسحاب عند عرضها للتصويت للمرة الثالثة الأسبوع المقبل. وعندها ستغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 22 مايو وتدخل المرحلة الانتقالية. أمام لو رفض النواب اتفاق ماي، عندئذ سيتعين عليهم اتخاذ قرار حتى 11 إبريل، وهو المشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي.

الخيار الثاني: عدم المشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة بين 23 و26 مايو، ومغادرة الاتحاد قبل هذا الموعد. ومن غير المرجح أن أي اتفاق جديد يمكن التوصل إليه بحلول هذا الوقت. وما لم يتضح بعد هو ما الذي سيفعله الاتحاد الأوروبي في هذا الوقت. الخيار الثالث: المشاركة في الانتخابات وطلب مد طويل للبريكست. وهو ما يجعل الخروج الناعم، الذي يبقى بريطانيا على صلة قوية بالاتحاد الأوروبي،  أمرا لا مفر منه، ويصبح التراجع عن البريكست أكثر احتمالا. وستعيد تريزا ماي، خلال الأسبوع المقبل، اتفاقها للخروج على البرلمان للمرة الثالثة للتصويت، وتحتاج الى ان يغير 75 نائبا من رأيهم ويوافقون على اتفاقها لكي تفوز. ولكن لأنها القت باللوم في فشل البريكست على النواب خلال بيانها الأسبوع الماضي، لذلك من المرجح ان يتم رفض اتفاقها. وفي حال فشلها للمرة الثالثة فمن المرجح ان يبذل أعضاء البرلمان قصارى جهدهم للسيطرة على البريكست من الحكومة. ومن المحتمل إجراء تعديل يطالب رئيسة الوزراء بالسماح لمجلس العموم بإجراء سلسلة من عمليات التصويت الإرشادية حتى يستطيع البرلمان أن يقول في النهاية ما الذي يؤيدونه، وليس فقط ما يعارضونه.