صحافة

مردم سالاري : ماذا تريد إيران من الـ «اینستكس»؟

24 مارس 2019
24 مارس 2019

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «مردم سالاري» مقالاً فقالت:

بعد اعلان إيران عن اطلاق آلية متوائمة مع الآلية المالية الأوروبية المسماة «اينستكس» للتعامل المالي بين الطرفين بهدف تقليص الأضرار التي لحقت بإيران جرّاء انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي في مايو 2018، ما يعني أن الجانبين الأوروبي والإيراني مقتنعان تماماً بضرورة الحفاظ على الصفقة النووية لتحقيق مصالحهما الاقتصادية والتجارية حتى في حال تلكؤ تنفيذ بنود هذه الصفقة لاسيّما المتعلقة برفع الحظر المفروض على إيران.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الآلية المالية الإيرانية الخاصة التي أطلق عليها اسم أس تي اف آي «STFI» لتكون متناظرة مع الآلية التي تتبناها الترويكا الأوروبية «ألمانيا وبريطانيا وفرنسا» ستكون مناسبة لتأمين التبادل المالي والتجارة لإيران في ظروف الحظر عبر الأساليب والطرق التي اتفقت إيران عليها مع بعض الدول والشركاء التجاريين.

ولفتت الصحيفة إلى أن تفاعل إيران مع الآلية الأوروبية من شأنه أن يعزز التبادل التجاري والمالي ليس مع الدول الأوروبية فحسب ، بل من المتوقع جداً أن تتيح هذه الآلية التعامل بين إيران ودول أخرى ، معتبرة أن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على مدى نجاح طهران والعواصم الأوروبية بتنفيذ ما اتفقوا عليه في هذا المجال.

كما اعتبرت الصحيفة أنه من المهم جداً أن لا تقتصر الآلية الأوروبية على تبادل الأغذية والأدوية مع إيران ، وأن تشمل كافّة جوانب التبادل الاقتصادي والتجاري والمالي، وأن تتمكن الشركات الأوروبية من تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة مع نظيراتها الإيرانية ، الأمر الذي واجه صعوبة في السابق بسبب تحذير واشنطن من شمول الشركات التي لا تلتزم بتشديد الحظر الأمريكي على إيران بتعرضها لعقوبات مالية وتقنية.

وألمحت الصحيفة إلى أن الآلية الأوروبية تنص على شراء النفط الإيراني في إطار التبادل التجاري الذي يضمن لإيران الحصول على ما تحتاجه ، الأمر الذي من شأنه أن يخفف الضغط الذي تواجهه طهران بسبب إجراءات الحظر الأمريكي الذي شمل القطّاعين النفطي والمصرفي الذي بدأ تنفيذه اعتباراً من نوفمبر 2018.

ورأت الصحيفة أن العواصم الأوروبية التي تريد الحفاظ على الاتفاق النووي مع طهران دون الوقوع في الإحراج مع واشنطن من ناحية ، وإبقاء التعامل التجاري والاقتصادي مع إيران في مستوى يضمن عدم انهيار الصفقة النووية من ناحية أخرى ، تعرف تماماً أن طهران لا تحبذ الخروج من الاتفاق النووي وتسعى أيضاً للحفاظ عليه شريطة أن تتمسك به الأطراف الأخرى وتثبت قدرتها على تنفيذ بنوده خاصة التي تتعلق برفع الحظر عن إيران، وهو ما من شأنه أن يعزز فرص نجاح الآليتين الأوروبية والإيرانية للتبادل التجاري والمالي بين الطرفين، بحسب الصحيفة.