oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تطوير الأبحاث في المجال الصحي

24 مارس 2019
24 مارس 2019

تعتبر عملية تطوير الأبحاث والبحث العلمي عامة في مختلف القطاعات من الأبجديات في الانتقال نحو المستقبل ورسم السياسات والاستراتيجيات التي تمكن من صياغة الغد الأفضل. ولا شك أن السلطنة في حاجة إلى تعزيز هذا الجانب ما يضمن بناء الرؤى الأكثر جدارة لقيادة الحياة الأسعد للجميع.

فالبحوث العلمية بكافة أشكالها هي حلقة من حلقات البناء الحديث في الدول، إذ تصبّ في عمليات النقد والمراجعة والإضافة للبرامج والخطط والمشاريع، ومن خلالها يتم رسم الطريق نحو الآفاق الجديدة الممكنة بما يجعل أي قطاع من القطاعات يتجه نحو الفاعلية والجاهزية ويكون له القدرة على تقديم الدور المناط به بأفضل وجه.

في هذا الإطار يمكن الحديث عن القطاع الصحي وأهمية البحوث في هذا الجانب لما لها من علاقة وطيدة بصحة الإنسان الذي هو مفردة البناء المركزية، فبجوار عمليات التعليم والمعرفة المستمرة ستكون صحة الإنسان هي الأساس في حراكه الإنتاجي وفاعليته، وهذا ما أكدت عليه سياسات السلطنة منذ بواكير النهضة الحديثة في السبعينات.

لقد جاء الاهتمام بالصحة وتطوير القطاع الصحي، كمرتكز محوري في عملية التنمية الإنسانية الشاملة وبسط حقوق الإنسان في السلطنة، بحيث يكون الفرد في حالة تمكنه من المساهمة الإيجابية في الحياة بأن ينال حقه في هذا المسائل الصحية، من حيث توفير العلاج المجاني والاستشفاء والوقاية اللازمة من ذي قبل لبعض الأمراض التي تتطلب الاحتياط المسبق وتحسين البيئة.

عودة للبحوث العملية في المجال الصحي، فهي اليوم تعمل بوصفها مركزية وأساسية، حيث تشير المعلومات عن مجلس البحث العلمي بأن القطاع الصحي يعتبر أكثر القطاعات البحثية تطورًا في السلطنة، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها توفر الكادر البشري الذي يعمل في هذا المجال بالإضافة إلى الإمكانيات البحثية والتحليلية الواسعة، وتشجيع المجلس على إجراء البحوث ذات النتائج العملية والتطبيقية.

ولا شك أن هذه البحوث تفيد في بناء مجتمع محلي علمي وكوادر بحثية حقيقية تساهم في النهضة الشاملة المستقبلية، ومن خلال تنوع الأبحاث وارتباطها بالبيئة والمجتمع يكون الاقتراب أكثر من المناطق المطلوبة في البحث، إذ إن جدارة الأبحاث دائمًا في كونها ذات صلة بالاحتياجات والأسئلة المطروحة على الواقع في القطاع المعين.

لكن في الوقت نفسه ثمة تحديات يشير إليها العاملون في هذا الحقل ومنها على سبيل المثال التمويل؛ وهنا سوف يكون الحديث عن الشراكة الاجتماعية أو المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن تضطلع بها المؤسسات والشركات الخاصة، كما يحدث في دول العالم المتقدم، حيث إن القطاع الخاص هو شريك أساسي في هذه الأبحاث وتطويرها؛ وهي جزء من نسيج اهتمامه وغاياته التي يخدمها، وهذا الجانب موجود في السلطنة لكنه يتطلب المزيد من مضاعفة العمل عليه والتوعية به ونقله إلى آفاق تساهم فعليًا في صناعة الأبحاث الصحية، مع الانتباه إلى أن الأبحاث لها متطلبات كثيرة بحسب نوع البحث.