1171819
1171819
المنوعات

«الجـم» التـونسـية ترتـدي ثـوبهـا الرومـانـي

25 مارس 2019
25 مارس 2019

تونس «الأناضول»: على وقع موسيقى حربية تاريخية ودقٍ للطبول والدفوف، اختتمت مدينة «الجم» التونسية، أمس الأول، مهرجان «الأيام الرومانية تيسدروس» بعرض كرنفالي أعاد المدينة إلى مجدها الروماني. منذ الجمعة الماضي، شهدت «الجم»، في محافظة المهدية شرقي تونس، فعاليات متنوعة، ضمن الدورة الرابعة للمهرجان.

تُعرف «الجم» بمسرح روماني، يعود إنشاؤه إلى العهد الروماني، حيث بناه الأثرياء من سكان مدينة «تيسدروس» (الجم حاليا)، عام 238 م، في عهد حاكم مقاطعة «أفريكا»، جورديان الأول.

وصار جورديان الأول إمبراطورا، منتصف 159 م، لكنه حكم لمدة 36 يوما فقط، إذ انتحر في منزله بقرطاج، إثر هجوم جيش «نوميديا»، المقاطعة الرومانية المجاورة، على «أفريكا»، لاسترجاع الحكم. في اليوم الختامي للمهرجان، شارك أكثر من 200 شخص في عرض بملابس رومانية متنوعة، ظهر فيه جنود ملتفين حول الإمبراطور، وتحيط به الحاشية من المستشارين وعلية القوم، ويحفهم الخدم .

هكذا كان المشهد في ساحة قصر «الجم»، على وقع أهازيج هزت المدارج، وفي ظل إطلالة المئات من أقواس القصر. وهو مشهد ذهب بالجمهور بعيدا إلى الحضارة الرومانية، في القرنين الثاني والثالث ميلاديا، وتحديدا إلى حضارة «تيسدروس» بين جدران «الكولسيوم» أو قصر الكاهنة، حيث كانت تقام استعراضات ومنازلات بين الوحوش والمجالدين (المصارعين).

في ساحة العرض توسطت خيمة الإمبراطور المشهد، وتم تقديم عروض راقصة لفرق استعراضية تونسية، جسدت رقصات رومانية بلمسة فنية معاصرة. وتحدث «الراوي» عن تاريخ «تيسدروس» وشعبها ومجّد بناء حضارة ما زالت معالمها قائمة، وتشهد آثارها على عمقها الثقافي. وشاهد آلاف من الجمهور عروض مصارعين بأسلحة رومانية، وهي التي قد كانت من قبل وسيلة لتسلية شعب روما و«تيسدروس».